المغترب اليمني ودوره في التخفيف من أهوال الحرب "تقرير" مميز

  • لم يكتفوا بالتحويلات بل أصبحوا يتبنون مبادرات إنسانية وتكافلية
  • الاشتراكي نت/ خاص

الثلاثاء, 22 آب/أغسطس 2017 18:34
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بات المغترب اليمني، يلعب دورا محوريا، في التخفيف من أهوال الحرب ومآسيها المتواصلة منذ ما يقارب ثلاثة أعوام، من خلال استمرار التحويلات، وأيضا تبني مبادرات إنسانية، كان لها دور، في إنقاذ الآلاف ممن تقطعت بهم السبل.

وتضاعفت تحويلات المغتربين خلال فترة الحرب عما كان عليه الوضع سابقا، الأمر الذي أصبح يشير إلى وجود مبادرات يضطلع بها المغتربين، لا نعرف عنها الكثير، لكننا نعرف الأثر الذي تركته. ليصبح المغترب اليمني بمثابة الجندي المجهول.

وإلى جانب المبادرات المخصصة للفئات الفقيرة والأشد فقرا، وأيضا تلك المتعلقة بالحالات الطارئة، تبنى كثير من المغتربين اليمنيين، في دول مختلفة من العالم، مبادرات سعت خلال الفترة الماضية، إلى إنقاذ العملية التعليمة والحفاظ على استمرارها، من خلال جمع تبرعات لتأمين رواتب المعلمين الذين توقفت رواتبهم بعد أن كانت الدراسة في كثير من مناطق اليمن قد أصبحت مهددة بالتوقف، إن لم تكن قد توقفت فعلا.

وتقوم مبادرات المغتربين على تجمعات تقوم بجمع التبرعات، في الغالب يكون هؤلاء من منطقة واحدة ويتكفلون بالتخفيف من الأعباء التي يواجها المواطنين ضمن النطاق الجغرافي الذي ينحدرون منه، لكن أيضا هناك ما يتجاوز هذا الإطار ليشمل تجمعات أوسع، كما هو الحال مع حملة "فتاح الرفاقية". التي نظمت عدد من المبادرات.

وأنهت حملة "فتاح الرفاقية" نهاية الأسبوع الماضي مبادرتها الجديدة، بتوفير مبلغ يتجاوز مليون ونصف ريال يمني، سوف يخصص لبناء مسكن لأسرة الشهيد عمار الصراري، عضو الحزب الاشتراكي الذي اغتيل من قبل مسلحين مجهولين في مدينة تعز أواخر في 20 يوليو الماضي.

وبلغ عدد المبادرات التي نظمتها حملة فتاح منذ بداية الحرب قرابة عشرين مبادرة، ساهمت في مساعدة بعض ممن واجهوا ظروفا صعبة.

وتعد حملة فتاح، وهي تجمع لأشخاص ينتمون للحزب الاشتراكي في مختلف دول العالم، واحدة من الحملات التي تعكس دور المغتربين ومبادرتهم للتخفيف من أهوال الحرب القائمة.

وبحسب تصريح لأبو رامي تعز وهو أحد منظمي الحملة، فإن المبادرات لا تقتصر على تنظيم جمع المتبرعات من المغتربين وحدهم، وان كان للمغتربين الدور الأبرز، ولكن باتت أيضا تشمل كل من يقدر على التبرع ممن هم في الداخل، وغير المغتربين.

 وأوضح أبو رامي بقوله: "طبيعي أن يكون للمغتربين دور بارز بسبب وضعهم المادي. لكن هناك دور كبير لغير المغتربين ومن هم في الداخل. وتبقى الرمزية في التعاون هي جوهر فكرة الحملة".

وأكد أن المغتربين هم العجلة والدور المحرك لاستمرار الحملة في ظل الأوضاع القائمة، وأن جمع التبرعات يتم وفق آلية محددة، بحيث يتم إنشاء مجموعة على "واتس آب" وضم كل من يرغب في التبرع بعد التشاور معه.

وعن نجاح هذه الحملة، أضاف " يتم عمل بيان افتتاحي بالحالة التي تحتاج للمؤازرة ووضعها الذي يستدعي ذلك، ثم المبلغ التقديري الذي تهدف الحملة لتوفيره، وقبل ذلك تحديد المدة الزمنية، بحيث لا تكون مفتوحة".

وباتت تحويلات المغتربين، بمثابة حائط الصدى الأخير، المتبقي لكثير من الأسر اليمنية، في ظل تدهور الأحوال المعيشية جراء الحرب الدائرة منذ ما يقارب ثلاثة أعوام، حيث النشاط الاقتصادي في البلاد شبه معطل وفقد مئات الآلاف لأعمالهم، عوضا عن توقف صرف مرتبات موظفي الدولة لأكثر من عشرة أشهر.

وبلغ حجم تحويلات المغتربين إلى اليمن خلال العام 2016، إلى ما يقارب ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار، بحسب تقرير، صدر في وقت سابق، عن صندوق الأمم المتحدة الدولي للتنمية الزراعية. لكن مصادر اقتصادية أكدت أن المبلغ يصل إلى الضعف.

وتلعب تحويلات المغتربين، دورا حيويا في إيجاد مصادر دخل لمئات الآلاف من الأسر، وأيضا تحريك عجلة الاقتصاد، بالرغم من الحرب، ومن الركود الذي تشهده القطاعات الحكومية وكثير من القطاعات الخاصة.

وتشير التقديرات إلى أن عدد المغتربين اليمنيين في الخارج، يصل إلى قرابة أربعة مليون مغترب، أغلبهم في دول الخليج العربي. وهؤلاء هم من ساعدوا على بقاء الوضع المعيشي في اليمن محافظا على الحد الأدنى ومنعه من الانهيار.

قراءة 1421 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « تعز..معارك شرسة في الصلو وسامع وغارات مكثفة تستهدف المليشيات المليشيا تختطف الكاتب الصحفي عبد الرحيم محسن و3اخرين من تعز »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى