مأساة التعليم مميز

  • الاشتراكي نت / كتبه خالد عبدالهادي

الثلاثاء, 03 تشرين1/أكتوير 2017 16:54 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

علاوة على أن نظام علي عبدالله صالح وجه ضربات مميتة للتعليم الحكومي, فقد أسند إدارته خلال معظم الفترات إلى حلفائه الإسلاميين مكافأةً لهم نظير خدماتهم النفيسة ودعمهم إياه طوال أوقات "الشدة".

وكانت أهنأ حفلة يمكن للحلفاء إقامتها على جثة التعليم العام هي إنشاء مؤسساتهم التعليمية الخاصة، من روضات التعليم التمهيدي حتى الجامعات, التي سيقصدها لاحقاً كل الأثرياء القادرين على إرسال أبنائهم إليها لتلقي تعليم حديث يلبي متطلبات السوق, بعدما اقتصرت وظيفة التعليم العام في أفضل الأحوال على محو هش للأمية الأبجدية.

وجاء الحوثيون؛ حلفاء صالح الجدد والأشد جشعاً ونزوعاً لتدمير الخدمات العامة وإقامة مصالحهم الخاصة على أنقاض ما دمروه, فكانت أولى سياساتهم التربوية مواراة جثة التعليم وتوظيف الإمكانات التعليمية في فتح مدارسهم الخاصة في مقابل إغلاق مرافق التعليم الحكومي بعدما أقعدوا المعلمين في المنازل إثر سرقة رواتبهم.

الحوثيون يسابقون الزمن لتجهيز مدارس خاصة تضاهي بجودتها وسمعتها مدارس سابقيهم إلى حد أن يحيى بدر الدين الذي استوزروه على التعليم في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم "دشن العام الدراسي" يوم السبت الماضي من مدرسة خاصة يعتقد أنه يمتلكها, في الوقت الذي ما تزال المدارس العامة مغلقة.

هذا دليل إضافي على أن المذبحة التي دبروها ضد الشعب ويسفحون فيها دمه منذ 2014 لها صوراً أخرى, تنعكس إحداها في وجوه التلاميذ المحرومين من التعليم, وأن الحوثيين لا يذيعون بشاعتهم من وراء المدفعية التي ترسل الموت إلى منازل الأبرياء فحسب بل يمكن مقابلتها أمام كل مدرسة مغلق بابها أو مستشفى يفترشه مرضى متعبون لا يجدون تطبيبا.

قراءة 2513 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة