الرفيقة "فطوم" سيرة فريدة في النضال الوطني مميز

  • الاشتراكي نت/ كتبه - فوزي العريقي

الأحد, 12 كانون2/يناير 2020 01:14
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قبل عدة أشهر حضرت عرس الرفيق صخر سلطان الوجيه، وكتبت بعدها عن الرفيقة المناضلة "سلمى سيف احمد"، وبعدها تم التواصل مع الرفيق صخر؛ وضرورة التوثيق لنضال الحزب الاشتراكي اليمني، منذ ستينات القرن الماضي.

وقد تكرم بإرسال جانب من سيرة والدته، عبر الرفيق احمد طه المعبقي، وقد أجريت عليها بعض التعديلات في الصياغة وتسميات الأعلام والتواريخ..

جانب من سيرة المناضلة فطوم محمد علي الطيب /جبل صبر.

نشأت فطوم محمد علي الطيب في اسرة ميسورة الحال عرف عنها حبهم للأولياء والصالحين حيث كان ابوها يمثل رمزا للحركة الصوفية في مديرية "مشرعة وحدنان" وكان لديه ما تسمى بالمقصورة (الزاوية) حيث كان يأتي اليه رواد التصوف لإقامة طقوسهم وحلقات الذكر ؛ وكذلك كان يقصده طلاب العلم؛ ليتتلمذوا على يديه ويتعلموا القران والفقه والحديث واللغة العربية والفرائض، وكان يأتي اليه الناس من كل قرى ناحية "مشرعه وحدنان" وكذلك من ناحية المسراخ وناحية "صبر الموادم" ومناطق "الحجرية" و "ماويه" اما لغرض ممارسة شعائر التصوف او لإحياء ليلة النصف من شعبان التي كان يحيي ليلتها، ويذبح ما لا يقل عن سته من الثيران، حيث يتم إحياء الشعائر الصوفية والموالد واطعام الحاضرين في المولد ؛ ويوزع الباقي علي ابناء المديرية ويبدأ بالفقراء والمعسرين. وايضا كان يقصدونه للتزود بالعلم، او لحل مشاكلهم وفك النزاعات بين المتخاصمين.

وكان بيته يعتبر ملجأ لمن ضاقت به الحياة او اشتدت فاقته، ولعابري السبيل، حيث كانوا يلجئوا اليه ليقتاتوا ويناموا.

فطوم كانت تمثل ساعد اباها الأيمن والقائمة علي شؤون البيت الي جانب خالتها بعد ان توفت امها وهي صغيرة السن، حيث كانت هي الابنة البكر لأبيها، وكانت تقوم علي خدمة ضيوف ابيها وادارة شؤون اخوتها الصغار بدون كلل أو تذمر وكانت هذه بمثابة المدرسة التي تعلمت منها الصبر.

في شبابها كانت تعرف بالجمال الي جانب حسن الخلق، وكما يقال عرفة بالحنكة، ولهذا بدأت الامهات يرغبن في ان يخطبنها لابنائهن، وتقدم لخطبتها لشخص ولم يتم الزواج، كون هناك شخص تقدم بإحتساب الي قاضي الامام "احمد يحي حميد الدين" القاضي "زيد عقبات" بحجة انها من آل البيت وخطيبها عربي، وهذا لا يجوز وتم فعلا الفصل في الاحتساب وفسخ الخطبة.

في العام 1959م وبعدها بدأت قصة حب مع زوجها الحالي "سلطان سيف حزام" وكانت قصة عشقهما تحكى في ذلك الزمن، وتقدم "سيف احمد" الي والد فطوم لخطبتها وتمت الموافقة وتكررت قصة الإحتساب وتم استدعاء "سيف احمد" و "محمد علي الطيب" وزج بهما في سجن القاضي "زيد عقبات" ولكن كان للفتاة "فطوم" الكلمة الفصل، حيث استدعيت من قبل القاضي، وسألها عن رأيها في الخاطب فكان ردها بالإيجاب والقبول، فما كان من القاضي "عقبات" الا ان بارك زواجها بسلطان وتم عقد قرانهما وزفافهما في العام 1961م وفي العام 1962م وتحديدا ليلة الخميس بتاريخ 26 سبتمبر 1962م انجبت ولدها البكر "محمد"

عاشت فطوم مع زوجها ايام تملؤها السعادة ويصاحبها الصبر والمعاناة لشظف العيش آنذاك، وكونهما كانا في بداية الطريق لبناء منزلهما المستقل وتكوين مملكة مستقله بهما، حتى عام 1964م وهو العام الذي تعرف به "سلطان سيف" بالمناضل الراحل "سلطان احمد عمر" والتحاقهما وزوجته بصفوف "حركة القومين العرب" لتدخل فطوم فصل جديد من فصول النضال الوطني، وتتعرف على العمل السياسي وكان لها الدور الاكبر في تشجيع سلطان والوقوف الي جانبه ليشق طريقه النضالي، الذي لم تكن تعرف ان هذا الطريق سيكون مليء بالعقبات والصعاب والمخاطر وعلى ما يبدو ان هذا كان قدرها المحتوم وقد اعدها لذلك منذ نعومة اظافرها وهي لاتزال في بيت والدها.

بعد انضمام سلطان سيف الي حركة القومين العرب في1964م. تم كشف الادوار النضالية والسياسية التي كان يلعبها كلا من الرفاق في المدينة: "علي عبدالرحمن عبدالجليل العبسي" و"علي اسعد" و"سلطان احمد طاهر" ( الرعوي ) من قبل الجيش العربي والاستخبارات المصرية، وبذلك قررت الحركة ابعادهم عن الانظار وعن المدينة، وتم ارسالهم الي منزل الرفيق "سلطان سيف حزام" في ناحية "مشرعه وحدنان" وتم استقبالهم وتأمين مكان آمن لهم؛ وكانت الرفيقة فطوم تقوم على خدمتهم وتلبية طلباتهم، برحابة صدر دون علم احد من أبناء القرية بوجودهم، حيث كانت تصرفاتها طبيعية لا تثير الشكوك.

وفي العام 1965م، تشكلت اول خلية نسائية تابعه لمنظمة الفلاحين الثوريين (إحدى واجهات نشاط حركة القوميين العرب) وكانت عضواتها:

فطوم محمد علي الطيب ومسك سيف احمد وزهره سيف احمد وسلمى سيف احمد، واخريات في هذه الخلية، ولعبت في تلك الفترة، أدوارا نضالية مشرفة، من خلال قيامها بنشر الوعي السياسي وتوزيع المنشورات والكتيبات، وايصال الرسائل، وكذلك الدعم المادي، وايصال المعلومات الي مدينة تعز.

في العام 1968م عقد المؤتمر التأسيسي للحزب الديمقراطي الثوري في الاعبوس وتحولت هذه الخلية الي منظمة قاعديه نسائية، وعلى إثرها تم تشكيل منظمات نسائية في بقية قرى الناحية.

قبل ذلك وبعد انقلاب 5نوفمبر من عام 1967م، تم ارسال الضابط في جيش سبتمبر والقيادي في حركة القوميين العرب "محمد عبده ناشر( شيخ الله ) وعبدالواحد عبده ناشر وعلي عبده ناشر الي البيت، واستقبلتهم الحجه فطوم حيث كان زوجها قليل المكوث في البيت لجوانب امنية، وكانت فطوم قد رزقت ببنت وولد اخر ليصبح لديها ثلاثة أولاد تقوم برعايتهم وخدمتهم وتوفير احتياجاتهم المعيشية، الي جانب من كانوا يأتون الي البيت من رفاق النضال، والمطاردين من الأجهزة الامنية، اضافة الي ما تقوم به مهام نضالية، في إطار المنطقة ومنظمتها القاعدية.

منذ عهد القاضي عبد الرحمن الارياني، بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967م؛ اشتدت القبضة الأمنية وضراوة الملاحقات، وقامت الاستخبارات بتجنيد بعض ابناء المنطقة ليكون لهم اعين في الناحية، بعد ان عرفوا بأن هناك من المطلوبين يهربوا الي الناحية، وخصوصا الي منزل "سلطان سيف" الذي كان بمثابة ملجأ آمن لهم، فتم تهريب "شيخ الله" (محمد عبده ناشر) ومن كان معه في جنح الليل، بعد ان امنت لهم فطوم الطريق الي منطقة الشقب شرق جبل صبر. ومن حينها كانت البيت تتعرض لمداهمات ما بين الفينه والاخرى من قبل عناصر الأمن الداخلي وبمصاحبة الجنود، حيث كانت تقوم فطوم بعرقلة الحملات بطرق شتى، حتى يتمكن زوجها من مغادرة البيت من الجهة الاخرى، وكانت تتعرض للتهديد والوعيد والضغوط النفسية، ومحاولة تهديدها بصغارها، ليحصلوا منها على معلومات، ولكنها بصبرها وجلدها وشجاعتها، وتصرفاتها الحكيمة، تتمكن من التخلص منهم، دون ان تدلي لهم بأي معلومة، لا عن زوجها ولا عمن كانوا معه، او عن الاشخاص الذين يترددون على البيت.

ظلت فطوم صامدة مناضلة، الي جانب زوجها عن قناعة وايمان بالقضية التي تحملها، الي ما بعد 1976م، حيث تم تشكيل الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى والتي مثلت مرحله جديده من مراحل النضال حيث اشتدت الملاحقات والمطاردات الأمنية والعسكرية، وبدأت عيونهم الاستخبارية في الناحية، بالتحرك بشكل أكبر، وكانت ترصد كل تحركات الفارين من المدن واللاجئين الي الناحية، وكذلك ملاحقة زوجها، وكانت بيتهما محط انظار عسسهم، وجندوا حتى من اقرباء فطوم، ليسهل لهم اقتحام الدار في اي وقت. وهذا جعل فطوم في موقف لا تحسد عليه وكانت الحملات الامنية تداهم البيت في اي وقت وبصورة أكثر همجية، وفي احدى المرات تعرضت فطوم للضرب من الحملة الأمنية العسكرية التي قدمت من منطقتي "العنين والعروس" حيث كانت تعسكر هناك وكما في كل مرة كانت تعود الحملة خالية الوفاض ومنكسرة امام إمراه ومناضلة صلبة، لا تحمل من القوة الا قوة ايمانها بعدالة القضية، التي تضحي من اجلها، حيث كانت وفي هذه الفترة ترعى اربعة اولاد وبنت.

في العام 1978م تم زواج شقيق زوجها، فأقيم العرس في منزل زوجها "سلطان" وكانت هذه الفرصة السانحة لإلقاء القبض علي زوج "سلطان سيف" كونه سيكون مشغولا في عرس اخيه واستقبال ضيوفه، والمباغتة ستأتي أكلها، تم ارسال حملة أمنية وعسكرية قوامها ثلاثون جندي، وزعت على ثلاث مجاميع، المجموعة الاولى والتي قوامها 10 افراد هي من ستقوم بمداهمة منزل "سلطان سيف" في وقت ما بعد الظهر وهم في المقيل، والمجموعة الثانية رتبت في حارة المقالد وهي حارة تقع في الجهة الشمالية الغربية من منطقة الإكام حيث منزل "سلطان"، والمجموعة الثالثة رتبت في قرية القبلة.

وصلت الحملة المكلفة بالمداهمة بعد الظهر ولم تحس فطوم بهم الا وهم في درج البيت ارتبكت حين نظرت اليهم ولكن سرعان ما تمالكت اعصابها وتماسكت، وتظاهرت بعدم الارتباك، ورحبت بهم وادخلتهم الي الديوان. وطلبت منهم الجلوس لتقوم بواجب الضيافة وتقدم لهم الغداء. وهنا كانت المفاجأة فظهر الخجل والارتباك علي اوجه الجنود، وشعروا بقبح ما يقوموا به فقام احدهم وخاطبها يا حجه "فطوم" ولا يهمك احنا ضيوف، جئنا نشارككم العرس لا تخافي، فرحبت بهم فطوم وقدمت لهم الغداء واثناء ما هم يتناولوا الغداء ذهبت فطوم واحضرت لهم القات واعطتهم القات وقالت لهم خزنوا وارتاحوا ولكنهم رفضوا وقالوا لها ما يسبرش نخزن هنا وانت وحدك في البيت اين الرجال مخزنين، فأرشدتهم الي بيت يقع جوار بيتهما وهي مكونة من غرفتين وتتبع زوجها فخرجوا الي البيت ولما دخلوا علي المقيلين تفاجأوا بعدم وجود المطلوب القبض عليه "سلطان سيف" وعندما سألوا عنه اخبروهم انه بتعز فأدرك العساكر انهم شربوا المقلب، وان فطوم تمكنت من اشغالهم واوصلت رسالة لسلطان بالمغادرة، وان هناك حملة أمنية وعسكرية في البيت. فألقوا القبض على العريس "علي سيف" وصهره "علي عبد الله" كرهائن الى حين حضور المطلوب للأمن "سلطان سيف".

عاد أفراد الحملة خائبين من حيث اتوا؛ ومعهم الرهينتين.

في مطلع الثمانينات ومع بداية حكم الرئيس علي عبدالله صالح رزقت "فطوم" بأخر اولادها، وكانت هذه الفترة هي الفترة الاكثر سوءا من الناحية الأمنية والعسكرية ، فكانت اعين العسس والاستخبارات التي تم تجنيدهم من داخل الناحية، لا تكاد تغفل والتقارير ترفع يوميا، بكل حركات وسكنات المناضلان "سلطان سيف وزوجته" ولكن لم يكن هناك اي حملات لان سلطان كان يغادر البيت لشهور متتابعة وكانت البيت تحت الرصد الدقيق، ومع كل ذلك ظلت البيت قبلة لمناضلي ورواد الحزب الاشتراكي اليمني، ومنتسبيه؛ فكانت هناك مواعيد لبعض الرفاق من قرى متعددة يأتون الي البيت في جنح الظلام ليتلقوا التعليمات والتوجيهات ويحملون المنشورات والوثائق الحزبية، وايضا ليستمعوا أو يلقوا المحاضرات التثقيفية والتوعوية، حيث كان يأتي اولئك الرفاق في جنح الليل لتكون فطوم في إستقبالهم وتفتح لهم الباب وتهيئ لهم المكان حتى يأتي سلطان من خارج البيت حيث كان مكوثه في البيت قليل جدا؛ جدا لدواعي امنية، وظل الحال هكذا الي ان حدثت احداث يناير في العام 1986م، وتوقف العمل الحزبي وانقطع التواصل مع الجنوب، ولكن لم يتوقف نشاط سلطان مع رفاقه حيث كان دائم التواصل معهم، حتى إعلان قيام الوحدة اليمنية في العام 22مايو 1990م.

بعد اعلان الوحدة انتقل العمل السياسي من مرحلة السر الي العمل العلني والتعددية الحزبية، وخرجت منظمة الحزب الاشتراكي في المديرية الى العمل العلني، وبدأت تمارس نشاطها الحزبي بمهارة عالية، وكونت قاعده شعبية عريضة ومنظمة في المديرية. وكان منزل سلطان هو المكان الذي يقدم اليه الضيوف من خارج المديرية، وكانت فطوم هي المضيفة لهم.

في العام 1993م كانت اول انتخابات برلمانية، وكان الرفيق الراحل "احمد عبد الرحمن صبر" هو مرشح الحزب الاشتراكي اليمني في الدائرة 52 آنذاك. وتحول منزل سلطان سيف الي مقر لإدارة الحملة الانتخابية حيث كان يصل احمد عبد الرحمن صبر مع فريقه الي البيت ليتناولوا وجبة الغداء، ومن ثم يتم انتقالهم الي المكان المخصص للمقيل، وايضا استقبل منزل سلطان سيف اعضاء اللجان الانتخابية، الذين تم توزيعهم في مراكز المديرية، وهم من خارج المديرية.

في العام 1994م شن تحالف 7/7 الحرب على شريك الوحدة وفي ليلة اندلاع الحرب، وبالتحديد بعد صلاة العشاء كان سلطان في البيت مع اولاده يتناولون وجبة العشاء وإذا بالمذياع يعلن الحرب فأدرك سلطان ان الحرب ستشمل حتى كوادر الحزب في مناطق الشمال، والامر نفسه دار في خلد فطوم التي قامت واخرجت سلاح زوجها؛ وقالت له غادر البيت الان فالوضع ليس امن، وفعلا غادر سلطان المنزل الي وجه لا يعلمها الا هو، حيث خرج معه ولده الاصغر "صخر" يحمل كشاف ولكن اباه امره بالعودة الي البيت، بعد ان قطع معه مسافة قصيره.

اثناء مغادرة سلطان تحركت فطوم بسرعه وبحس أمني تولد من تجارب سابقه وأمرت اولادها بالقيام بتجميع كل المنشورات والصحف واي وثائق اخرى واحراقها فورا، وقامت بتجميع الكتب والصور التي تتبع قيادات الحزب كصور فتاح وباذيب وعبتها في شوالات وكراتين وأمرت بإخراجها ليلا الي بيت صهرها، وتم دفنها في مكان آمن يتواجد فيها كمية كبيره من الناس.

كانت فطوم تدرك ان البيت سيتم مداهمته او انها ستوضع تحت المراقبة، وفعلا تم وضع البيت تحت المراقبة حيث كان هناك امور مريبة وحركات حول البيت ولكن فطوم تعاملت مع الامر وكأن الأمر لا يعنيها، وبعد ان أعلن "علي سالم البيض" الانفصال بدأ عناصر الجهاز المركزي للأمن السياسي؛ وفرع المؤتمر الشعبي العام، يطالب سلطان بالحضور ليصدر بيان يدين فيه الانفصال وكان كلما وصل أحد منهم الي البيت، رجع خالي الوفاض لان سلطان ليس في البيت.

ضل العمل الحزبي راكدا على مستوى اليمن شماله وجنوبه، ومديرية مشرعه وحدنان لم تكن بعيدة عن ذلك.

حالة الركود لم تدم طويلا رغم محاولات نظام 7/7من تقسيم الحزب الاشتراكي او تطويعه، وجعله مجرد ديكور لتلميع نظام "علي عبدالله صالح"، فقد تم انتخاب الفقيد الراحل والمناضل علي صالح عباد مقبل امينا عاما للحزب من قبل المكتب السياسي، في صنعاء والي جانبه الفقيد الراحل المناضل جار الله عمر وكانت من اولويات مقبل اعادة ترتيب صفوف الحزب في كل المحافظات وكانت مديرية "مشرعه وحدنان" هي السابقة في التقاط المبادرة واعادت ترتيب صفوفها بقيادة سلطان سيف الذي اختير سكرتير اول للمنظمة في المديرية وتحول منزله الي مقر لعقد وإدارة الاجتماعات واللقاءات، وكانت فطوم هي الساند والداعم لزوجها في تلك اللحظة، ليتمكن من إعداد وترتيب أوضاع منضمة الحزب وإعادة نشاطها.

ظلت فطوم تدير شؤون منزلها وايضا تعمل على تقديم كل ما يلزم للرفاق اثناء اجتماعاتهم بالإضافة الى دورها النضالي في منظمتها النسائية.

في العام 1997 م قرر الرفاق بقيادة سلطان سيف ان يتم إقامة حفل يدشن فيه العمل الحزبي، وايضا يعلن الحزب للجميع انه لن ينكسر مهما كانت المؤامرات ضده فتم التوافق عل ذلك، وقررت المنظمة استدعاء الامين العام للحزب "علي صالح عباد" (مقبل) واعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية، لحضور هذا الحفل الذي كان يجري الإعداد له بكل نشاط وجدية، وتم التواصل مع الرفيق "محمد حمود الحكيمي" سكرتير أول منظمة الحزب في محافظة تعز، حينها الذي بدوره تواصل مع الأمانة العامة وعاد بقرار الموافقة علي الحضور.

كان الثقل في تلك الفترة اكبر على كاهل "فطوم" كون العمل الذي اقدمت عليه المديرية بقيادة زوجها ليس بالأمر السهل ولكنها لم تلن؛ وصمدت وضلت تقدم كل ما يجب، برحابة صدر وتكللت جهود المنظمة بكل كوادرها وقيادتها من انجاح الحفل، الذي تخلله عرض لكتائب طلائعية، من قبل براعم وشباب منظمة الحزب، وظهر الحزب بقوة في داخل المديرية، مما جعل السلطة السياسية، تدرس هذه الظاهرة وتعيد حسابتها، وبعدها قرر الرئيس صالح بنفسه، ان يزور المديرية ليقيم حفلا اخر تحت رعايته، وبدعم منه، بالرغم كل ما انفق ماليا وما صاحبته من حملة اعلاميه كبيرة لم يحقق النجاح المأمول منه.

استمرت المنظمة في نشاطها واستمرت فطوم شاهدة على كل تلك المراحل الي العام 2006م حيث كان زوجها مرشحا للحزب الاشتراكي عن اللقاء المشترك للانتخابات البرلمانية، فعاشت تلك الفترة وخاضت التجربة مع زوجها حتى النهاية.

في فبراير من العام 2011م، كانت فطوم من النساء التي ساندت وشاركت في مسيرات ثورة 11 فبراير رغم كبر سنها حيث كان عمرها آنذاك ٨٠ عاما، ولكنها لم تنثني واصرت ان تكمل مسيرتها حتى الرمق الاخير.

كان لفطوم مواقفها السياسية التي تتخذها من تلقاء نفسها دون ان تتأثر بمواقف زوجها او اولادها، من ضمن هذه المواقف رفضها اعطاء حصانه لصالح الذي قتل الثوار في الساحات، وايضا رفضها للتمدد الحوثي عسكريا، ورفضها للانقلاب علي هادي، وكانت من النساء التي رفضن وجود الحوثي في المديرية حيث كانت تحرض على الوقوف ضدهم وتدعي للشباب بالنصر والتمكين.

"فطوم" هي الإنسانية بكل ما تحملها الانسانية، من معاني لم يجردها العمل الحزبي في السرية، ولم تنتزع منها المواقف التي تعرضت لها صفة الرحمة والعطف، فقد كانت تبادل السيئة بالإحسان تساعد المحتاج وتربي اليتيم وتأوي عابري السبيل، وتقدم لهم كل ما يحتاجون.

كانت تزور المرضى وتقدم لهم المساعدات سواء ماديه او عينية، كان بيتها ملجأ لمن أتى من خارج المديرية، للبحث عن عمل، كان يحصل على الطعام والمأوى حتى يجد عملا وإذا وجد عملا، يظل البيت مأوى له في الليل. كانت تقوم بغسل ملابسهم: وتنظيف الغرف التي يسكنوا فيها وتعد لهم وجبات الطعام.

كان البيت ملتقى لابناء "ريمه ووصابين" ومنطقة "برداد" و"المسراخ" وغيرها من ابناء المناطق الاخرى، من الباحثين عن الأعمال الموسمية، وأيمن تسميتهم ب "عمال التراحيل".

فطوم إمراه متصوفة منذ النشأة؛ مواظبة على زيارة الاولياء والصالحين، وعلى راسهم الشيخ الثائر احمد بن علوان رضوان الله عليه.

مواظبة على اداء فروضها كالصلاة والصوم تحب الانفاق سرآ، لا تبخل على سائل ولا محتاج.

فطوم متسامحة وطيبه ولا تحمل في قلبها ذرة من كره او حقد حتى مع اساءوا اليها.

حنونه مع اولادها ومع اهلها.

لها من الأبناء:

-محمد

- بشاره

- عبدالرحمن

كمال

عبدالباري

صخر

ومازالت ترعاهم وترعى زوجها..

قراءة 1853 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة