مقاومة (الربادي) ومبالغة ابناء إب في ولائهم الأعمى مميز

  • الاشتراكي نت / الثوري - فؤاد الربادي:

الأربعاء, 18 تشرين2/نوفمبر 2015 20:43
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كعادتهم, يبالغ ابناء إب  في تصرفاتهم أيا كانت صحيحة او خاطئة بشكل يظهر مدى ولائهم لأي جماعة كانت سياسية او مذهبية او سلالية او طائفية دون مبالاتهم بالنتائج الكارثية لهذه التبعية التي لا يمكن وصفها الا بالعمياء .

معظم ابناء إب يدركون جيدا الا وجود حاضنة شعبية لجماعة الحوثيين او من يصفون انفسهم ب (انصار الله) في المحافظة, وان هذه الجماعة ليست سوى يافطة انقلابية علقها على صالح  عقب  اقرار وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور نهاية العام 2014,  في محاولة بائسة للعودة الى السلطة التي اقتلعته منها الانتفاضة الشبابية الشعبية في 11 فبراير 2011,  او اعادة تهيئة الملعب السياسي لتنصيب نجله احمد والذي كانت تلك الوثائق "مخرجات الحوار ومسودة الدستور" قد نصت صراحة على عدم امكانية ترشحه للرئاسة.

لكن كثيرين من ابناء المحافظة تحديدا الموالون لصالح يتعامون بشكل فج عن رؤية مثل هذه الحقائق الماثلة للعيان محاولين اظهار طرق وازقة إب وكأنها صعدة, المعقل الرئيس لجماعة الحوثي.

على الطريق من صنعاء الى إب, لاحظت أن شعار جماعة الحوثي او ما تعرف بالصرخة لا ينتشر بكثرة, وخمنت ان هذا الشعار لن يكون مبالغا فيه سوى في محافظة اب, وهو ما تأكد بالفعل عقب وصولنا مشارف المحافظة.

في اماكن رئيسة بصنعاء, لا وجود لهذا الشعار ومنها خدار ووعلان وحزيز حتى نقطة نقيل يسلح, بصورة تؤكد يقينا معرفة ابناء هذه المناطق بأسرار اللعبة السياسية التي يلعبها صالح, مع ان ابناء هذه المناطق يقاتلون في اب وتعز تحت راية الحوثي فيما ولائهم المطلق لصالح. حتى قرية (الدبا) التي لوكانت هذه القرية في إب لألصق الشعار على كل الدبا المرصوص على جانبي الطريق.

في ذمار لم نلاحظ سوى لوحة واحدة لشعار الصرخة عند نقطة مخرج المدينة باتجاه اب ومثلها معبر وبيت الكوماني.

من يريم ومنزل بدأت شعارات الصرخة تتكدس على جانبي الطريق وكأننا سنصل بعد قائق محافظة صعدة وليس اب (البطلة) على حد وصف (الزعيم).

في نقيل سمارة بدأت تظهر الى جانب شعار الصرخة بعضا من الجمل غير المفيدة التي كان زعيم جماعة الحوثي يكررها في كل خطاباته المملة.

بشكل فج, يتعامل ابناء إب مع ثنائي الانقلاب كحلف سياسي اوجدته الضرورة لإنقاذ اليمن واليمنيين من دائرة الفساد التي اوقعتهم فيها حكومة الوفاق الوطني. ويتماهون مع هذه الإكليشة المصطنعة بسذاجة عجيبة,  بشعار الصرخة وحلف الانقلاب والحرب بلحاف الولاء الحزبي المهترئ. ويدعون من باب المكابرة والجهل الدفاع عن السيادة الوطنية وهم على قناعة مطلقة ويقين غير قابل للشك انه ما من سيادة او وطنية غير ما يريده صالح وربيبه الحوثي.

عمل صالح طوال فترة حكمه الممتد لثلاثين سنة ونيف على تثبيت نظام حكمه بوسائل لا وطنية قائمة على الجهوية والمناطقية وشراء الولاءات بالمناصب .

وبين هذا وذاك اشتغل صالح سرا وعلانية على تغذية الطائفية والصراع المذهبي غير ان صالح ادخر  بهذا السلاح الفتاك الى وقت الحاجة.

كثيرا جدا ما هدد صالح وتوعد خصومه السياسيين واليمنيين عموما في معظم خطاباته المتلفزة بالاقتتال الاهلي والصراع الطائفي إن هو أزيح من على كرسي الحكم. وقال صراحة "إن الحرب ستكون من طاقة الى طاقة" وهذا ما حدث بالفعل بعد الإطاحة به.

فمنذ عام تقريبا واليمن تغرق في اتون حرب عبثية اوصلها حلف صالح والحوثي الى معظم قرى ومدن البلاد. حرب ليس لها من هدف سوى إنضاج الصراع الاهلي وتكريس الانقسام المناطقي وصولا الى تمزيق النسيج الاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد وادخال البلد في حرب طاحنة تقوم على اساس مذهبي جهوي مناطقي. 

واصبحت الحرب كما ارادها صالح "من طاقة الى طاقة" وباتت  قاعدة (احكمك او اقتلك) هي الميزة المائزة لحرب حلف صالح والحوثي العبثية التي اوصلت القتل والاقتتال الى كل قرية تقريبا وادخلت اليمن في وضع مالي غاية في الصعوبة واوقفت كل المشاريع الاستثمارية والخدمية وباتت الدولة قاب قوسين أو ادنى من الافلاس, دون ان يحدث هذا الانهيار المدمر للمجتمع والدولة اي حركات احتجاجية جماهرية لمواجهته.

وفي الوقت الذي حشرت فيه سلطة انقلاب 21 سبتمبر اليمنين في زاوية واحدة, فرضت عليهم خيارا وحيدا تمثل بالمقاومة الشعبية المسلحة المؤيدة للشرعية والمناهضة للانقلاب التي انخرط في صفوفها عديد الفئات والمكونات الاجتماعية والسياسية بضمنها تيارات دينية متطرفة.

لم تكن هذه المقاومة  منظمة وافتقرت كثيرا الى قيادات وطنية تسير وتنظم أدائها العسكري على الأرضي من جهة والتسليح العسكري من جهة ثانية, ما جعلها تخفق في مواقع عديدة.

  في  ال11 أغسطس الفائت وصلت المقاومة الشعبية في إب الى مشارف عاصمة المحافظة

وبدأت محاصرة مدينة إب عاصمة المحافظة من عدة جهات عقب تحرير المقاومة ثماني مديريات فيها,  حينها اعلن عن سيطرة المقاومة الشعبية على 80 في المئة من محافظة إب.

غير أن هذه السيطرة  لم تدم طويلا, إذ سرعان ما عززت مليشيا صالح والحوثي صفوفها واستعادت عديد المواقع بتنسيق مع قيادات مؤتمرية موالية لصالح كما حدث في مديرية بعدان.

لكن المقاومة الشعبية في منطقة الربادي التابعة لمديرية جبلة جسدت الصورة الوطنية التي كان يفترض أن تكون عليها المقاومة الشعبية في عموم مدن اليمن.

فمقاومة الربادي التي خبرت استراتيجيات المقاومة والكفاح المسلح منذ ثمانينيات القرن الماضي, لم تقتصر على حزب سياسي دون آخر بل ضمت في صفوفها كل الأحزاب السياسية, ومنتسبي القوات المسلحة والأمن عدا الجماعات الدينية المتطرفة.

ووفقا لقيادي في المقاومة الشعبية في منطقة الربادي, أنه تم تحييد العناصر المحسوبة على تنظيم القاعدة الذي يدخل ضمن التنظيمات الإرهابية المحظورة دوليا, وهو الإجراء الذي افتقدته المقاومة الشعبية في عديد المدن اليمن, فيما ظل الباب مفتوحا امام جميع المنطقة.

حيث انخرط في صفوف المقاومة قيادات واعضاء الاشتراكي والمؤتمر والإصلاح والناصري فضلا عن مواطنين عاديين لا ينتمون الى أي حزب, في وحدة واحدة تجسد تمتلك الرؤية والهدف, فضلا عن مشاركة كل بيت بدعم المقاومة حتى بأعداد الطعام.

وعلى الرغم من الإمكانيات العسكرية الشحيحة للمقاومة الشعبية في الربادي إلا أن مليشيا صالح والحوثي رغم تفوق عتادها وعدتها العسكرية لم تتمكن حتى من الاقتراب من المنطقة واجبرت على الانسحاب من المنطقة.

اليوم وفي ظل تتهاوى مواقع المليشيا في تعز وفي ظل التقدم الذي تحققه المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية في العملية العسكرية (نصر الحالمة) التي بدأت الاثنين الماضي التي تهدف إلى فك الحصار وتحرير مدينة تعز، بمشاركة قوات نوعية تابعة للتحالف العربي مرفوده بعشرات المدرعات والآليات العسكرية, من المرجح أن تنسحب مليشيا صالح والحوثي الى محافظة إب المجاورة. يتعين على المقاومة الشعبية في محافظة إب أن تتخذ من  مقاومة الربادي مثالا يحتذى به بتوحيد الصف لتحقيق النصر ودحر الانقلاب.

المقاومة الشعبية:

-سعت المقاومة منذ انطلاقها لوقف تمدد المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في محافظات اليمن في الوسط والجنوب والشرق، وإرباك سيطرتهم على بقية المحافظات في الشمال والغرب، قبل أن تتحول إلى مرحلة المبادرة والهجوم لاستعادة السيطرة الميدانية.

-بدأ تشكل المقاومة اليمنية بصيغتها الشعبية في عدة مدن ومحافظات منذ اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014، لكنها تبلورت وترسخت أكثر إثر شن التحالف العربي بقيادة السعودية عملية "عاصفة الحزم" فجر يوم 26 مارس/آذار 2015.

-ركزت عمليات المقاومة في البداية على الكمائن التي تستهدف التعزيزات العسكرية للحوثيين وحلفائهم، والهجمات على مقرات ومنازل قياداتهم ونقاط التفتيش والدوريات.

-عانت اليمنية المقاومة في أشهرها الأولى من نقص الخبرة والحنكة العسكرية، خاصة أنها تنازل قوة النخبة التابعة للحرس الجمهوري بتحالفات قبلية يقودها الحوثيون، لكنها مع مرور الأيام نضجت أساليبها وتطورت أسلحتها وتكتيكاتها، وبدأت نجاحاتها الحاسمة بتطهير مدن ومديرايات من الحوثيين وحلفائهم وصولا لتحرير محافظات بالكامل منهم.

قراءة 1908 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة