احمد ناصر الحاج الظاهري

احمد ناصر الحاج الظاهري

الجمعة, 09 حزيران/يونيو 2023 23:05

في الذكرى الثالثة لرحيل العملاق ابوخالد

 

تحل علينا اليوم التاسع من يونيو 2023 الذكرى السنوية الثالثة لرحيل المناضل والقائد الوطني الكبير احمد علي صالح السلامي (ابوخالد) عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني واحد قادته التاريخيين 

في مثل هذا اليوم وقف الزمن برهه وانفطرت القلوب حسرة وغِصّه  في ذلك الرحيل الاليم لقائداً وطنياً استنائي  فاحت وستظل تفوح مآثره ونضاله في كل منعطف من منعطفات  النضال الوطني الديمقراطي  ومسار  الطريق الطويل  لاجيال الشعب المتجدده سرمداً ابدا

ان القادة العظماء حينما يرحلون عن الدنيا يتركون بعد رحيلهم إرثاً تاريخياً مجيد يبقى خالداً في وجدان الشعب وذاكرة الوطن

والقائد الملهم ابوخالد هو واحداً من عظماء التاريخ الوطني المعاصر ارتبط تاريخه وسيرة حياته ونضاله ارتباطاً وثيقاً بهموم الشعب وتطلعاته وتحقيق اهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر

ظل منذُ الايام الاولى لقيام ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر واحداً من القادة الابطال الذين شكلوا سياجاً وطنياً لحماية اهدافها ومبادئها

ومثّل ابوخالد نموذجاً قيادياً نادر في فن القيادة والارادة والإدارة والعمل السياسي والحزبي والفكري والعسكري والجماهيري

وهو بحق وباعتراف رفاق دربه واصدقائه والقوى السياسية والوطنية الاخرى يُعتبر مدرسة سياسية وفكرية  وتنويرية  تعلم فيها مناضلين اشداء اقتدوا بسماته وشجاعة مواقفه  وصلابة ارادته في معترك الحياة السياسية وتطورات الاحداث ومآلاتها في مراحل تاريخية عاشها الشعب  وسجلها التاريخ

ولن نخوض في هذه المناسبة عن تفاصيل سيرته الكفاحية الناصعة التي  سمت وتسموا في  مسارات ومعمعان المجد والتضحيات

بل اننا نستذكر بعضاً منها في هذه المناسبة الحزينة لذكراه

حينما نتحدث عن المناضلين الاوائل منذُ قيام ثورة سبتمبر  فقد كان من اوائل الشباب الذين هبوا للدفاع   عنها ومن اوائل الملتحقين  في اول دفعة لكلية الشرطة بعد الثورة ومن اوائل الذين التحقوا في العمل السياسي المنظم في حركة القوميين 

وحينما نتحدث عن الدفاع عن النظام الجمهوري فقد كان احد الابطال والقادة الذين كانوا حماة الوطن في ملامح بطولية في مختلف مواقع  الاستبسال والتضحية  كان ابرزها الدفاع عن صنعاء وفك الحصار وتشكيل المقاومة الشعبية  وتجنيد الشباب للمقاومة وشحذ الههم

ان المحطات التاريخية للقائد ابوخالد برهنت انه قد جمع من الصفات مالم نجدها في الكثيرين من القادة

فهو قائداً سبتمبري منذُ البداية  واكتوبري منذُ اندلاع ثورة اكتوبر ضد المستعمرين من خلال دعمه  لثوار  الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل  من خلال موقعه  الرسمي كمديراً للأمن في محافظة البيضاء حتى تحقيق الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر 1967م

كان من اوائل القادة المناضلين الذين تصدوا لبطش نظام 5 نوفمبر  وتعرض للسجن آنذاك وهب فيما بعد وتحديداً في اوائل السبعينات  ليشكل مع رفاق دربه تنظيماً سياسياً  يتصدى للنظام الحاكم آنذاك  وتحمل مسئولية الامين العام لمنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين احدى التكوينات الاساسية التي تشكل منها الحزب الاشتراكي اليمني وكان من اوائل القادة الذين نادوا لوحدة ما كان يعرف بقوى اليسار  ومن الموقعين على وثيقة اعلان الحزب وتأسيسه

عرفته منذُ اوائل سبعينيات القرن الماضي وعملت تحت قيادته في عدداً من المواقع والمهام  التي كُلفت بها  وكلفني بها شخصياً وكان بالسنبة لي قائداً ورفيقاً وصديق وكنا حريصين على التواصل  باستمرار حتى عندما كُنت في المنفى القسري   وحتى قبل وفاته بيوماً واحد تواصل معي وحثني على ضرورة ان نعمل على لملمة صفوف  وكأنها كانت الوصية الاخيرة وهي بالفعل كذلك

قد لا تستطيع الكلمات او الاحرف الايفاء بمناقبه وتاريخه المجيد ولكنه من خلال سيرته الزاهية قد رسم  لنفسه واسمه في شموخه وعفته ونزاهته وكيانه العملاق ليعلو هذا الاسم في سماء المجد  وتاريخ نضال الشعب  وحركته الوطنية ويسبح في قعر نضال شعبنا وتاريخنا  وتُخلّد صفاته ورؤاه في اعماق التوّاقين لنيل الحرية والديمقراطية والعدل ودولة النظام والمواساة

كان ابوخالداً سياسياً بارع وحزبياً متألق ورجل دوله متمكن وعسكرياً شجاع وبرلمانياً  تحد ى وفضح جهابذة الفساد  في  كل حضرة وموقف واسمع صوته الى مسامع ابناء الشعب الذين حبوه كما احبهم واختاروهم ممثلاً لهم 

آمن بوحدة الشعب والوطن القائمة على اساس الدولة المدنية  واحترام المواثيق والعهود التي قامت على اساسها الوحدة  ونبذ العنف واللجوء اليه كتلك  الحرب  الظالمة والمشؤومة عام 94 التي وأدت مسار الوحدة والنسيج الاجتماعي  الوطني وبذات القدر  كان يدين الحرب اللعينة التي لاتزال  رحاها  قائمة حتى اليوم وظل  داعية   للحوار ولغة السلام والعقل  والتي قال في احد ى كتاباته (ان السلام هو سلام الشجعان)

ولعب دوراً مهماً مع رفاق دربه للملمة صفوف الحزب  بعد حرب 94 واحتفظ   بعضويته في  المكتب السياسي حتى وفاته

ولم تغريه او ترهبه اي محاولة لحرف مسار الخط السياسي والفكري للحزب ولمشروعه الوطني الذي كان احد من اختطّوه ورسموه

ورحل عن الدنيا برصيد غالي الثمن متمثلاً بقاء مآثره وتاريخ نضاله  مزخرفةً في لوحةالتاريخ وسجلاته

وفي ذاكره الثالثة نجدد العهد والوعد اننا سنظل اوفياء لتاريخه النضالي  وتاريخ نضال رفاق دربه من القيادة التاريخية  للحزب وللحركة الوطنية الديمقراطية

وحتماً ستنتصر ارادة الشعب وتحقق آماله

المجد والخلو د للخالد ابوخالد وكل شهداء وفقداء  الشعب والوطن.

 

 

فوجئنا يوم الاحد الرابع  عشر من مايو للعام 2023م بنبأ  وفاة المناضل الفذّ والقائد العسكري والحزبي الباسل العميد احمد علي حسين   وكان لهذا الخبر المؤلم الاثر الكبير في نفوس كل المناضلين على امتداد الساحة الوطنية وخارجها وعمّ الحزُن وساد في الوجدان والمشاعر بفقدان مناضلاً افنى حياته كلها في خدمة الوطن والشعب في رحلةٍ نضاليةً طويله  امتدت منذُ التحاقه بجيش سبتمبر بعد قيام الثورة وحتى وافاه الاجل.

ذاد عن خياط الوطن والنظام الجمهوري  وكان احد الضباط والابطال الاشاوس الذين  دافعوا عن اهداف ومبادئ الثورة اليمنية ومكتسباتها.

كان جمهورياً جسور ومناضلاً وطنياً مرموق وكادراً حزبي وسياسي مشهوداً له بمواقفه المُشرفة في مختلف الظروف والمراحل

عرفته سهول وجبال اليمن قائداً شجاع ومقدام واحد رموز الحركة الوطنية الديمقراطية واحد كوادر وقيادات الحزب الاشتراكي اليمني وتبوأ   العديد من المناصب العسكرية والحزبية كان اهمها  قائداً للكتيبة التي كان من ضمن قوامها الرئيسيين الراحلين احمد حُسين الغشمي وعلي عبد الله صالح وهي شهادةً للتاريخ باعتراف الرئيس صالح في مختلف المناسبات 

وعلي يده تتلمذ عدداً كبيراً من العسكرين وكذلك عدد من اعضاء الحزب وانصاره

واتسم الفقيد الراحل بالصفات الحميدة والحرص على اداء واجبه العسكري والحزبي  بكل كفاءةً واخلاص

واشترك في العديد من المعارك للدفاع عن الثورة والجمهورية وكان احد القادة الابطال في حرب السبعين يوماً ابان حصار صنعاء

كان الولاء الوطني هو شرفه وهدفه في كل المنعطفات التاريخية 

- في  نهاية السبعينات  وبداية الثمانينيات  أنيطت به عدد من المهام الحزبية والعسكرية في المناطق الوسطى منها قائد قطاع وسكرتير اول لمنظمة الحزب في مديرية السدّه محافظة إب

- عضو لجنة منظمة الحزب في المحافظة وعضواً في قيادة الجبهة الوطنية الديمقراطية في المناطق الوسطى حينذاك

-  اشرف على العناية والرعاية للاسر المشردة والمنكوبة التي تضررت بسبب الحملات العسكرية البربرية للنظام والتي على اثرها وصلت الى جنوب الوطن  من المناطق الوسطى.

-  يُعد من الشخصيات الوطنية و والاجتماعية التي حُظيت باحترام الناس وحبهم.

- من اوائل الضُباط   الذين تأهلوا وتخرجوا بعيد ثورة  26 سبتمبر.

- التحق في معهد باذيب  للعلوم الاجتماعية لمدة 3 اعوام.

- كُلّف بالعديد من المهام الحزبية والسياسية وكان مثالاً للانضباط الحزبي ونفذ المهام المناطة به بشكلٍ خلاّق ومبدع. 

- كان بسيطاً في تعامله مع رفاقه وكل من عاشروه باسماً للحياة دوماً.

ولقد شكل رحيله خسارةً كبرى ليس على الاشتراكي اليمني الذي حافظ على خطه السياسي والفكري حتى الرمق الاخير في حياته بل وللوطن والشعب ولكل مناضلي الثورة اليمنية وستبقى مآثره النضالية وصفاته نبراساً يضيئ الطريق لشباب اليوم والغد نحو بناء الدولة المدنية الحديثة وتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والسلام له المجد والخلود في جنات الله الواسعة مع الخالدين الابرار.

 اصدق التعازي والمواساة لأخيه توفيق  علي حسين موصولةً من خلاله الى كافه اهله وذويه  …والتعزية عامه لرفاق دربه واصدقائه داخل الوطن وخارجه.

 

 

رحل المناضل الوطني الكبير يحيى محمد الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني بعد عُمراً طويل وزاخر بالتضحية والعطاء افناه دون هواده في خدمة الشعب والقضايا الوطنية العادلة وكان من الرواد الأوائل للعمل السياسي والوطني المنظم.

عشق الحرية منذُ صباه المُبكر اذ كان من اوائل الشباب   الذين التحقوا في حزب البعث العربي الاشتراكي وممن اسهموا في كسب الاعضاء اليه وتنظيمهم  ومن مؤسسين حزب البعث القطر اليمني في اواخر خمسينات القرن الماضي ومن ابرز قادة اليسار العربي والقومي المناهض لأنظمة الطغيان في البلدان العربية والنضال  الوطني التحرري  من نير الاستعمار.

هكذا نشأ يحيى الشامي (ابوليلى )وتفتحت آفاق روحه الوطنية اذ كان واحداً من الشباب الفتي المتطوعين لحمل السلاح في ثورة 1948م الدستورية

ان حياة القائد ابوليلى  النضالية  كانت حافلة  بالتضحية  والعطاء وظلت وستظل  محفورةً في ذاكرة الشعب والتاريخ الوطني المعاصر.

لقد فقد الحزب الاشتراكي اليمني والحركة الوطنية اليمنية والعربية وجماهير الشعب واحداً من ابرز القادة التاريخيين حكمةً ونُضجا ورؤية لا تشوبها  الضبابية والتذبذب سواءً اكان في المبدأ او الهدف او المرونة السياسية.

اتسم ابوليلى برجاحة العقل والقدرة الفريدة في اقناع محاوريه سواءً داخل الحزب او خارجه وكانت رؤاه واحة واسعه لتنقية الآراء  المختلفة  وتصويب الاعوجاجات ان وجدت حزبياً وبين القوى الوطنية وتياراتها الفكرية والسياسية

كان شاهداً ومعاصراً للأحداث السياسية المتعددة على الصعيدين اليمني والعربي.

ويُعد ابوليلى موسوعة سياسية وفكرية نادرة واتصفت ذاكرته المُتقدة دوماً بالحيوية وتميز طوال حياته كلها بالتواضع وطهارة النفس ونظافة اليد  مات ولم يدخر شيئاً يذكر من المال بل ظل راتبه الاستحقاقي منذُ سنوات محجوزاً ولم  يفرج عنه اويتم تسويته مثله مثل زملائه  في التأمينات الاجتماعية وحتى وفاته.

  نعم مات فقيراً رغم انه كان بإمكانه الحصول على بعض الامتيازات التي حصل عليها الاخرين وفضّل ان يكون غنياً بتاريخه المجيد وادخر ذلك كله في كنزا مخزوناً في الذاكرة الوطنية التي لا يشوبها النسيان وخزينة التاريخ التي تحفظ هكذا مجد وهكذا تضحية ونضال  مثله مثل القادة التاريخين للحزب الذين نالوا الشهادة قبله والتحق بهم في رحاب الخالدين.

لم يحظ الفقيد ابوليلى بالاهتمام والعناية خلال مرضه لا على  الصعيد الرسمي ولا الحزبي ايضاً وهو الذي كان يتقاسم قطعة الخبز مع رفاقه في ظروف العمل  النضالي الشديدة الخطورة والصعبة

وها هو اليوم يغادر الحياة الدنياً شريفاً نظيف كنظافة نضاله ومجده.

صحيح ان الكلمات لا تعبر عن كل صفاته وصحيح ان التعازي وبيانات النعي اشارة وتشير الى مناقبه الزاهية ولكن كان ينبغي ان يسمعها ويلمسها عملياً وهو لايزال على قيد الحياه.

ان انصاف المناضلين والوطنيين الذين خدموا الوطن وقدموا ارواحهم رخيصة من اجله وهم على قيد الحياه خير من ان نكتب ونمجدهم بعد الرحيل.

والقائد الراحل ابوليلى واحداً ممن اسهموا بدور فعّال ورئيسي في الحوارات التي  كانت تجري حينذاك بين فصائل العمل الوطني من خلال موقعه كأمين عام لحزب الطليعة  احد المكونات الرئيسية للحزب الاشتراكي اليمني وهو احد الموقعين على وثيقة التوحيد واعلان الحزب وظل منذُ قيام الحزب وحتى وفاته عضواً في مكتبه السياسي.

ومن المؤسسين للجبهة الوطنية الديمقراطية في 11 فبراير 76م كما ترأس قيادتها خلفاً لرئيسها المناضل الوطني البارز سلطان احمد عمر احد ابرز قادة الحزب والحركة الوطنية المعاصرة

 بالاضافة الى تحمله مسؤوليات حكومية  بعد قيام ثورة26 سبتمبر منها وكيلاً لوزارة الاقتصاد ونائب لوزير التعليم

كما اسهم بدور متميز في تأسيس المقاومة الشعبية ابان حصار السبعين يوماً لصنعاء.

كان ابوليلى رجل الحوار المتزن والمتمكن ومثّلْ الحزب والجبهة الوطنية في العديد من الحوارات الداخلية والخارجية

ان سجلات العمل الوطني الديمقراطي تشهد له كرمزاً وطنياً مجيد وعقلاً متفتحاً ورصينا وشخصيةً وطنية سياسية واجتماعية شامخة ذاد عن اهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر المجيدتين

 وظل حتى وفاته نبراساً مضيئ في الظلام الحالك

وهو قائداً مُلهم ومُربي وعلي يده تتلمذ العديد من الكادرات الحزبية والمهنية في مختلف المجالات

اعتبره الكثيرين مرجعية وطنية

هامه وركن من اركان الحركة الوطنية الديمقراطية وحظي باحترام المناضلين داخل الحزب وخارجه

كان داعيةً للسلام ونبذ العنف وقف الحرب ونزيف الدم اليمني وتحكيم لغة الحوار في قضية الوطن

كانت له مكانة مهمه بين اوساط الاحزاب الوطنية القومية والعربية  ونسج علاقات نموذجيه بين الحزب والحركات والاحزاب العربية في مرحلة مهمة من التاريخ

ظل حتى آخر لحظة في حياته مناضلاً وفياً وقائداً عملاق من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية  والمساواة وبناء الدولة المدنية الحديثة رافضاً خلال مسيرته الكفاحية الطويلة الممتدة لأكثر من 65 عاماً كافة اشكال النعرات والنزعات الطائفية والجهوية والفئوية أياً كانت مسمياتها واستمر عنواناً وطنياً كبير بحجم الوطن لقد كان رحيله عن الدنيا خسارةً كبرى للشعب والوطن والحزب والحركة الوطنية عموماً وستبقى سماته ورؤاه خالدة في جوف النضال الوطني الديمقراطي وضمير ووجدان الاجيال

عظّم الله اجر اسرته وذويه وجماهير الشعب ورفاق دربه  ومحبيه واعضاء الحزب الاشتراكي وانصاره

لابو ليلى المجد والخلود والرحمة من الله واسكنه فسيح جناته

 


 

 

 

الشهيد جارالله عُمر .. قائداً عظيماً .. نجحت رصاصة الارهاب في إغتياله جسداً وفشلت في إغتيال فكره… السياسي الوطني الديمقراطي الحداثي.

قبل (18) ثمانية عشر عاماً وتحديداً صبيحة يوم السبت الثامن والعشرون من شهر ديسمبر للعام 2002 وعلى رؤوس الاشهاد وامام عدسات الكاميرات وبث القنوات الفضائية المباشر "المحلية والخارجية "سقط جارالله عمر الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني شهيداً في  يوماً مشهوداً كما كان يتمناه ان يكون لنيله الشهادة و ليشهد الشعب اليمني والعالم على بشاعة الجريمة السياسية المنظمة وقُبح المشروع الظلامي في محاولة اسكات صوت الحق والعقل الذي كان يتبناه

ومن على منصة المؤتمر العام الثالث للتجمع اليمني للاصلاح خَرْ جسده مضرجاً بدمائه الزكية وهو يلقي آخر وصاياه وموقف الحزب الاشتراكي اليمني تجاه القضايا العادلة للشعب في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والدولة المدنية الحديثة.

لفظ انفاسه وهو ينطق:

- لا لثقافة العنف نعم للسلام والوئام والتسامح والوطن الآمن والمستقر والمزدهر

- لا والف لا للتفرقة العنصرية, و الطائفية و القبلية والفئوية والجهوية وغيرها.

ان اغتيال شخصية سياسية، وهامة وطنية، وعقلاً مستنيراً تجسدت في شخصية الشهيد كان يهدف في الاساس الى محاولة "اغتيال مشروعه الوطني الحضاري" لكن تلك الجريمة السياسية النكراء خَسئت ان تغتال فكر جارالله عمر وخيارات حزبه الوطنية التي ستظل حيّة ومتجدده في ضمير الشعب ووجدانه.

كان جارالله عمر احد قادة الحزب العظماء والتاريخيين وكان يعد بحق درعٍ حصين وعقلاً رصين للحزب الاشتراكي اليمني كما كان كذلك بالنسبة للحركة الوطنية الديمقراطية احد العُقلاء والمفكرين السياسيين.

كثيرة هي الكلمات او المقالات والندوات التي تحدثت عن شخصية جارالله عمر على امتداد تاريخ نضاله الطويل، لكنها قد لا تستطيع ان تفي بكل السمات والمزايا التي كان يتمتع بها كشخصية قيادية امتلكت ناصية الفكر العقلاني بالمزج بين الثقافة الوطنية والاسلامية والعربية والاممية عموماً

وهو بالفعل نابغة من النوابغ قلما نجدها اليوم من حيث حكمته القيادية او عقلانيته ورؤاه

كان يمثل بالنسبة للحزب نجمة الليل التي ترشد من تاه في الطريق.

وموسوعة سياسية فكريه نادرة في مجرى النضال الوطني الديمقراطي المعاصر.

وصفه الكثيرين داخل الحزب بالتوفيقي او التوافقي ونحن اليوم نبحث عن من يوفق بين آرائنا ويصلح شأننا برأياً سديداً وافكار اًخلاقه في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها العباد والبلاد.

سُميّ هكذا لأنه كان يوفق بين المختلفين في وجهات النظر في الاجتماعات الحزبية حينما كان يحتدم الجدل وتتباين الرؤى وعندما يأتي رأي جارالله في كثير من الحالات يقتنع الجميع بالخروج بقرارات صائبة يكون جارالله هو عرّابها

اقول ذلك عن تجربة عشتها وغيري معه في اجتماعات حزبية متعدده ولقاءات ومناقشاتٍ شتىّ

عُرف برجل الحوار والسياسي المرن ونجح في ايجاد قواسم مشتركة بين الحزب الاشتراكي وعدد من الاحزاب السياسية الاخرى داخل الوطن وخارجه

وله باع طويل في رسم سياسة الحزب في مختلف العثرات والهزات التي تعرض لها الحزب والتي كان اخرها ما آلت اليه حرب 94 المشؤمة

وهو اول من دعا الى التعددية الحزبية قبل اعلان الوحدة ودعا الى توسيع الديمقراطية داخل الحزب وضرورة ربط الوحدة بالديمقراطية وحذر مبكراً من المخاطر التي قد تحدق بالوحدة ووأدها وذلك ما حدث فيما بعد

لقد اثبتت الايام صواب رواه تجاه مختلف القضايا التي كان يطرحها ويوثقها ويعلنها سواءً اكان على الصعيد الحزبي او الرسمي او المحافل الشعبية والدولية.

لعل الكثيرين ممن عايشوه وزاملوه وعملوا تحت قيادته يحتفظون بذكريات لا تنسى معه اذ كان بسيطاً في سلوكه عميقاً في تفكيره وزاهداً في مسؤولياته ولا يحمل في قلبه سواء حب الشعب والوطن.

كان يجيد الدعابة السياسية والنكتة اتذكر ذات مره سافرت من إب بعد الوحدة عندما  كنت سكرتير ثاني لمنظمة الحزب في المحافظة ومعي الرفيق المناضل/ عبدالله مسعد الصباري عضو لجنة المنظمة آنذاك وعضو اللجنة المركزية حالياً حينها كان الرفيق علي سالم البيض الامين للحزب ونائب رئيس الجمهورية معتكفاً في حضرموت بداية الخلاف مع الرئيس علي عبدالله صالح  استضافنا الشهيد/ جارالله في منزله وفي تلك الاثناء رن جرس الهاتف واذا به يقول لنا هذا هو الرئيس  يتصل دار الحديث بينهما  قال علي عبد الله صالح ( يا جارالله لماذا لا تقنع صاحبك البيض يرجع صنعاء؟

 ولماذا هو (حَنق) قال له يا سيادة  الرئيس الحَنق (الاعتكاف) افضل من  اللجوء الى السلاح وما رأيك تحنق مثله ونظيف فقره الى  الاتفاقية والى الديمقراطية اسمها  الحَنق) وبذلك نكون قد تجنبنا اي عواقب من خلال الحَنق  ثم  الحوار ومعرفة الاسباب ومعالجتها ، الخ بعدها استدعاه الرئيس الى مجلسه وودعنا  جارالله وهو يقول سوف نحاول ان نوجد اسس للحوار  بدل من العواقب الوخيمة

هكذا كان.

 كان الشهيد القائد يسعى الى السلام والوئام ولكن!

وانصرفنا بعد ذلك لإداء مهامنا  بعد تلقينا نصائح وتوجيهات منه.

وعندما زار محافظة إب بُعيد  تعيينه وزيراً للثقافة كان قد زار ضريح السيدة اروى بنت احمد الصليحي في جبله وعرج على مقر منظمة  الحزب ودار بيننا نقاش ٍطويل حضره الاخ احمد عبد الله المجيدي محافظ المحافظة عضو اللجنة المركزية وكوادر واعضاء منظمة الحزب تم التطرق الى (الاغتيالات) التي يتعرض لها كوادر وقيادات الحزب منذ قيام الوحدة وحتى تلك اللحظة قال (صحيح ان الرصاصة تستطيع ان تزهق النفس ولكنها لا تستطيع ان تزهق او تقتل الفكرة والحزب الاشتراكي اليمني وجد ونشأ من اوساط الشعب وهو فكرة متجددة لا يمكن اغتيالها صحيح قد ترهبنا هذه الاغتيالات ولكن لا يمكن ان يموت الحزب كواقع اجتماعي وسياسي وايديولوجي)

ودعناه بعد اللقاء ورافقناه حتى وادي السحول القريب من المدينة وقبل ان يودعنا طلب من مرافقه الشخصي المناضل/ مثنى محمد السلامي ان يلتقط لنا صورة جماعية معه مشيراً إلى انه يشعر انه سوف يستشهد في اي لحظة وكلما يتمناه ان يكون يوم استشهاده واضح لكل الناس وغير مجهول 

ولتبقى الصورة من الذكريات كنت انا والرفيق احمد المجيدي، عبدالعزيز الشجاع واحمد ابواصبع،   فيصل الشهاري وصالح الكشادي

وقد وثقها مشكوراً الرفيق مثنى في كتابه (ذكريات في حضرة المعلم)

ولتبقى افكاره مشعلٍ مضيئ لمسار النضال الوطني الديمقراطي والمشروع الحضاري الذي استشهد في سبيله.

فسلاماً على الشهيد القائد جارالله يوم وُلد ويوم استشهد وحتى يوم الدين…

 

رفيقي القائد والمعلم احمد علي السلامي .....

تحية ثورتي سبتمبر واكتوبر

وبعد

تعودت بل تعودنا ان نتبادل التهاني والتبريكات معاً بمناسبات اعياد الثورة سبتمبر واكتوبر طوال سنوات ٍمضت سواءً كنت داخل الوطن او خارجه وكان لسماع صوتك عبر الاثير وما تتناوله معي يجعلني اكثر اصراراً على مواكبة السير نحو تحقيق الاهداف والمبادئ التي آمنا بها وكانت توجيهاتك تشحذ فيني الهِمة والمعنوية في كل المنعطفات والمراحل التاريخية المشهودة ، ولاتزال كلماتك وذبذباتها محفورة في تلافيف دماغي ومسمعي والتي كان آخرها ليلة ان غادرت الدنيا ورحلت الى باري الوجود وستظل ذكريا تي  معك حاضرة وحيّة ما حييت وحتى اللحاق فيك يوم اللقاء

اهنئك بمناسبة اعياد الثورة اليمنية التي كنت احد جنودها البواسل وحامل رايتها الامين

أُخاطب فيها روحك الطاهرة التي لاتزال خالدة في وجدان الشعب وضميره

ان الكلمات والتعابير تعجز عن وصف هامتك الوطنية الكبيرة التي ظلت وستظل واحة للشرف والاعتزاز والفخر لمعنى الوطنية والوطن

اكتب اليك والحسرة والاحزان والالام مشتعلة في مشاعري ومشاعر كل من عرفوك وعايشوك وتتلمذوا على يدك وتحت قيادتك داخل الحزب وخارجه

بفقدانك كقائداً وطنياً عملاقاً ذاد عن اهداف الثورة وصان مبادئها، ومناضلاً جسوراً من اجل تحقيق غايات الشعب في الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والسلام

كنت حصناً منيعاً ودرعاً واقياً لمسار الخط السياسي والفكري للحزب الاشتراكي اليمني باعتبارك أحد قادته التاريخيين ومن مؤسسيه وصائغي أدبياته

واذا كان رفاق دربك ومحبيك يودعونك اليوم بهذه الفعالية المهيبة فانهم يوكدون ان صفاتك ومآثرك وافكارك ستبقى بوصلة يهتدون بها وبذات القدر يوجهون اليك اسمى وازهى آيات الاجلال والتعظيم للدور الوطني البارز الذي لعبته طوال مشوار نضالك وتاريخك الطويل والناصع الذي ابليت فيه بلاءً حسناً في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوطن سجله وسيسجله التاريخ في صفحاته البيضاء بأقلامه الذهبية

كنت الشمعة التي اضاءت وستظل مضيئة لإنارة طريق الاجيال القادمة، لتبديد الظلام الحالك بفجرٍ مُنبلج وصبحٍ جديد وغذاً آت

ان فهرست تاريخك وموهبة قيادتك وفن أدائك في كل الميادين العسكرية والسياسية والحزبية والبرلمانية والشعبية تتطلب من رفاق دربك واصدقائك توثيقها بإنصاف ليستنير منها كل وطني متعطش للذود عن القيم والاهداف الوطنية النبيلة

لقد كان لشخصيتك القيادية الفذة ووجهك المتلألئ بنور الثورة وصوتك الهادئ واسلوبك الحواري والحضاري المُقنِعْ يمثل تحفيزاً للروح الثورية ومنارة للوعي الوطني التقدمي

كيف لا وانت الذي علمت رفاقك الصبر والصلابة والثبات في المبدأ والفن والمرونة في العمل السياسي وكنت المثل الذي يقتدى به

لم ولن تحيد قيد أنملة عن الخط الساسي للحزب وانت أحد صُناعه في احلك الظروف واصعبها

لا الترهيب ولا الترغيب استطاع ان يؤثر بفولاذ معدنك الوطني النظيف ولو بمثقال ذرة رغم ظروفك الصحية والمعيشة القاسية

ظليت كالطود شامخاً حتى نلت الشهادة

حقاً لقد مثلت مدرسة ثورية للمناضلين وتظل افكارك ورؤاك ومسلك نضالك ينبوعاً ينهل منه شباب المستقبل وكل الغيورين على امن وسلامة واستقرار اليمن

وداعاً يا أشرف وانبل من اجبت اصلاب رجال اليمن وارحام نسائها

تحية الاجلا ل وانت تلتحق بالكوكبة المضيئة من قادة الثورة وشهدائها الذين كتبوا بدمائهم الاحرف الزاهية من تاريخ اليمن

وفي مقدمتهم قائد ثورة26 سبتمبر الشهيد علي عبد المغني واول شهداء ثورة 14 اكتوبر الشهيد راجح غالب لبوزه ورفاق دربك في قيادة الحزب فتاح وعنتر وشايع ومصلح وجارالله عمر وغيرهم من الابرار والخالدين

ولتنام قرير العين بعد ان غرست في قلوب وافئدة المناضلين عاطفة الحُب للوطن والشعب والثورة

لك المجد والمغفرة من الله واسكنك فسيح جناته

 

 

من هول الصدمة وفاجعة الخبر الذي صعق كل حواسي ومشاعري.. تبعثرت الكلمات وارتعدت الفرائص وتلعثم لساني وقلمي وانا احاول ان اكتب اي معنى للحُزن.. اي حرفٍ يمكنه ان يحمل مضمون ومحتوى لهذه الفاجعة والفراق الأليم هذا اليوم الخامس والعشرين من ابريل 2020 برحيل المناضل الوطني الكبير ناصر محمد احمد الأسد..

من أُعزي؟ هل أُعزي نفسي اذ كان صديق عُمر ورفيق درب ام أعُزي ابنائه واصدقائه ورفاق دربه تكاد التعزية  ان تعجز الى اين تتجه.. فالكل يُعزي ويتألم لهذا المصاب الجلل بفقدان هامة وطنية وحزبية مرموقة تمثل خسارة كبيرة للحزب الاشتراكي اليمني والوطن ومناضلي الثورة اليمنية.

لقد ارتبط اسم الفقيد ناصر الاسد وتاريخه بمجد زاخر ونضالاً دؤوب في كل مراحل النضال الوطني ماضيه وحاضره وظل حتى آخر لحظة من حياته متمسكاً بالأهداف والمبادئ التي آمن بها وناضل في سبيل تحقيقها، ورحل في لحظة من الزمن ما كان احوج الناس له فيها ولدوره النضالي ومكانته الاجتماعية والحزبية التي كان يتمتع بها.

كان واحداً من الكوادر الحزبية المتميزة جمع بين النضال الجماهيري والانضباط الحزبي والثبات في المبدأ وفن العمل السياسي حاملاً صفات وملكات نادرة اتسمت بالعقلانية والاتزان وصواب الموقف والقرار، عُرف كشخصية اجتماعية بارزه في كافة المحافل والنشاطات الجماهيرية في عمو م المنطقة.

التحق فقيدنا الراحل بجيش ثورة سبتمبر منذ قيامها وهو في سن مبكر وشارك في العديد من المعارك البطولية دفاعاً عن الثورة والجمهورية عرفته سهول وجبال وادوية الوطن جندياً مخلصاً كان آخرها مشاركته في الدفاع عن صنعاء ابان حصار السبعين أصيب فيها بعيار ناري كاد ان يزهق حياته فقد في الإصابة ابهام كفه الأيمن وظل كفه ويده موصومة كعلامة التضحية ووسام البطولة والشرف يلوح فيها بالتحية والسلام أين ما ذهب وفي كل لقاء لعلامة وشهادة يستحق فيها المجد والتقدير.

وبعيد انقلاب 5 / نوفمبر شارك في معظم النشاطات الشعبية في المناطق الوسطى في ذروة النشاط الثوري واحتقانه

ومع احتدام رقعة الصراع آنذاك في المناطق الوسطى وما آلت الية الاحداث من جراء الحملات العسكرية في السبعينات وإثارتها التدميرية والتنكيلية

هاجر الفقيد الى المملكة السعودية، وبعد عودته الى الوطن التحق الى عضوية منظمة المقاومين الثوريين في أوائل 73 والتي كانت احدى مكونات الحزب الاشتراكي اليمني وظل يعمل فيما كان يعرف بالقطاع السري ثم اختير عضواً في اللجنة القيادية في القطاع الى جانب رفيق دربه الفقيد مسعد محسن الشغدري  وآخرين..

كان مثلاً في التواضع وقمة في حسن الخُلق تجاه كل الناس أياً كانت ارائهم ومعتقداتهم السياسية يحترم ويُحترم

نفذ بكل جدارة المهام الموكلة اليه ابان تلك المرحلة وبصمت واتقان ومد الحزب بكل ما لديه من امكانيات وعطاء وعلى يده التحق الى صفوف الحزب العديد من الأعضاء

انتخب عضواً في لجنة منظمة الحزب لمديرية دمت كما انتخب مندوباً من ضمن مندوبي مؤتمر الحزب في المديرية والمحافظة

كان منزله مأوى وملتقى للقيادات الحزبية والشخصيات الاجتماعية قدم كل شيء من ماله وكل ما يملكه من اجل الوطن والحزب ولم يحصل على اي شيء حتى الرتبة التي مُنحت له بعد الوحدة (رائد) لم تتحقق لا مالياً ولا وظيفياً حتى وافاه الأجل

وليعذرني فقيدنا الراحل عن عدم الايفاء في سرد كل مناقبه في هذه العجالة انني ورفاق دربه لن ولن ننساه وستظل بصمات نضاله وذكرياته محفورة في وجداننا وذاكرة الشعب والضمير الوطني بكل ما للكلمة من معنى.

لك المجد والتحية والإجلال ايها المناضل الفذ ناصر الأسد ولتبقى مآثرك وتاريخ نضالك بوصلة يهتدي بها شباب اليوم وجيل الغد وشعلة وهّاجة على نفس الطريق الذي سلكته حتى تحقيق اهداف الشعب في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام على طريق تحقيق اهداف ثورتي  سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ونضال وتضحيات مناضليها   الأبرار.

اصدق التعازي والمواساة الى الولد احمد ناصر الاسد والولد الدكتور هيثم ناصر وكافة ابنائه وأحفاده وذويه ورفاق دربه وكافة آل الأسد وآل الظاهري ومواطني دمت والمنطقة عموماً

رحمة الله عليه وغفرانه واسكنه فسيح جناته مع الخالدين الأبرار

وانا لله وانا اليه راجعون