في مخيمات النازحين بتعز.. مسرح دمى يمنح الأطفال لحظات سعادة مميز

  • الاشتراكي نت/طارق سلام

الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 18:07
قيم الموضوع
(0 أصوات)
يُعدّ مسرح الدمى مدرسةً متميزةً للأطفال، حيثُ تطوّر مهارات الاستماع لديهم، ولأنّ الدمى في المسرح تروي القصص، والأحداث لهم بأسلوب يجذب انتباههم.
 
يُنمي مسرح الدمى العديد من المهارات الحركيّة للأطفال ويُطوّر العديد من المهارات الإبداعيّة لدى الأطفال بعديد من المجالات الفنيّة، والموسيقيّة.
 
تجمّع الأطفال تحت شجرة منتظرين بدء العرض مسرح الدمى الذي نظمة مركز الآخر للسلام بالشراكة مع منظمة انترسوس واستهدف الأطفال في مخيمات النزوح (براقة، الدار الجديد، والنصر) الواقعة في عزلة دبع الداخل، في مديرية الشمايتين.
 
مخيمهم الذي يفتقد لأبسط الخدمات لم يوفر لهم أي من تلك المقومات، حيث يحرم الأطفال من أبسط مقومات الترفيه البصري والسمعي لا تلفاز، ولا شاشة جوال ولا أي وسائل عرض تبدد بعض من وحشة المكان وتزرع في وجوههم الابتسامة.
 
لكن خلف ستار من القماش أُلصقت عليه بعض الرسومات وفُتحت نافذة صغيرة، طلّت العرائس لتحكي لهم الحكاية التي حملتهم بعيدًا عن واقعهم بعضًا من الوقت حيث ارتسمت على وجوه الأطفال ابتسامات عريضة.
 
المسرح كفن تعبيري، يقدم عروضًا متنوعة للكبار والصغار ويستخدم وسيلة للترفيه، ودعم الأطفال العالقين بدوامة الحرب والمعارك.
 
أكثر من 200 طفل منهم 120 طفلة استمتعوا  على مدى 3 أيام بـ6× عروض على مسرح الدمى، تناولت عدد من المسرحيات، وفقرات غناء، وترفيه متنوعة بهدف تعزيز بعض المفاهيم والسلوكيات الإيجابية وخلق مساحة من المرح والترفيه للأطفال. 
 
بالنسبة لمركز الآخر مثل العرض تجربة متميزة تطلبت الكثير من الملكة الإبداعية في تصميم الأدوات، وكتابة النصوص والأداء من قبل غادة المقطري وشيماء القرشي وقبل ذلك كله حسا إنسانيا ومسؤولية تجاه الأطفال.
 
الجدير بالذكر أنّ الدمى تُعتبر الأداة الأساسيّة في الربط ما بين التعلّم، واللعب، واعتبارهما من الأدوات التعليميّة الرائعة، والتي يُمكن استخدامها في المدارس والمنازل.
 
لمحة عن مسرح الدمى 
 
مسرح الدّمى فن شعبي قديم جدًا، يعود أصله إلى الثقافات الآسيوية القديمة، وازدهر في البلاد العربية مباشرة بعد سقوط الأندلس في نهاية القرن الثالث عشر، وكان وسيلة لتسلية الناس بجانب خيال الظل، حيث كان وسيلة جيدة لحكاية قصص ذات دلالات قيمية، ومن أشهر فناني مسرح الدّمى في العصر الحديث، الفنان محمود شكوكو (مصر 1912-1985).
 
اليمن
 
كانت البدايات الأولى لمسرح العرائس في اليمن إبان فترة الحكم الإمامي في شماله والاحتلال الإنجليزي في جنوبه، رغم أنها كانت واحدة من أصعب فترات البلاد من جهة مواجهة مساعي التنوير.
 
وفي تلك الفترة، كان شمسان حنبص، في مدينة عدن جنوب البلاد، صاحب أول عرض مسرح عرائس في اليمن، وكان يسمى باللهجة الدارجة "الكركوس".
 
بشكل فكاهي في الشارع، كان حنبص يراقص عرائسه للمتفرجين، بعروض أقامها مستغلًا المناسبات الشعبية، تحديدًا موالد الأولياء والصالحين، جاذبًا حوله الكبار كما الصغار، بقصص يؤلفها في مقاومة المحتل الإنجليزي.
 
بعدها ظهر أبو شنب وغيره ممن كان لهم حضور في ساحة مسرح العرائس، تجاوز عملهم العرض الترفيهي إلى سرد قصص ذات مغزى، تناقش قضايا مجتمعية وسياسية.
 
وفي ثمانينات القرن المنصرم، افتُتح في عدن مسرح العرائس على يد أبو بكر القيسي وعبدالله شرف، غير أنه لم يحقق النجاح، بسبب عدم توفر الإمكانيات الكافية، "ولذلك أهمل المسرح". 
قراءة 1515 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 13 تموز/يوليو 2022 18:09

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة