طباعة

إنجاز تاريخي عظيم

السبت, 16 تموز/يوليو 2016 21:34 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

على عفويتها، وهشاشة تنظيمها، و " عدم قدرتها على إنجاز استقلالها السياسي عن دولة هادي"، وشحة إمكانياتها المادية مقارنة مع الإمكانيات المادية الجبارة التي لدى قوى الثورة المضادة وافتقارها للقيادة والتنظيم المتمركز ثوريا( شأنها في ذلك شأن ثورة فبراير ) إلا أن المقاومة الشعبية رغم ذلك استطاعت حتى الآن تحقيق إنجاز تاريخي عظيم حيث استطاعت أولا : إيقاف مد الموجة العنيفة لقوى الثورة المضادة ومنع حركة المد تلك من أن تؤدي إلى التوفيق. وثانيا جزرت بعنف ثوري موجة المد العنيفة لقوى الثورة المضادة إلى نقطة معينة يمكن تسميتها مجازاً "النقطة الحرجة للانقلاب" الذي بات عندها الإنقلاب في حالة سكون لا يستطيع التقدم إلى الأمام أو التراجع إلى الخلف.

صحيح أن المقاومة الشعبية لم تستطيع دك قوى الثورة المضادة وإنهاء الإنقلاب كلياً إلا أنها استطاعت إفشال مشروعه حينما كان في أوج مده وكان يراد له أن يصبح أمرا واقعا مستديماً يكون معه الداخل والخارج مجبراً على التعامل والتكيف معه والقبول به كأمر واقع لا مفر منه في حالة مشابه لحرب صيف عام 94م والأمر الواقع الذي فرضته تلك الحرب العصبوية والآثار المرتبة عليها.

وتكمن عظمة ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققته المقاومة الشعبية في مقارنة حالة الإنقلاب ووضع قادته مطلع مارس 2015 يتذكر الجميع فائض غرور القوة التي كانوا يتحدثون بها تجاه الخصوم والمواطنين خارج جغرافية الطائفة والعشيرة وتحديدهم في سرور بالغ وبطريقة متعجرفة منفذ الهروب الوحيد للرئيس هادي وحكومته وللمواطنين من البلد وفرض شروط المنتصر المتعالية والعدمية مسبقاً على المجتمع برمته والقوى السياسية والاجتماعية التي ترغب في العيش مجددًا تحت شروط الخنوع و"الاستسلام للمقسوم والإخلاد للواقع السيئ" والعبودية.

وبين حالة الانقلاب ووضع قادته اليوم بعد أن افشلت المقاومة الشعبية مشروعهم الطائفي العصبوي حيث تراجع قادة الانقلاب إلى حالة من البؤس في أبأس صوره دفعتهم إلى القبول بالجلوس على طاولة واحدة والتفاوض مع من كانوا يسمونهم الفارين والدواعش وبعد أن كانوا يتحدثون بلغة الاوليجاركية والحكام الأوحدين والسادة المصطفين الأخيار للبلد من أقصاه إلى أقصاه باتوا اليوم يتحدثون بلغة البائس الباحث عن الشراكة ويتفاوضون وهم صاغرون على تشكيل حكومة وحدة وطنية. بل ويستجدون العفو العام ( حصانة جديدة ) من الفار هادي حد وصفهم ويقدمون أنفسهم خدماً وعبيداً جدد لسيدتهم الإمبريالية العالمية القديمة والجديدة كي تضمن لهم مستقبلاً سياسباً تحت عنوان الشراكة في مكافحة الإرهاب.

وفي التحليل النهائي:

 لمن لا يدرك ولا يعي أهمية المقاومة الشعبية وانحازها التاريخي يمكن القول بأن سيرورة الوضع ووصوله إلى شكله الحالي وليس إلى صيرورته النهائية سواء كان الوضع العام أو وضع قوى الثورة المضادة البائس هو نتاج ومظهر لحركة المقاومة الشعبية اليمنية.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 3022 مرات آخر تعديل على الأحد, 17 تموز/يوليو 2016 18:29

من أحدث عبد القاهر عبده سعيد