طباعة

الأديب السوري محمد بن كرزون:الكاتب ليس شاهداً على العصر وحسب، بل مؤرخ

  • الاشتراكي نت/ حاوره ـ هيثم ناجي

الإثنين, 03 تشرين1/أكتوير 2016 18:50
قيم الموضوع
(7 أصوات)

مُنذ عرفتُ محمد بن يوسف كرزون، بدا لي حفياً بمن يُحدثه... يلتقيكَ في العالمِ الافتراضي، فيتقاطرُ من حديثهِ طيبُ الكلامِ وفصاحته، وتستشعر ابتسامته مرسومةً على الكلمات وكأنه لا يحدثك من وراءِ شاشة الحاسب الآلي من بلادٍ بعيدة، بل يصير قاب قوسين منك، يلمسُ شوقك للحديث عن الأدب، أو لقراءة أعمالٍ جديدة.

جاء محمد بن يوسف كرزون من مدينة حلب في سورية، استقبلته قلعة الشهباء في 19 مارس 1955، يُعرف نفسه بأنه عاشق الأدب الذي يَعدهُ عطاءً وأن أي نهضة لا بد أن تكون قرينته.

يعيش محمد بن يوسف كرزون منذ عامين في تركيا؛ بسبب الحرب الأهلية في بلاده، له العديد من الدراسات ويكتب جل الأجناس الأدبية باستثناءِ المسرحية، ظل لمدةٍ طويلة يكتب روايته القصيرة ((أنا وجدي)) الصادرة عن دار المعارف-حمص، والتي طبعت منها ألف نسخة فقط، ولكن النسخة الإلكترونية الصادرة عن دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني، حققت قراءة كبيرة.

الحوارُ مع محمد بن يوسف كرزون كالمطرِ يسقطُ في غيرِ موسمه، إذ صار المحتوى السياسي في وسائل الإعلام وقود الحديث المتداول والجدل السفسطائي وأثر ذلك تأثيراً سلبياً على المعرفة، فأجدبت الثقافة وأصبحت في محلِ فاعلٍ كُسر سهواً؛ فتوجب رفعه من جديد...:

س: متی بدأت الكتابة؟ أقصد قصتك الشخصية التي صنعتك كاتباً.

-كان عندي شغف بشراء الكتب منذ كنتُ في السنة الخامسة الابتدائيّة، وذلك عندما أهداني أستاذي العزيز كتاباً بمناسبة نجاحي بتفوّق في نهاية السنة الرابعة. كانت هديتهُ أكثر من رائعة بالنسبة لي، صحيح أنّه كان كتاب أطفال، ولكن عنوانه ما زلتُ أذكره (عام الرمادة)، وهو تاريخيّ أدبيّ، قرأتُهُ عشرات المرّات، بعض تلكَ القراءات كانت لوالدي رحمه الله، وبعضها أمام أصدقائي.

بعدَها صرتُ أدّخرُ من مصروفي اليوميّ الضئيل، وأشتري كتباً. وكان والدي رحمه الله، وهو رجلٌ أمّيّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة، لا يبخل عليّ بشراء ما أرغب، وكانت جلساتُنا مع بعضنا بعضاً جدُّ حميمة، كان يشعرني أنّني صديقه لا ابنه، بل كانَ يعمد إلى إفهامي أنّ فارقَ العمر لا يمنعُ أن نكونَ صديقين حميمين. وكم كنتُ سعيداً بذلك. وكانت بعضَ جلساتِنا تستغرق أكثر من ثلاث ساعات متواصلة.

من قراءاتي هذه بدأتُ أكتب، وأقرأ لصديقي وأبي، وكانَ يفرحُ بها وبي فرحاً شديداً.

كنتُ أكتبُ الصفحة أو الصفحتين لا أكثر. ولكن كنتُ أختار الموضوع بعناية. ونتناقش أنا وأبي، ويحتدمُ النقاشُ الودّيّ، إلى أن يجذبني إليه ليقبّلني ويحتضنني، ويدعو لي بالتوفيق.

س: في أي بيئةٍ لُغوية نشأت.

كانت أسرةُ مدرستي الابتدائيّة تضمُّ أفضلَ المعلّمين والإداريين الذينَ عرفتهم في عمري حتّى اليوم. ومن حُسْنِ حظّي أنني قد قضيتُ المرحلة الابتدائية كلّها في مدرسة واحدة هي مدرسة عبد الرحمن الكواكبي، على اسم المفكّر الكبير ابن مدينة حلب، هذه المدرسة التي تمّت عمارتها في سنين دولة الوحدة، الجمهورية العربيّة المتّحدة، وكانت كبيرة وواسعة جدّاً، ضمّتْ ثلاث مدارس في الوقت نفسه: ابتدائيّة وإعداديّة وثانويّة.

وكان هناكَ تداخل محبّب من بعضِ الأساتذة في تلقيننا اللغة العربيّة السليمة، إذْ كانوا يحرصونَ على نطقها في الانتظام الصباحي، وفي الاحتفالات، نطقاً لا شائبةَ فيه، كما كانوا ينظّمونَ لنا مسابقات في إجادة اللغة العربية نطقاً وكتابةً وحديثاً مرتجلاً، ويعيبونَ على مَنْ يلحظونَ في نطقه لغط أو خروج على قواعد اللغة.

وكانَ أغلبُ المعلّمين لا ينطق في الشرحِ إلاّ بالعربية الفصيحة السليمة. ومنهم تشبّعتُ في حبّ اللغة، وعشق الأدب.

س: كيف يأتيك الإلهام؟

صراحةً، أكتب المقالةً والدراسةَ الأدبيّة والثقافيّة، والقصّة القصيرة، والرواية، والشعر، بالإضافة إلى الخواطر.. يعني كلّ أنواع الكتابة عدا المسرحيّة.

في المقالة والدراسة الأدبيّة والثقافيّة أسعى إلى تحضير الأفكار والاقتباسات، ثمّ أشرعُ في الكتابة مباشرةً دونَ قيود، وأنجزها، ثمّ أعيدُ قراءتها، إلى أن أصلَ إلى النصّ النهائي. وكلّ ذلك يستغرق معي يوم واحد أو عدّةَ أيّام، بحسب طول النصّ وحواشيه.

أمّا العمل الإبداعي، فإنّهُ يبدأ يجول في خاطري ربّما ثلاثةَ أشهر متواصلة، إلى أن يتحوّل إلى فكرة ملحّة، تقودني إلى الورقة والقلم، ولو في جوف الليل، لأكتبها وأصبّها صبّاً متواصلاً، وغالباً ما أنتهي من الكتابة خلال ساعة واحدة أو ساعتين على الأكثر بالنسبة للقصّة القصيرة والقصيدة. وأمّا الرواية، فقد كتبتُ روايةً مؤخّراً استغرقتْ منّي أسبوعاً واحداً لا أكثر، وكنتُ أضطرّ إلى تأجيل الكتابة إلى اليوم التالي نظراً للإعياء الذي يصيبني من الكتابة المتواصلة.

الكتابةُ همٌّ لا أستطيع أن أنتهي منهُ إلاّ بعدَ تدوين النصّ.

س: هل استطعت توثيق النصوص والقصص الأولى، التي رسمت بها معالم الطريق؟

كانَ عندي في حلب بسورية سجلٌّ مخصّصٌ لتدوين عناوين أعمالي وأينَ نُشِرتْ، في المجلاّت والصحف، ولكنّ هذا السجلّ هو بعيد عنّي حالياً ولا أعرفُ ماذا حلّ به. هو ضمن مكتبة تضمّ أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، وأربعة آلاف عدد من المجلّات الثقافية العربيّة من أقطار عربيّة متنوّعة. وكلّها الآنَ بعيدةٌ عنّي.

وفي غربتي عن وطني ومكتبتي أحاول أن أتذكّر المجلاّت التي نشرتُ فيها، فأحصل على نسخة pdf إذا كانت متوفّرة، كمجلّة الفيصل، أو أوثّق العدد والصفحة، كمجلّة الهلال القاهرية والكويت وقصص التونسية والخلدونيّة الجزائريّة، وغيرها.

كنتُ حريصاً على أن يكون عندي العدد الذي نشرتُ فيه، في رفّ خاص من رفوف مكتبتي.

س: أيةَ صورة حية أحدثت انطباعاً لديك، وظلت في ذاكرتك، وكان لها حضور في كتاباتك؟

الصور الحيّة كثيرة جداً، أنا مكوّن من صور حيّة لا عدد لها ولا حصر، أنا تلميذٌ نجيب لجميع المدارس الأدبيّة دونَ استثناء، وأعيشُ تجربةَ الكاتب بكلّ تفاصيلها.

س: من الأكثر قرباً لك ممن عاصرتهم من الأدباء؟

عاصرْتُ في مدينتي حلب عدداً من الأدباء الكبار، وحرصْتُ على أن أقابلهم، وأجتمع بهم كثيراً، منهم مغمورون، وهم في قمّة الإبداع، ولكن لم يكن لهم نصيب من الشهرة، ومنهم مشاهير على مستوى الوطن العربي.

عرفْتُ عبد الوهاب الصابوني، وقابلتُهُ ثلاثَ مرّات، وعرفتُ بشير فنصة، وكنتُ أقابله في بيته أسبوعياً لمدّة أكثر من سنة، وعرفتُ الكاتب المصريّ عبده بدوي، بالمراسلة الورقيّة، وكانتْ بيننا مراسلات في غاية الروعة والجمال، كنتُ أتمنّى أن أكون تلميذه، وكان يرفضُ إلاّ أن أكونَ صِنْوَهُ. والذينَ ذكرتهم كلهم ليسوا من جيلي ولا الجيل الذي سبقني.. إنّهم من أجيال سابقة لي، وقد احتضنوني وأغدقوا عليّ من كرمهم.

أمّا الكاتب الذي عرفتُهُ جيداً ولم يعرفني فهو توفيق الحكيم، ذلك العملاق في الأدب وفنونه، وكانت بساطته في الكتابة تُدهشني، وقوّة فكرته في نصوصه تُذهلني.

قرأتُ أكثرَ كتب خالد محمّد خالد، وأثّرتْ في نفسي كثيراً، بل كوّنتْ جزءاً مهمّاً من ثقافتي العامّة.

عاصرتُ أصدقاء قريبونَ من عمري، يعني أكبر بعشر سنوات وأقلّ أو أصغر بعشر سنوات وأقلّ، منهم الدكتور أحمد زياد محبّك، الذي أعتزّ بصداقتي له، والناقد والشاعر أحمد حسين حميدان، والقاص والروائي زياد كمال حمّامي، وغيرهم كثير من المبدعين الحقيقيين.

س: لماذا تكتب؟

منذ أن بدأتُ الكتابة كان همّي أن تكون كتاباتي تمثّل رسالتي إلى القرّاء. وأن تكونَ رسالتي هي عامل نهوض للأمّة، بما منحني ربّي من دور في هذه الحياة.

وبالمناسبة، أنا لا أعبأ بكلام النقّاد ولا بتحليلاتهم لنصوصي، ويكفيني أن يأتي إليّ رجل بسيط ويقولُ لي: قرأتُ كتابك. لتكونَ تلك ثروة هائلة يمنحني إيّاها. فالنقّاد زادوا الهوّةَ بينَ القارئ والنصّ، أو بين القارئ والكاتب، ولم يقدّموا شيئاً يُذكرَ لتنمية الثقافة العربيّة. كلّ ذلكَ بدلَ أن يكونَ الجسر الواصل بين الكاتب والقارئ.

س: هل تعتقد أن الأدب قادر علی تغيير العالم؟

نعم، وبجدارة، ولكن بشرطين اثنين:

الأوّل: أن يقتنعَ الكاتب بدوره، وألاّ يدخل في نزاعات

ومهاترات مع غيره من الأدباء.

الثاني: أن تترك الحريّة للكاتب في إبداعه ونشره بلا قيود، وفي تقديم رسالته إلى جمهوره. وعندها سنستطيع أن نغيّر العالَم للأفضل بالأدب.

س: كيف يستطيع الكاتب، أن يكون شاهداً علی عصره؟

 الكاتب الروائي عبد الرحمن منيف أطلق على الرواية اسماً هو (تاريخ مَنْ لا تاريخَ لهم)، وهذا يعني أنّه ليسَ شاهداً على العصر وحسب، بل مؤرّخ.

س: هل تظن أننا كنا وما زلنا ضحايا للقراءة الأحادية للتاريخ، أو لنقل التزييف والخداع البراغماتي لكتبة التاريخ؟

 للأسف، مرّت على أمّتنا العربيّة طائفةٌ من الحكّام حوّلوا فيه كلّ الفنون الأدبية والمعارف لخدمتهم، والتسبيح بحمدهم، والصبغة بصبغتهم دونَ غيرها. ومنها التاريخ والأدب. فتحوّلتْ أقلامُ مَنْ يدّعونَ بأنّهم مؤرّخون إلى خدمة الحاكم، وتفسير التاريخ على هواه ومصالحه، بل تغييب بعض حقائق التاريخ، أو تفسيرها على نحوٍ غير سليم، بعد إخضاعها لتشويه متعمّد. ولكنّ التاريخ هو حقائق، ومهما زُيِّفَ أو حُرِّف ستظهر الحقيقة فيه ناصعةً قويّة.

لقد استطاعوا طمسَ التاريخ مدّةً، ولكنهم لن يستطيعوا طمسَ حقائق التاريخ.

هذا من ناحية، ومن ناحيةٍ ثانية نشأ عندنا مَنْ احترفَ الجدلَ لمجرّد الجدل، لا للبحث عن الحقيقة وإظهارها، وصرتَ ترى معاركَ غير متكافئة، بينَ من يعرف الحقيقة التاريخية بصوابها، وهو ضعيف، وبينَ من يجادل لصالح تيّار أو حاكم، وهو مموّل ومزوّد بكلّ أنواع عُدَد الخِصام والجدال. ولأنّ غالبيّة الشعب تتمتّع بالتخلّف، انتصرَ الفريق الثاني مؤقّتاً، وسينتصر الفريق الأوّل عندما يزداد الوعي في الأمّة.      

س: علی أي عمل أدبي تشتغل الآن.

أشتغل على رواية عنوانها المبدئي وليس النهائي (علم نفس الأغنام)، قد يبدو العنوان مضحكاً، أو يثيرُ أفكاراً بعيدةً عن موضوع الرواية، ولكنّ المقصد الحقيقي كان دراسة علم نفس الأغنام الحقيقية وليس المجازية، وتقديم الدراسة إلى مركز أبحاث في جامعة غربية، وحصوله على المركز الثالث ضمن مسابقة بحثيّة علميّة. الرواية ليست بالطويلة، ولكنّني أتوقّع أن تُحدثَ ضجّةً في الساحةِ الأدبيّة العربية، على صعيد القرّاء قبل النقّاد.

وكنتُ منذ مدّة قريبة قد أنجزتُ كتابين في الثقافة العامّة هما: (أصلحْ نفسَكَ بنفسك)، و(لماذا ندرس وكيف ندرس).

س: لقد طلب الجدّ في روايتك القصيرة " أنا وجدي " من حفيده أن يحتفظ بعباءته التي ورثها عن أبيه وألا يفرط بها أبداً... وأشرت أيضاً إلی عدم رفض الجد للملابس العصرية. هل هي رمزية للتراث، أم هي دعوة للأصالة والمعاصرة؟

 فلننظر إلى اليابان في نهوضها الأخير، إنّ اليابان اليوم تجمع بين تراثها العريق وحاضرها التقني الرفيع. ولا تناقضَ بين الطرفين. لأنّ الإنسان الياباني وعى تاريخ أجداده، ووعى عصره وعياً حقيقياً، فجمعَ بين الطرفين. تجد هذا في حياته بدءاً من دخوله إلى منزله، وخلع الحذاء، ومروراً بمائدته وجلوسه على الأرض حين تناول الطعام. وغير هذا كثير. وكذلك الكوريّون، بدأت نهضتهم بإحياء لغتهم، لا بتبنّي لغةً أخرى غريبة، ولم يهملوا تراثهم.

وقد رأيتُ في روايتي أنّ الجمعَ بينَ اللباس القديم والحديث لا يُحدِثُ تناقضاً، بل تآخياً وتواؤماً، وروايتي (أنا وجدّي) على قصرها حافلة بالجمع بين ميزات حياتنا المعاصرة وحياة الأجداد.

س: أين تموضع نفسك بين أبناء جيلك؟

 أنا لم يُتَحْ لي أن أنشر في الوقت الذي أتيح لكثير من أبناء جيلي، والسبب أنّني لم أداهن ولم أحابِ مَنْ يساعدونَ على النشر، ولذلك أجدُ نفسي بعيداً عن أبناء جيلي من الأدباء. قلتُ لكَ: أنا لا أعبأ بالنقّاد، أو بالدارسين، لأنّ غاية دراساتهم هي الحصول على الشهادة أو المكافأة، وطباعة العمل، لوضعه على الرفوف، لتأكله الغبار والسنين.

س: إلی أي مدی استطاع الواقع الجديد - التكنولوجي - أن يحدث تغييراً في تقنيات الأدب المعاصر.

الفرصُ التي تقدّمها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المطابع الحديثة، وطرق النشر الورقي والإلكتروني، كلّ هذا أحدث تغييراً هائلاً في الإنتاج الأدبيّ، فصرتَ تقرأ نصوصاً كان يحلمُ بإيصالها إلى القارئ كلّ الكتّاب قبل عشرين أو ثلاثين سنة من الآن. ولكن هل نستفيد من هذا التطوّر؟ هذا يعودُ إلى جهود الأدباء والكتّاب.

س: كيف تری مستقبل الأدب العربي، من خلال قراءتك لما يكتبه الشباب؟

المستقبل العربي يفتقر إلى الروّاد، ليقودوهُ على طريقه القويم السليم. وعلى كلّ كاتب شابّ أن يعدّ نفسَه رائداً، وفي الوقت نفسه أن يتواضع، ولا يكون أنانياً، ولا تابعاً لحاكم أو فئة.

حقيقةً وفي ظلّ الأوضاع العربيّة الراهنة أقول: أتمنّى، ولا أتنبّاً. فالظروف السياسيّة العربيّة الراهنة قاتمة سوداء، محطّمة، ضبابيّة، لا يُرى من ورائها شيء.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 18695 مرات

من أحدث