طباعة

ثلاثية الثورة اليمنية بين الحدث السياسي والحدث التاريخي

الإثنين, 10 تشرين1/أكتوير 2016 18:13 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إهداء إلى  الرفاق ناظم العقلاني وشفيع صبر في معتقلهم، وهم الذين تنقلوا بين الجبهات ليس بهدف نيل السلطة  او الثروة  بل من أجل  المشروع الثوري وهم اليوم يدفعون ثمن ايمانهم الصادق بمشروع الثورة.

 

ان  الحديث عن الحدث السياسي والحدث التاريخي هو حديث في حركة الإنسان ودوره وفي حالة الصراع بين مكونات المجتمع المختلفة ،وبغض النظر عن شكل الصراع والأدوات المستخدمة  في هذا الصراع (أدوات عنف او أدوات  سلمية) فإن ما يميز الحدث السياسي عن الحدث التاريخي ليس تلك الأدوات المستخدمة في صناعة الحدث بل الغاية  والهدف من الحدث المقترن دائماً في النجاح في تطبيق هذه الغاية أو الهدف على أرض الواقع.

اليمنيون  خلال60 سنة   شهدوا وصنعوا أحداثاً سياسية  كثيرة  تمثلت  مظاهرها على سبيل المثال في (إنقلابات سياسية، وتشكيل حكومات، وعقد اتفاقيات جبهوية وحزبية، وإجراء انتخابات..الخ) من الاحداث السياسية  التي لم تمس واقع المجتمع او تغير في قاع مكوناته وتوجهاته، ورغم حاجة المجتمع اليمني خلال تلك الفترة  الى حدث تاريخي يهز واقع المجتمع وبنيته التقليدية، الا أنهم  فشلوا في صناعة الحدث التاريخي باستثناء الحدث التاريخي الوحيد الذي صنعوه ونجحوا فيه المتمثل في ثورة14 أكتوبر  المجيدة .

الثورات على مستوى شعوب العالم يجب أن تصنف في خانة الاحداث التاريخية، على اعتبار  أن  تعريف الثورة (التغيير الجذري الشامل لواقع المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً) ولكن في نظري هذا التعريف للثورة  في حد ذاته لا يمنح الثورة  صفة الحدث التاريخي بمجرد انطلاق الفعل الثوري مالم يستطع هذا الفعل الثوري تحقيق الفكرة  الثورية "المشروع الثوري" على صعيد الواقع المجتمعي..

واقع المجتمعات السلبية والتقليدية  المتخلفة  هو الذي يخلق الحالة  الثورية  وتعبر عنه بأسباب الثورة  التي تعني قابلية المجتمع وحاجته للثورة والفعل الثوري الذي يقوم به حزب او نخبة او جماعة ما هو إلا تلبية  لنداء تلك الحاجة  الاجتماعية، فالثورة  ليست فكرة  ترفيه والفعل الثوري ليس غاية  بذاته او بأشخاصه  بل هو وسيلة المجتمع في مرحلة زمنية  معينة، حين يقرر هذا المجتمع تغيير أوضاعه  السلبية أو حين يشعر المجتمع بانسداد أفقه  السياسي والاجتماعي والاقتصادي وأن استمرار العيش على ذلك النمط يقوده لمخاطر الانفجار والتشظي، لذا فالثورة اذا نظرنا إليها  بمنظار الحدث التاريخي يتوجب عليها أن لا تتوقف عند الخطوة  الأولى  المتمثلة  في تحقيق حالة الانقلاب الثوري وذلك في القضاء على الحاكم الفاسد أو إسقاط  سلطة الاستبداد بل عليها أن  تكمل المشوار في النجاح وتحقيق الفكرة الثورية أو  المشروع الثوري الذي يعمل على تغيير واقع المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً نحو التقدم.. فالثورة سياسياً واجتماعياً لا تجد مبررها في أشخاص  العمل الثوري مهما كان دورهم وحجمهم داخل المجتمع وإنما  اشخاص العمل الثوري يجدون مبرر فعلهم الثوري في فكرة الثورة ومشروعها الثوري الذي يعبر عن حاجة  المجتمع.

بمعنى آخر  ان  الثورة  تكتسب قيمتها الاجتماعية  والسياسية  من واقع نجاحها في تغيير التوجه وليس بتغيير الوجوه، وتغيير التوجه يعني ان الفعل الثوري نجح في تحويل الفكرة  الثورية  "المشروع الثوري"  من صورة في الفكر المجرد الى حقيقة تحققت في تنظيم واقع الاجتماع والاقتصاد والسياسة، بهذا التغيير الثوري لواقع المجتمع نحو التقدم تتحول الثورة إلى حدث تاريخي يصنع التاريخ في حياة  الشعوب, أما حين تفشل الثورة  في تحقيق المشروع الثوري وإن نجحت في فعل الانقلاب الثوري على الحاكم أو اسقطت السلطة  المستبدة  فإن الثورة  تظل من قبيل الحدث السياسي أو الأزمة  السياسية،  ذلك لأن واقع المجتمع السلبي والتقليدي لم يتغير ولم تنجح الثورة  في خلق واقع جديد نحو التقدم، فالعمل الثوري هنا نجح في تغيير الوجوه وفشل في تغيير التوجه!

اليمنيون  صنعوا ثلاث ثورات في60 سنة  تقريباً: ثورة26 سبتمبر، وثورة14 اكتوبر، وثورة الشباب 11فبراير.

والسؤال المطروح هنا ما الذي جعلنا نصف ثورة 14أكتوبر  بالحدث التاريخي وننزع وصف الحدث التاريخي عن ثورة26سبتمر وثورة11فبراير؟

الحدث التاريخي وبغض النظر عن الوسائل المستخدمة  في  صناعته(سلمية  او عنيفة) هو الحدث الذي استطاع أن  ينقل المجتمع من قيم الماضي إلى  الحاضر المتجه نحو المستقبل. 

أي ان المجتمع بهذا الحدث يكون قد نجح في عملية تغيير هزت قاع المجتمع ومكوناته البنيوية  التقليدية، وبشكل يجعل المكونات الاجتماعية  تشعر وتعي أنها  فعلاً انتقلت من وضع اجتماعي وسياسي واقتصادي وثقافي وإنساني  إلى  وضع آخر  نحو التقدم.

ان  عملية التغيير في الحدث التاريخي تقوم وبشكل واع على قاعدة  القطيعة  مع الماضي السلبي، بمعنى آخر  ان  الحاضر بقيمه قد غادر الماضي نحو المستقبل في عملية تغيير سافرت بالمجتمع من الماضي إلى  الحاضر ولم يسافر الماضي بالمجتمع الى الحاضر، فالحدث التاريخي هو الحدث الذي يمس قاع المجتمع وانماط الحياة على اختلاف اشكالها ليحقق باستمرار انماطا وقيماً اجتماعية  وسياسية  واقتصادية  وثقافية  جديدة  يشعر في ظلها الأفراد أن  حياتهم متغيرة  ومتجددة.

على سبيل المثال ما حدث في أوروبا  في القرن الثامن عشر من صراع بين سلطة أهل  الفكر"مثقفي الانوار" من جهة  وبين سلطة الكنيسة  والاستبداد من جهة  ثانية  هي ثورات "أحداث  تاريخية" صنعت  تاريخ اوروبا الحديث والمعاصر وخلقت واقع الحداثة  في اوروبا ليس حداثة واقع المجتمع المادي الذي يعني توفير الحاجات الإنسانية  ووسائل العيش والرفاهية  فحسب بل خلقت الانسان الحديث الذي لا يقبل العيش إلا  في ظل الحرية  والكرامة  والحقوق الإنسانية  التي لا يجوز الانتقاص منها أو  العبث بها، فواقع الانسان الاوروبي اليوم وانماط الحياة الاجتماعية  والقيم الثقافية والمجال السياسي المفتوح أمام  كل المكونات الاجتماعية غير المحتكر من قبل النظام السياسي وأدواته  السلطوية، والإنجازات التقنية والتكنولوجية  كلها تعبر عن انتقال حقيقي في حياة المجتمع من الماضي المتخلف إلى  حاضر متغير ناتج عن تغيير تناول قاع المجتمع وجذره العميق ،هذه الأحداث  التي تنجح في نقل المجتمع من واقع سلبي متخلف إلى  واقع ايجابي وحداثي يتجه نحو التقدم هي الأحداث  التي يجب ان توصف بالحدث التاريخي، لأنها تصنع التاريخ كصيرورة  يتجه نحو تحقيق المستقبل.

الثورات هي أدوات  تغيير  لواقع المجتمعات التقليدية، وهذا الوقع التقليدي والمتخلف هو الذي يبرر قيام الحالة  الثورية، فإذا نجحت الثورة في تغيير هذا الوقع فإنها  تمثل الحدث التاريخي وإذا  فشلت تظل من قبيل الحدث السياسي. لأن الفعل الثوري لم يمس قاع المجتمع ولم ينجح في إحداث تغيير في أنساق  التفاعل والعلاقات وأنماط  السلوك والنشاط الانساني.

واقع الانسان في اليمن قبل ثورة سبتمبر كان بحاجة  ماسة  الى تغيير وتنمية  سياسية  تترافق وتتماشى مع تنمية  اقتصادية  واجتماعية  وثقافية  تتجاوز الحالة السلبية  المتخلفة  والتقليدية  العصبوية (المذهبية  والقبلية) التي تكونت عبر قرون طويلة  من التخلف كان يعيش في ظل قيمها وانساقها هذا الانسان، والتي تفتقر بطبيعتها وبنيتها إلى  الحد الأدنى من انماط الحياة الكريمة ،،ومن هذا الواقع المتخلف استمدت الثورة  مشروعية فعلها الثوري الذي ترجم الى الاهداف الستة  لثورة 26 سبتمبر1962م.. والسؤال الجوهري الذي يلح علينا اليوم وبعد أكثر  من خمسين سنة  من اندلاعها ويضع هذه الثورة  على محك التحليل  النقدي والمعرفي "الإيبستمولوجي" بين الحدث السياسي والحدث التاريخي يعني هل نجحت الثورة  في تحقيق اهدافها الستة "المشروع الثوري"؟ أم أن  هذا الحدث اكتفى بإزاحة وإسقاط  اسرة  حميد الدين عن السلطة ؟ وهل حلت سلطة الثورة  محل سلطة  الإمامة  في حكم اليمن؟؟ وفي المجمل هل استطاع هذا الحدث الثوري أن  يغير قاع المجتمع ومكوناته التقليدية  والعصبوية الجامدة  على مستوى النسق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والانساني، وبشكل يعني ان المجتمع برمته انتقل من واقع الماضي المتخلف الى الحاضر الحداثي؟؟

الحاضر الذي يعفي اجياله من مشقة القيام بتكرار الثورات ومخاطر الفعل الثوري الذي يقدم أرواح  الشباب قرابين بدون ثمن في مسلسل تكرار الاحداث الثورية  التي لا تنتهي والحالمة بتحقيق مشروع ثوري لم يتحقق رغم حجم التضحيات الكبيرة!!! بمنظار هذه الأسئلة  يجب ان نقرأ ثورة سبتمبر وغيرها من الثورات عبر تاريخ الإنسانية، وتقديم الإجابات الجادة  على تلك الأسئلة  يجب ان يقدمها العقل المفتوح وليس العواطف الجياشة  ويكتبها الضمير الانساني حين يتغلب على النزعات الإنتمائية والعصبوية داخل فكر الانسان، من هذا المنظار نقدم قراءتنا للاحداث الثورية  في اليمن، وتقديم هذه القراءة  ليس ترفا فكريا أو غاية  بذاته بل هو إنتاج  فكري وعقلي وقائي يقي المجتمع من توارث الاخطاء التي تقتل فرص التغيير في المجتمع اليمني عبر ثوراته المتعاقبة.

ثورة26 سبتمبر1962م.كان أمامها  تركة  كبيرة  وواقع اجتماعي يجب ان تتولى تغييره  وتحريره من قبضة الماضي الذي افرزه  النظام "الامامي والقبلي العصبوي" القائم على ثقافة الانا المطلق والذي لا يرى  نفسه وذاته إلا في ظل غياب الآخر  وتغييبه.. وتغير هذا الوقع لم يكن مستحيلا على قيادة الثورة  المؤمنة  بمشروع الثورة لو أن الثورة سارت  بمسارها الثوري نحو اهدافها التي صاغتها حاجة المجتمع اليمني وضرورة تغيير واقعه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والانساني والثقافي وعبرت  عنه بحالة  ثورية  تولى الشهيد علي عبدالمغني ورفاقه تنفيذ الفعل الثوري استجابة  لنداء تلك الحاجة ..

في ثورة سبتمبر لم يكن اسقاط نظام الإمامة  كنظام يعيق حركة وتطلعات المجتمع نحو المستقبل فحسب بل كان على هذه الثورة  بناء الواقع من حالة الصفر، الدولة  كان يجب ان تبنى من حالة الصفر، لاجهاز اداري موجود ولا نظام تعليمي حديث، ولا نظام قضائي قائم على تشريع وقانون، ولا جيش وطني يمثل ارادة المجتمع ويحمي الارض والشعب...الخ. فلماذا أخفقت  هذه الثورة في بناء ذلك؟ قد يقال ان ثورة سبتمبر حققت الكثير خصوصاً اذا نظرنا الى واقعنا بنظرة  سطحية  تقف عند المظاهر الخارجية  للمؤسسات القائمة من انتشار للمدارس والجامعات والمحاكم القضائية والمرافق الحكومية ومؤسسات الدولة  وشق الطرق والتطور في البناء وتحسين بعض الظروف المعيشية لبعض شرائح المجتمع...الخ، ولكن اذا نظر هذا القائل بنظرة  عقلية  تتجاوز سطح الواقع وتغوص في أعماقه سوف يكتشف ان الواقع لم يتغير بما يجب ان تكون عليه حياة الانسان في هذا العصر وأن  (عطار الثورة عجز عن إصلاح  ما أفسده  الاستبداد في اليمن).

صحيح تحققت بعض الاشياء وبغض النظر عن مصدر التغيير سواء أكان بفضل الثورة  ام بفضل تطور حركة  العصر الذي يفرض بعض التطورات في حياة  الشعوب التي لا يستطيع أعظم  الحكام استبداداً ان يقف في وجهها!!،ألم  يفرض على الإمام  فتح بعض المدارس والمستشفيات وإرسال  بعثات دراسية  للخارج وفتح كليات عسكرية (تدريب طيران)؟؟

ان مقارنة واقع المجتمع بعد الثورة وواقع المجتمع قبل الثورة على اطلاقه خطأ كبير يصب في مصلحة الحاكم لأن  حركة التاريخ التي تصنعها شعوب العالم الأخرى  تصدر بعض مخرجاتها الى شعوب العالم فلايستطيع الحاكم رفضها كون العالم اصبح قرية  واحدة ولكن الحاكم المستبد الذي تصنعه احداث الثورة  بطريقة الحسابات الخاطئة  يستطيع ان يفرغها من محتواها ويحولها إلى  ديكور يزين بها نظام حكمه تخفي تجاعيد وجهه القبيح،يخدمه في ذلك واقع المجتمع المتخلف الذي فشل الفعل الثوري في تغيير جذره العميق..

إن المقارنة  الحقيقية  يجب ان تكون بين مشروع الثورة وبين واقع المجتمع في ظل حكم سلطة الثورة، بمعنى آخر  بين ما تحقق من مشروع الثورة وما لم يتحقق، بهذه المقارنة  المعقولة  نستطيع تقييم مسار الفعل الثوري دون التقليل من شأنه،

بمعنى آخر  ثورة 26/سبتمبر/1962/م انطلقت بهدف تحقيق ستة  أهداف. خمسة  منها متعلق بواقع المجتمع اليمني والسادس يتعلق بعلاقة اليمن بالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية ،ففي ما يتعلق  بواقع المجتمع اليمني لم يتحقق إلا  هدف واحد يتعلق بتحقيق الوحدة  اليمنية  وقد تحول مفهوم الوحدة  بعد ذلك  إلى  مفهوم الضم والإلحاق.اما بقية الاهداف فلم يتحقق منها شيئ.  فلا نظام جمهوري عادل تحقق ولا جيش وطني تم بناؤه ولاتم رفع مستوى الشعب اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ولانظام ديمقراطي او تعاوني تحق.  

من هذا المنطلق الواقعي العقلي وليس العاطفي نحكم على ثورة سبتمبر بأنها  حدث سياسي وليس حدثا تاريخيا، ووصف الثورة بالحدث السياسي لايعني الانتقاص من قيمته أو  من أهميته  بل يعني أنه  يتوجب علينا ان نفرق بين الحدث السياسي الذي لا يؤدي  إلى  تغيير في قاع المجتمع ومكوناته النبوية  ولا يؤدي  إلى  تغيير في أنساق  العلاقات وأنماط  الحياة على اختلافها وبشكل يؤدي  باستمرار لتحقيق انماط وقيم اجتماعية  وسياسية  واقتصادية  وثقافية  يشعر الموطن في ظلها أن  حياته متغيرة  ومتجددة وبين الحدث التاريخي الذي ينجح في ذلك ويعفي أجيال  الثورة من التفكير في القيام بثورات أخرى  لأنه  تناول قاع المجتمع في عملية تغيير جذرية .

اعتقد انني لم اختلف مع كثير من القراء ان الواقع الاجتماعي بكل مظاهره يحتاج بعد ثورة سبتمبر لألف ثورة.  وما محاولة الرئيس الرمز الشهيد ابراهيم الحمدي بثورته التصحيحية  التي تم التآمر  عليها  إلا  تعبير عن تلك الحاجة  الاجتماعية  للتغيير والتي عجزت ثورة سبتمبر عن تغييره ، وبعدها ثورة الشباب!!!

والسؤال الجوهري الذي يطرح نفسه اليوم أمام  القراءة  العقلية  وليس العاطفية: لماذا تتكرر الاحداث الثورية  في اليمن وتبقى الحاجة  الاجتماعية  للفعل الثوري مستمرة  دون إشباع ؟؟

اعتقد انني أجبت  عن السوال السابق الذي يتعلق بحقيقة وصف ثورة سبتمبر بالحدث السياسي وليس التاريخي ولكن يظل السؤال  المهم يقول : ماهي الأسباب  التي أعاقت تحول الحدث الثوري في سبتمبر الى حدث تاريخي؟؟

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 3601 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 12 تشرين1/أكتوير 2016 19:45

من أحدث فهمي محمد عبدالرحمن