طباعة

خرابٌ يحدثُ دوماً

الأحد, 11 أيار 2014 19:11 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

 

ثمةَ شارعٌ..

لا يمرُّ به أحدْ..

كرسيُ الخيزران

يستقرُ على رصيفِه

كهواءٍ مَهجور..

فيما البابُ يتثاءبُ أزيزاً..

والصِبيةُ في الشارعِ الـمُجاور يصرخون بفرح!!

يَسحبون خلفَهُم الكراسي الدوّارة..

كان لعلّية البِنايةِ الراكدةِ في آخرهِ سقفاً من قصدير..

وكان الهواءُ بارعاً في نشرِ رائحةِ الصّدأ..

المواسيرُ الـمُتآكلةُ تسكُنُها الجرذان

ولم يهاجمُ القِّطُ الأسودُ - يوماً - الفأرةَ البيضاء..

...

كانتْ الوَحَشةُ دافئةٌ هنُاك..

خُصوصاً أن الصِّبية مايزالون يَصرخون بفرح..

و المصباحُ ما قبل الأخير..

يجهشُ بالبكاء..

...

تُجرِّبُ كيف تهذي ..

حتى تضيقُ بروحِكَ صُدورَ الأمكنة..

أن تتمنى لو أن قلبكَ - كمفتاحِ بابِكَ -

منسيٌ في جيبِكَ..

و خيالكَ الشارد يرتكن إلى عامودِ كهرباءٍ

آيلٍ للسّقوط ..!!

أن تكتشف أنك الشاسعُ الوحيد..

الذي يُقدِّرُ الكِلابَ العوراء

و القطط العرجاءُ الشرسه

و الطيور التي توشِكُ أن تُطلق روحها بالهواء..

الوحيد !!

الذي يقفُ احتراماً لـ" عُشّةٍ " تأوي الـمُتسول

 - من تُراقِصهُ فجراً من الشارعِ الآخر-..

 الذي تُلقِّم الوردةُ - التي تهُدِّدُ بالذبولِ-

الغفرانَ لاحمرارِها الـمُنحسِر..

و أنَّكَ مَن لا تنامُ ليلاً

 كيلا تتركَ النجومَ وحدها..

..........................

ثمةَ شارعٌ لا يمرُّ به أحدْ !!..

قراءة 2498 مرات
منى نجيب