طباعة

حزب سياسي لا أداة سلطوية مميز

  • الاشتراكي نت/ قسم التحرير السياسي

الأربعاء, 14 كانون1/ديسمبر 2016 17:37
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم يفهم الحزب الاشتراكي اليمني في يوم ما الحضور السياسي على أنه مرتبط بمعدل المناصب الحكومية التي يشغلها منتسبوه, مثلما لا يجب أن تكون الوظيفة العامة مكافأة للولاء السياسي أو عقاباً ضد المعارضة.

ولو كان الاشتراكي يستمد وجوده أو تأثيره السياسيين – كما قوى وأحزاب مختلفة- من شغله للحقائب الحكومية أو الوظيفة العامة لكان ذكرى من الماضي مثلما اشتهى خصومه حين طبقوا ضده سياسة اجتثاثية, لم تكتف بإقصاء كوادره من وظائفهم وحرمان القليلين الذين أبقت عليهم من حقوقهم المتصلة بالوظيفة فحسب, بل امتدت لتفرض عقاباً جماعياً بحق عشرات الآلاف من الموظفين المدنيين والعسكريين المنتمين للمحافظات الجنوبية بعد حرب 1994.

كذلك لو كان الاشتراكي من طلاب هذا النوع من المنافع لكان سبق الآخرين إلى المواقع والمواقف التي تضمن له ما هو أكثر منها, غير أنه يحترم دوره ومهامه في هذه المرحلة الحرجة بوصفه حزباً سياسياً يعرف ما يجب أن يكون عليه دور الحزب السياسي في الحياة السياسية ولن تحوله الظروف مهما تمادت صعوبتها إلى عنوان لمقتنصي الوظيفة العامة وجامعي المال السياسي.

لقد بذل الاشتراكي منذ سريان اتفاق المبادرة الخليجية كل ما في وسعه للدفاع عن شرعية التوافق السياسي واستكمال تسليم السلطة، بما يفضي إلى إنجاز مهام الفترة الانتقالية التي بدلا من نجاحها انتهت إلى أسوأ مآل كارثي بحق الشعب والوطن بفعل جملة من العوامل التي لا شك في أن القفز فوق مقتضيات التوافق السياسي والتهافت على تجميع المصالح الفئوية ساعدا في تمكينها من المرور إلى هدفها.

وسيظل الاشتراكي ملتزما لمهامه المرحلية التي يأتي في مقدمتها إحباط المشروع الانقلابي وتصفية آثاره المدمرة، وهو مدرك أن هذا لن يتحقق إلا باستجابة عالية لمتطلبات هذه المهمة الضخمة والتعامل بحساسية إزاء حاجات الشعب وقطع دابر الفساد السياسي والقطيعة مع شهية الاستفراد وسلوك اللامبالاة اللذين باتا السمة الغالبة على أداء السلطة الشرعية.

هذه الأيام، تعالت أصوات ناقدة للسلطة الشرعية فيما تقول إنه إقصاء للاشتراكي ومتعاطفة معه.

وإذ نسجل تقديرنا وشكرنا لأصحاب هذه الأصوات، نذكر بحقيقة أن حزبنا حاضر في المشهد السياسي بجدية قلما تتوافر لدى قوى كثيرة وذلك انطلاقاً من فهمنا للعمل السياسي وتمييزنا بين التأثير السياسي والتأثير بأدوات السلطة.

فمنذ أعمال مؤتمر الحوار الوطني وفي حين كانت أحزاب وقوى مختلفة تسهر على مراكمة مصالحها، كان الاشتراكي هو الحزب الوحيد الذي قدم رؤى متكاملة ومكتوبة في كل القضايا التي خاض فيها المؤتمر، كما كان الحزب السياسي الوحيد الذي طرح مبادرة لإنهاء الحرب والانقلاب، ودعا باقي القوى لمناقشتها وإثرائها.

ولا يكاد بيان من بيانات الاشتراكي الصادرة منذ دبر حلف الحرب والانقلاب انقلابه على الشرعية وشن حربه الإجرامية ضد الشعب يخلو من تقييماتنا للمسار الذي من شأنه إنهاء الحرب والانقلاب واستعادة الشرعية الدستورية والتوافقية.

كذلك لم يكن الحضور السياسي للحزب الاشتراكي اليمني مرهوناً في يوم ما برضا الأنظمة عنه، وليس شرطاً أن يكون ملحقاً بالسلطة كي يكون مؤثرا.

والاشتراكي يفرق بين الشرعية بمفهومها السياسي وما يترتب عليها وبين السلطة التي تشغل مقعد الشرعية ولذلك يظل جل همة، سلامة أداء السلطة الشرعية بما يكفل سرعة استعادة الشرعية وإنهاء الحرب ووضع حد لأوجاع شعبنا ومعاناته المأساوية، وبعدئذ ليس مهماً حال العلاقة بين الاشتراكي والسلطة إلا بما يضمن تحقيق الشراكة وفق ما تقتضيه شرعية التوافق السياسي.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 19242 مرات آخر تعديل على الخميس, 15 كانون1/ديسمبر 2016 18:25

من أحدث