طباعة

ضحايا التاريخ "تقرير"

  • الاشتراكي نت/ خاص/ تقرير: وسام محمد

الأربعاء, 14 كانون1/ديسمبر 2016 18:00
قيم الموضوع
(0 أصوات)

خلال الأسابيع الماضية كانت الأخبار تتحدث عن وصول تعزيزات كبيرة إلى تخوم مدينة تعز، حيث تجري المعارك الأعنف في هذه الحرب المستمرة منذ عامين.

ورغم أن "النكف" الذي استخدمته مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، نال سخرية واسعة، ولم يلقى استجابة من القبائل، التي تعبت من الحرب ومن مشاهدة أبنائها وهم يعودون قتلى. فإن مصادر محلية على الطريق الرابط بين محافظتي تعز وإب أكدت مرور تعزيزات كبيرة.

لكن هذه المصادر، أوضحت أن التعزيزات الأخيرة، لا تختلف عن التعزيزات السابقة، التي ظلت المليشيات تستقدمها إلى تعز، ثم ما تلبث أن تتبخر، ليتم استقدام تعزيزات جديدة.

وعن تقدير هذه المصادر عن السر الذي يجعل هذه التعزيزات بلا فائدة، قالت بأن كثيرين يجري استقدامهم بالإكراه وهم لا يرغبون في القتال، لذا في ظل معنوية هابطة كهذه، يصبح من السهل أن يسقطوا قتلى.

وفي 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أفادت الأخبار القادمة من إحدى جبهات القتال المشتعلة جنوب مدينة تعز، أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجاميع تابعة لمليشيات الحوثي والمخلوع صالح، خلفت عدد من القتلى والجرحى.

قالت المعلومات حينها، أن اشتباكات عنيفة، اندلعت بين مجاميع تابعة للمليشيات في قرية العقيبة ـ الشرف بمديرية الصلو، أثناء محاولة بعض القيادات الميدانية الفرار من أرض المعركة.

قتل شخصين من مسلحي المليشيات الانقلابية، وجرح آخرين، وقد تمكنت عدد من السيارات التي تحمل أسلحة خفيفة ومتوسطة من الفرار وعلى متنها عدد من مقاتلي المليشيات.

مصادر ميدانية، أفادت "الاشتراكي نت"، أن الخلافات في أوساط القيادات الميدانية التابعة للمليشيات احتدمت في جبهة الصلو، بعد مقتل وإصابة الكثير من القيادات والجنود، جراء المعارك التي يخوضها الجيش الوطني هناك.

وأرجعت هذه المصادر أسباب الخلاف، إلى وجود اتهامات متبادلة بالخيانة، لافتة إلى أن هذه الظاهرة تتجدد في كل مرة يحرز فيها الجيش الوطني تقدما.

ضحايا التاريخ

بالمقابل، لا يزال تحالف الحوثي وصالح، يجتهد لابتكار عناوين جديدة تسهل حشد أبناء القبائل، للزج بهم في معارك، في الغالب يذهبون إليها مكرهين، ثم لا يعودون إلى أسرهم، إلا كضحايا جدد.

قبل أن تستبيح جماعة الحوثي العاصمة صنعاء، قبل أكثر من عامين، كانت قد أعلنت التعبئة العامة في محافظة عمران، وفي أجزاء المناطق التي كانت قد سقطت في يدها.

لم يكن كافيا أن مقاتلي هذه الجماعة يتسلحون من معسكرات الدولة، التي فتحت أمامهم بتسهيل من المخلوع صالح، شريكهم في الثورة المضادة والانقلاب، كما لم يكفي هذا التحالف أن غالبية الجيش أصبح منحازا بكل تشكيلاته والياته العسكرية ويقاتل بدوافع عصبوية وطائفية، كان قد جرى إخراجها من أقبية التاريخ وإنعاشها.

 لقد جرى ويجري استنزاف المجتمع الواقع تحت سيطرة سلطة انقلاب، واستثمار الجهل والفقر، وكذا العناوين الطائفية والتقاليد القبلية لأجل مزيد من التحشيد.

 ما أطلق عليه بـ"النكف القبلي" الذي أعلن عنه قبل أسابيع في قبيلة حاشد، لأجل حشد مزيد من المقاتلين والذهاب بهم نحو جبهات القتال المشتعلة في تعز، لم يكن سوى طريقة أخرى ومزيد من الإمعان في استنزاف المجتمعات القبلية، وأيضا محاولة جديدة لموارة شبح الهزيمة.

قبل ذلك، كانت الآلة الإعلامية الضخمة للثورة المضادة، قد عملت بإمعان شديد، على بث الرعب بين سكان شمال الشمال، وتخويفهم من مخرجات الحوار الوطني، التي ستأتي على حساب مصالحهم، في حال تم السماح بتطبيقها.

ولمزيد من حمل المجتمعات القبلية على الوهم، كانت الثورة المضادة حريصة على تصوير أن السلطة هي حق خاصة بسكان مناطق شمال الشمال اليمني، وبمجرد تقدم جماعة الحوثي وإسقاطها للمدن والمعسكرات الواحد تلو الآخر، فإن السلطة أصبحت حقا إلهي يستوجب الجهاد.

ولتأجيج الحس الطائفي، جرى تخويف المجتمعات القبلية التي تتبع المذهب الزيدي، بالقاعدة والإرهاب الذي يستهدفهم، وظهر مصطلح الدواعش، الذي أصبح يطلق على كل من يعارض سلطة الانقلاب.

يقول ناشطون ينحدرون من مناطق شمال الشمال، أن "الذين يتم الزج بهم في المعارك من أبناء القبائل، فإن ذلك يتم بفعل استغلال تحالف المخلوع صالح والحوثي لأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية".

ويؤكد هؤلاء الناشطون الذين تواصل "الاشتراكي نت" معهم هاتفيا، أن أغلب من يذهبون للقتال في جبهات الحوثي وصالح، هم من الفقراء المعدمين الذين لم يحصلوا ولو على قدر بسيط من التعليم, فقد حجب النظام السياسي عن هؤلاء كل مظاهر الحياة المعاصرة ودمر مواردهم المعيشية وبالأخص الزراعة التي تشكل الرافد الأساسي في معيشتهم، وذلك عبر سياسة رفع الدعم عن المشتقات النفطية واستيراد الغذاء والقمح من السوق العالمي". بحسب ما أفادوا.

ويضيف الناشطون "هذه السياسات المتعمدة أنتجت وضعاً جعل من أبناء القبائل مجرد وقوداً لمعارك ظلت تنشب بين وقت وآخر، طوال عقود، على هيئة حروب صغيرة، قبل أن تأتي هذه الحرب التي يبدو أنها ستلتهم الأخضر واليابس".

تعرف المجتمعات القبلية في مناطق الشمال اليمني، بأنها تشكل معسكرات احتياطية للنظام الحاكم، يتم استنفارهم وقت الحاجة، ليصبحوا "ضحايا التاريخ" كما درج مثقفون يمنيون على وصفهم.

فرار المسلحين

في تعز تظل أغلب المعلومات تشير إلى أنه يجري الزج بالقادمين إلى المعارك دون وضع أي اعتبار لحياتهم. بطرق عشوائية وانتحارية.

وبحسب مصادر متعددة فإن كثير من القادمين، يفرون من أرض المعركة، عائدين إلى ديارهم. فهم يقومون ببيع أسلحتهم وأيضا الذخائر التي يحصلون عليها بأسعار زهيدة، مشيرة إلى أن هناك سوق سلاح في مفرق ماوية القريب من مدينة القاعدة، شهد منذ بداية الحرب انتعاشا ملحوظا.

وللتأكد من هذه المعلومة، قمنا بالاتصال بمصادر في مفرق ماوية، وسألنهم عن حقيقة أن كثير ممن تستقدمهم المليشيات يقومون ببيع أسلحتهم هناك.

هذه المصادر، قالت أن المعلومة كانت صحيحة إلى قبل أشهر. فمؤخرا انتبهت المليشيات إلى هذا الأمر، وأصبح هناك نقاط عسكرية تتبع ما كان يعرف بالحرس الجمهوري الموالي لصالح مهامها هو القبض على الفارين وإعادتهم إلى أرض المعركة بالقوة، كما أن سوق السلاح في مفرق ماوية أصبح خاضعا لرقابة شديدة وهناك توجيهات لأصحاب المحلات بعدم شراء أي سلاح يشتبه في أنه لشخص يتبعها أو لأحد الجنود.

يقول عبدالله، وهو شاب من مديرية ماوية الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية، أن أغلب المحلات التي تتاجر بالسلاح، أغلقت مؤخرا، خصوصا بعد أن فرضت عليهم المليشيات، دفع كمية من الذخيرة، كعقاب على تساهلهم مع من يبيعون لهم الأسلحة.

وأضاف عبدالله في حديثه لـ" الاشتراكي نت" "إذا اشتبهت المليشيات أن هناك محل أشترى سلاح من شخص يتبعها، فهي تذهب وتأخذ السلاح بالقوة دون أن تدفع ريالا واحدا".

حول إذا ما كانت هذه الإجراءات قد أوقفت عملية فرار المسلحين الذين تستقدمهم المليشيات ويضطرون لبيع أسلحتهم لكي يحصلوا على مصاريف العودة إلى ديارهم. أكد عبدالله، أن عملية شراء أسلحة الفارين متواصلة، لكنها لم تعد تجري داخل سوق السلاح المشهور والذي يتكون من عشرين محل على الأقل، ولكن من خلال سماسرة أصبحوا معروفين في أوساط المسلحين، ويجري التواصل معهم والالتقاء بهم في أماكن بعيدة عن السوق.

إلى جانب أن لتجار السلاح خبرتهم الطويلة وطرقهم الملتوية، فإن شراء الأسلحة من الفارين، تدر عليهم أرباح خيالية فهم يدفعون أسعار زهيدة مقابل الحصول عليها. طبقا لما أوردته كثير من المصادر.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 5506 مرات آخر تعديل على الجمعة, 16 كانون1/ديسمبر 2016 20:20

من أحدث