طباعة

من نحن؟

الجمعة, 06 كانون2/يناير 2017 18:52 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعد نحو عامين من الانقلاب والحرب، لا زلت أتساءل: هل نحن دواعش، أم مرتزقة، وهل ستنجح الثورة المضادة في جعلنا متمردين عما قريب؟ لابد من تعريف أنفسنا على نحو دقيق. لا يكفي القول أننا نحارب من أجل الشرعية وإسقاط الانقلاب. هذه مسائل سياسية يبذل العالم جهده لأجل تجاوزها.

وقبل تعريف أنفسنا علينا التوقف عند التهم التي تحاول الثورة المضادة إلصاقها بنا لتعرفنا من خلالها.

 من يختار أننا دواعش، سيقول بأن هناك من يقاتل الروافض. لكن الروافض وجدوا ووجد هذا الخطاب ولم يتقاتل اليمنيون إلا عندما أرادت لهم الثورة المضادة أن يتقاتلوا.

سيزيد ويقول أن من يقاتل هو يقاتل لأجل الثأر من بيت الجنيد وبيت الرميمة؟ لكن بيت الجنيد وبيت الرميمة والصراري وجدوا في صبر من قبل أن يوجد محمد عايش والحوثي. ثم أن الانقلاب ومصادرة الدولة هو من قد يجعل أبناء صبر يتقاتلون بينهم البين، لطالما وجدت استقطابات حادة من قبل كل طرف.

ومن أجل المواكبة، سيضيف في وقت آخر، أن من يقاتل هو يقاتل ابن علوان وعبدالهادي السودي وأثارنا الجميلة؟ لكن هذه الثقافة درسناها جميعا في مادة التربية الإسلامية التي يدرسها اليوم طلاب صعدة، درسنا أن الأولياء شرك بالله، وأن الأضرحة وزيارتها يوازي عبادة الأوثان. ومن طيبة اليمنيين وسعة أفقهم أنهم يتجاوزن تلك الثقافة إلا من يمعن في تكريسها، ونعرف أن دماج في صعدة لم يكن ليوجد لولا سلطة علي صالح، وأن جامعة الإيمان في صنعاء أفتتحها علي صالح. وأن الخمس الذي رفضه ويرفضه كل اليمنيين، ليس لأنهم يرفضون الحوثي والهاشمية ولكن لأنهم لم يكونوا ليعتقدوا أنه سيأتي في القرن الواحد والعشرين من يتجرأ ليطالب به، هذا الخمس وافق عليه الزنداني وحده عندما أصبح الحوثي سلطة. السلطة وحدها من قد تصنع من البعض قتلة، أبواق، مأجورين، أو رجال دين يقبلون بكل شيء، لطالما سيضمنون بقاء مصالحهم.

سيأتي آخر وسيقول إذن أنتم مرتزقة تقاتلون بأسلحة قدمتها لكم السعودية؟ لكننا لم نذهب للسعودية. هي من أتت إلينا. وعندما كان صالح والحوثي يشارفون على إتمام انقلابهم والسيطرة على البلاد، كان الغبن قد بلغ ذروته لدرجة لو أن الشيطان جاء ليقدم لنا المساعدة لما رفضنا.

سيقول: كان يمكنكم أن تقاتلوا بأسلحتكم وترفضوا السعودية؟ لكن ما هي الأسلحة التي تبقت لنا يا ترى. ألم يصبح الجيش كله في صف الثورة المضادة، ألم يشرعوا بقتلنا بأسلحة تم شراءها من أموالنا وعلى حساب جوعنا؟

سيزيد: على الأقل سترفضون تدخلها وقصفها لبلادكم؟ لكن ماذا تبقى لنا من سلطة ومن كرامة يمكننا إشهارها بوجه السعودية لرفض تدخلها، ألم يصادروا كل شيء؟

سيضيف أن من يقاتل هم فقراء أبو ألفين؟

لكن بربك يا هذا هل يوجد في هذا العالم شيء قد يجبرك على أن تضحي بنفسك مقابل ألفين ريال؟

أجيب بالنيابة عنه: نعم يوجد. أنه الفقر. الفقر هو من قد يجعل البعض يموت لأجل ألفين ريال، أو لأجل أن يساعده الحظ ويجد في طريقه شيء يمكنه نهبه، وليس لأن الناس أصبحت تكره حياتها إلى هذا الحد، أو أنها أصبحت شجاعة وبوسعها المغامرة من أجل الحصول على كلاشينكوف أو شاشة مسطحة.

إذن إليكم الحقيقة عارية: من يقاتل الحوثي وصالح هي الثورة. الثورة هي من أشعلت جحيم صالح، وهي من تواطأت ضد محسن والإصلاح وبيت الأحمر، هي من أرادت أن يكون للسلفيين في دماج وجود قانوني يستحق التضامن وليس مجرد ورقة طائفية توظفها السلطة في أقرب فرصة. والثورة هي من تصدت للحوثي عندما بدأت تتكشف نواياه، وهي من فتحت لخصومه الباب من جديد لتصفية حساب لم يصفى بطريقة شريفة، والثورة هي من يمكن الوثوق بقدرتها على غربلة كل ما يطفو على السطح، سواء جاء على شكل صالح أو على شكل إرهاب، أو حتى على شكل كاتب فهلوي يعتقد أنه يستطيع مغالطة شعب كامل. الثورة وحدها من تستطيع أن تعيد للفقراء حقهم، أولئك الذين يجري استغلالهم واستثمار جهلهم للقتال في صفوف الوهم الحوثي.

تستطيع الثورة فعل كل ذلك، لسبب بسيط بالطبع، لأنها ليست ملكا لأحد، لأنها سلطة الجموع المقهورة. وأقرب دليل، هو أن الحوثي رغم كذبه وطائفيته في لحظة ما كان يستطيع امتلاكها، صالح أيضا استطاع تشويه من خذلوها خلال فترة بسيطة بينما كان قد فشل طوال عقود. ثم أن الثورة هي من جعلت شاب فقير كصالح بغض النظر عن قدراته يصبح رئيسا، بينما كان هذا الموقع محجوز إلى وقت قريب لصراع وهم السلالة ومن يحرز الغلبة. وهي نفسها من أخرجت الحوثي من الكهف إن كان ثمة كهف.

أننا لم نعد نقاتل من أجل كرامتنا، ولا من أجل مدننا وبيوتنا وحسب، وليس حتى دفاعا عن النفس. نحن نقاتل من أجل أحلامنا ومستقبلنا، نقاتل الحوثي وصالح بصفتهم ثورة مضادة. ولأجل هذا استشهد الآلاف من الشباب وهم بعمر الورود، ولأجله أيضا نحن مجبرون على تقبل أية تكلفة مقابل انتصار الثورة.

ولم يعد أمامنا من خيار، سوى التمسك بالثورة. بالأصح بالمقاومة التي هي همزة وصل بين العثرات وبين النقاء الثوري.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

 

 

 

قراءة 2692 مرات آخر تعديل على الجمعة, 06 كانون2/يناير 2017 19:54

من أحدث وسام محمد