طباعة

تنويعات على 11 فبراير مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص / كتبه فتحي ابو النصر

الأربعاء, 15 شباط/فبراير 2017 20:35 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا تباعا الكتابات المتصلة بموضوع الثورة تحت عنوان "أسئلة الثورة وتفاصيلها".

...........

"1"

طائفيو مطلع والشمال يبتهجون بطائفيي منزل والجنوب ..

والعكس تماماً .

كل طائفي على شكله يقع.. بل ويتغذى كل طرف منهما من فضلات الآخر -إذا جاز التعبير

فقط شدوا السيفون على هؤلاء دائماً لأن غايتهم تجريف إحساس اليمنيين باليمن .

اليمنيون ببساطة متناهية اليوم وبلا رتوش طبعاً هم مجموعة فقراء ومتخلفين يتم استغلالهم وتعنيف بعضهم على بعض لمصلحة حفنة من أمراء الحروب وتجار الكراهيات وسفلة السلطة  .

بينما لم نحصد من النغمة التاريخية النشاز" براغلة وزيود ودحابيش وحراكيش"  إلا مانحن عليه الآن من انحطاط وتشرذم إضافة إلى الاستلاب الذاتي والابتعاد المعتوه عن المصلحة -والهوية-الوطنية الجامعة.

وبس..

"2"

في 11 فبراير كبر حزني وكبر حلمي ، لكنني انتشيت بهما كأي معتوه أصيل.. وبالرغم من كل الخيبات والخذلانات والمكائد، سنظل نردد ان 11 فبراير هو الأفق الذي في الأفق ، وان لا شيء سيكسر جذوة اليمنيين للتغيير ما دامهم يهتدون بنجمته الخالدة من أجل دولة الكرامة والخبز والحرية ، دولة المواطنة المتساوية والديمقراطية والعدل .

أما الآن فقد تشوه كل شيء في هذه البلاد .. البلاد التي لم تعد وطناً وقد تحولت الى زريبة لنعاج الانقلاب والطوائف وتجار الدين والإعلام والإرهاب والسياسة والشرعية وحقوق الإنسان. كل شيء تشوه بالطبع ماعدا روح 11 فبراير التي ضد تخلف وجبروت ومناطقية واحتكار واستغلال وفساد الفنادم والمشائخ والشيوخ والسادة والسلاطين ووكلاء الخارج .

روح 11 فبراير المدنية والسلمية الكامنة في مآقي الشهداء المضيئة فقط ، وعليكم أن تحدقوا ناحيتها -ببأس واعتزاز شديدين دائماً - لأنها دليلكم الوحيد إليكم في هذا الدرب الطويل والشاق والمنطفئ ، فمن دونها لن تروا بعضكم كما ينبغي، وكذلك لن تتعرفوا على امانيكم الوطنية الجامعة على الاطلاق.

"3"

الثورة السلمية، هي أن تحدق في عيني التمساح المتعجرف، الذي يحاصرك، ولا تفصلك عنه إلا سنتيمترات قليلة من الرعب، وليس أمامك إلا أن تتشبث بالحرية التي تحمحم داخلك، ووجهك ممتقعاً ومذهولاً، فيما ابتسامتك المرتجفة تتحداه وتسخر، إلى أن يصيب اليأس أحدكما... حتما سيخاتلك الوقت، وستنهكك الخرافات، وستشعر بأنك مهجور ومنسي، لكنك لن تتوه، ولن تحتار، كما أن كل العناصر والمعاني والأناشيد والغرائز، ستكون قد اتحدت في كينونتك حد الثمالة، وإلى الأبد.

والحاصل أن اليمن يشهد تصفية حسابات سياسية وطائفية ضد كل من عبر عن ثورة فبراير، بينما كانت المرحلة الانتقالية مليئة بالعديد من الأسباب التي لا تدعو للتفاؤل وإنما للقلق والإحباط.

يمكن الجزم أن الشارع اليمني الثائر على السلطة، كان في 11 فبراير 2011 قد تجاوز آفاق المعارضة التقليدية، كما كانت للثورة أبعاد وطنية عليا، وهي كانت ثورة عفوية ذات تمخضات وتراكمات موضوعية، إذ لم يقم النظام بإصلاحات وطنية حقيقية ترضي جميع اليمنيين على اختلاف مناطقهم وتياراتهم.

والشاهد أن قوائم قتلى وجرحى الثورة السلمية عبرت عن وحدة وطنية ملهمة، في حين يمكن الجزم بأن الشهور الأولى من 2011 كانت مرحلة مفصلية في حياة الشعب اليمني. كما أن كل أساليب التطويق سرعان ما تصدعت جراء مضي الشباب في كل ساحات التغيير بالجمهورية في إصرارهم على مواصلة سلمية مطالبهم، بعناد ثوري فريد.

فكانت عظمة القيمة السلمية أبرز التحولات على مستوى الوعي الجديد الذي يتشكل في بلاد مثخنة بالسلاح المنفلت، واستطاع الثوار الصمود ومواصلة تظاهراتهم السلمية، مما أحرج النظام أمام العالم الملتزم لمانحيه برعاية "الديموقراطية" وحقوق الإنسان، كما أمام العديد من مناصريه في الداخل، خصوصاً بعد العنف الواسع الذي شهدته عدن وتعز وأمانة العاصمة. هكذا شكلت البدايات الأولى للثورة زخمها المتميز، الذي مثل عودة للروح اليمنية.

غير أن استقلالية ثورة الشباب لم تدم طويلاً، فنصف النظام صار في الثورة، وانشق الجيش، وأطل شبح الحرب الأهلية، ودفع الثوار ضريبة صراع "الأوغاد الكبار".

بعد ثورة الشباب خذلتنا هيمنات ومفاسد الأحزاب والجماعات

وإذ التهمت القوى الجاهزة الإنجاز وانحازت إلى مصالحها، وفق تسويات وتفاهمات فيها من الخيانة الكثير، ثمة من كانوا يستمرئون في جعل الثورة، من داخل الثورة، تدمر نفسها بنفسها فقط، مصممين على هدم أواصر الروح الثورية بمختلف أنواع "استراتيجية الهدم من الداخل".

وبالرغم من كل هذا، ظل قطاع واسع من الشعب مؤمناً في أن 11فبراير هو السبيل الوحيد الذي بإمكانه أن يهيئ أهم الأسباب الموضوعية لانتقال اليمنيين إلى نظام الدولة والمؤسسة، إلا أن الخذلان استمر يتهاطل على رؤوس اليمنيين خلال المرحلة الانتقالية، وكشفت الكثير من التباسات وخدائع قوى انتقامية، كانت متربصة لإفشال العملية السياسية والتزاماتها، ومن ثم الانقضاض على الحكم بأعنف الطرق الهمجية، الجهوية والطائفية والمناطقية.

"4"

إن فعل 11 فبراير السلمي الثوري الشعبي، هو الأكثر حداثة ومدنية في التاريخ اليمني المعاصر، لكن القوى السياسية الانتهازية لم تتركه نقياً، بل وسرعان ما تشظت الدولة أكثر، وأصبح اليمن على وشك التفكك، كما فجرت توسعات الحوثيين المسلحة غضباً عارماً على المستوى الشعبي، وصُدم اليمنيون بتسهيل سيطرتهم على أهم معسكرات الجيش.

وأكرر فأقول بأنه بعد ثورة الشباب خذلتنا هيمنات ومفاسد الأحزاب والجماعات، المغلفة بالنعرات المناطقية والطائفية، وهي تتهافت من أجل حصصها في السلطة والثروة، وحتى الجغرافيا، ليدخل من يدخل مؤتمر موفمبيك بذات الوعي التقاسمي البشع في التعامل مع فكرة الوطن ومؤسسات الدولة ومفاهيم المواطنة. وعليه، فإن من يتصور أنه بعد كل هذه الحرب سيكرر خطأه التاريخي بالفهلوة أو بالقوة، فهو واهم وأبله، حتى لو أراد الخارج ذلك، وحتى لو استمرت كل مراكز قوى ما قبل الدولة -بمختلف توجهاتها وبالرغم من كل خلافاتها- تتطابق في مواصلة نعراتها التحاصصية البدائية المشوهة نفسها، مبررة لممارساتها أيضاً، وهي تتكالب كالضباع على فكرة الدولة وعلى القانون وعلى الفرد، بينما جوهر القانون العادل أنه لكل المواطنين كمواطنين بلا تمييز، فلم يختص بإصطفاء وتقديس الشلل التي تريد احتكار إرادة الشعب لصالحها، والمعنى أن على هذه الشلل المأزومة الإستعداد الذهني والنفسي من الآن لمغادرة وعي المنتصر الذي يؤمن بقدرته على فرض إرادته على المهزوم القابل بما سيتم فرضه عليه، وبالضرورة مغادرة وعي تحاصصات اللامنتصر واللامهزوم معاً، وذلك ببساطة متناهية لأن المستقبل السوي الذي ضحى من أجله الشعب هو الذي لا تسلط فيه لشلل الأحزاب والجماعات، ما بالكم بالاستئثارات المناطقية والطائفية التي تريد أن تكون باسم الشعب أيضاً. وياللانفصامات المروعة يا ساسة الغفلة!

وعليكم أن لا تستحثوا الخطى في السير بهذا الإتجاه الخاسر، وعليكم أن تفرقوا بين شللكم وبين الشعب، وعليكم أن تفيقوا... أن تصدقوا مع أنفسكم ومع الشعب أيضاً من خلال تصحيح المسارات المنحرفة التي لا ينبغي أن تستهويكم مستقبلاً، ما لم فإنكم ستسقطون مجدداً في أعين الشعب والتاريخ.

ومن هنا تحديداً نؤكد على أن حرف مسار الثورة السلمية بالعنف، وإقرار حكومة الحصانة والتحاصص، تربص الجميع بالجميع داخل النظام سلطة ومعارضة آنذاك، فضلاً عن الاستخفاف بتضحيات الشعب، وتعليق الدستور، عقد مؤتمر التفكيك، إنتقامية صالح، تواطؤ هادي، سلبية الأحزاب، ثأرية الجنوب، إستغلال الحوثي، تأكيد لا وطنية حالة الجيش المنقسم بين أفراد، إفشال المشروع الوطني الديمقراطي، تفاقم صدمة الإنقلاب وكارثيته المنعكسة على الدولة والمجتمع، إمتداد الحرب الداخلية التي قوضت كل ما تراكم من إيجابيات، كيد إيران، كيد التدخل السعودي، إفساد المقاومة وإفراغها من المضمون الوطني، توظيف الإرهاب والتطييف المناطقي والمذهبي القذر في الصراع، إندلاع جرائم وأخطاء "التحالف" بكل جنون، تنامي غيبوبة الشرعية واستمرارها بلا أفق، أثر تجاذبات مصالح الدول المهيمنة التي تحدق في الصراع وتبتسم لاستلابات الجميع كما لإصرارهم الشديد على التيه فقط: كلها كلها محطات تطور الوباء البشع والسافل الذي ابتليت به اليمن وشارك فيه الجميع دون استثناء، منذ قال الشعب إنه يريد إسقاط النظام، وإنه يريد بناء دولة مدنية حديثة... وحتى اللحظة.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 

قراءة 3128 مرات آخر تعديل على الخميس, 16 شباط/فبراير 2017 18:48

من أحدث فتحي ابو النصر