طباعة

نختلف مع الشرعية ونفترق مع الانقلاب لماذا ؟!

الجمعة, 17 شباط/فبراير 2017 20:09 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

التحفظات العديدة  على اداء السلطة الشرعية ، وعدم القبول  بكثير من قراراتها السياسية ،خصوصا تلك التي تعيد انتاج رموز النظام السابق وفلسفته في توريث المجال العام والسلطة للأقارب وابناء المسئولين ، لا تنقص من حقيقة  كونها (حتى الان)  الخيار السياسي المتاح ، الذي يمكن التعويل عليه في اعادة الاعتبار لفكرة الدولة  ،ومنع  انزلاق البلاد الى التشظي والتذرر. وان قبولها  بالنقد واصلاح اختلالاتها ،سيعزز من بقائها  مظلة لكل القوى والمكونات الرافضة للانقلاب، الساعية لاستعادة الدولة، ويحول دون تحولها الى مربعات تتجاذها اهواء ومصالح، قوى النفوذ التاريخية ،التي وجدت في الحروب والانقسام ملاذا  آمنا لإعادة انتاج مشروعها المستدام في التسلط .

ونجمل نقاط الاختلاف مع الشرعية في:

  تحول الكثير من رموزها الى مشغل حيوي  داخل بنية طبقة الحرب، التي تقتات وتتقوى من استمرارها بدلا عن انهائها (بالحسم او التسوية). فتجارة السلاح ومواد الاغاثة  واستغلال الوظيفة العامة، غدت سمة  تتلازم مع الكثير منهم. ونختلف معها في اعادتها انتاج سلطة المحاسيب بفسادها التاريخي، التي تستأثر بالوظيفة العامة وامتلاك المجال الحيوي وفضاءاته المدرة للقوة والربح. نختلف  معها في طريقة الاشتغال بذات فلسفة النظام السابق، في بناء التحالفات  السياسية مع البنى القبلية والاحزاب التقليدية (الدينية) ،التي اثبتت الوقائع والايام انها اول من يقوض الدولة، لتمكين رجالاتها من خلق متوازيات حكم خارج بنى الدولة.

 نختلف معها في بطئها في اتخاد القرارات، او المزاجية في اتخاذها، التي اعادت تدوير رموز الفساد، والشخصيات الاشكالية، التي هي جزء فاعل في مشكلات البلاد، ووضعهم في الدوائر الاضيق لصناعة القرار. نختلف معها في تركها المساحات الخاصة ،التي تملكتها بتضحيات المقاومين الحقيقيين، لجماعات  العنف  وبلاطجة الميليشيات، التي صارت تؤسس لإماراتها في المدن والاحياء المحررة. نختلف معها في اعتمادها على جيش جرار من المنتفعين الاعلاميين، المرفهين في العواصم،  والذين تستخدمهم ككرابيج ضد الاصوات الناقدة لأدائها، وفي تحويلهم الى ابواق تبرير للتجاوزات الانسانية (في قتل الابرياء وتدمير البنية التحتية) التي يرتكبها طيران التحالف ضد الاهداف المدنية. واخيرا نختلف معها في عدم تمكنها من انتاج شخصيتها المستقلة والفاعلة ،خارج بنية التحالف وحساباته في ادارة الحرب وبناء التحالفات في الداخل.

 وبمقابل كل ذلك (نفترق) مع الانقلاب  لكونه انقلاباً كامل الاركان ،اجهز على حلم اليمنيين في بناء الدولة  والتعايش دون وصايا او استبداد، وبكونه بندقا حول مدن وقرى اليمن الى ساحات حرب ودم وفوضى. نفترق معه  لأنه  اراد منذ الوهلة ان يكون تحالف حرب ضد اليمنيين، ولم  يحمل في الاصل مشروع انقاذي كما حاول ان يقول خطابه المبكر، وهو يبرر  لتجيشه وتمدده ، وبدلا عن ذلك حمل ادوات قاهرة لكسر ارادة اليمنيين ،في  تأسيس مشروع  التعايش خارج وصايا المركز العصبوي المقدس، وادواته التاريخية في الحكم. فكان انقلابه اولا على مخرجات الحوار الوطني. التي مثلت بصيص الامل في الفكاك من  فائض القوة وتراكمها التاريخي في المركز.  وثانيا في ابتلاع الدولة وتوظيف مؤسساتها  بكل امكانياتها المادية والبشرية لخدمة المشروع العصبوي الاضيق.

ولهذا نقول ان مشروع استعادة الدولة ،هو حلم جميع الفرقاء وحلم ضحايا الصراعات في كل الجغرافيا، لأنه يمثل الضمانة الحقيقية لإنهاء (الاحتراب) وانتاج قوانين العدالة الانتقالية الممهدة للمصالحة المستدامة ،و التي يمكن ان يسهم بها  ايضا تحالف (الحرب الداخلي ) بقبوله ان يكون مكونا سياسيا (طبيعيا)  يتخلى عن منزعه العنفي ، ووهمه في حكم بلاد متعددة ومتنوعة، بقوة السلاح والتجييش العصبوي ، لان هذا التحالف في نهاية الامر ،تعبير واضح عن مصالح جزء من البنية المجتمعية التي لا يمكن عزلها او اجتثاثها.

 قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

قراءة 2110 مرات

من أحدث محمد عبد الوهاب الشيباني