طباعة

المخا.. آلاف النازحين معرضين للخطر مميز

  • الاشتراكي نت/ منذر الزكري

الأربعاء, 22 شباط/فبراير 2017 20:08
قيم الموضوع
(0 أصوات)

موجة نزوح كارثية يتلقاها الآلاف من المواطنين الذين يفتقدون أبسط مقومات الحياة ، تاركين ورائهم منازلهم وممتلكاتهم، هرباً من ويلات الحرب التي تشهدها مديرية المخا  الساحلية ,غربي مدينة تعز.

في السابع من كانون الثاني / يناير الماضي، انطلقت عملية التحرير "الرمح الذهبي" بقيادة القوات الحكومية مسنودة بمقاتلات التحالف العربي نحو مضيق باب المندب الاستراتيجي لتحرير المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر والذي يمتد طوله نحو 450كم من المخا باتجاه الحديدة وصولا إلى ميدي القريبة من حدود السعودية.

23كانون الثاني / يناير تمكنت القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي وبحري من التحالف العربي، استعادة ميناء المخا، بعد أسابيع من استعادتها منطقة ذو باب، واتجهت إلى وسط المدينة لتحريرها من سيطرة مليشيات صالح والحوثي.

وتخوض القوات الحكومية معارك ضارية، حتى اللحظة، في الشريط الساحلي للمخا، وسط تقدم ميداني كبير لتحرير الأجزاء المتبقية التي لا تزال تحت سيطرة المليشيات في الجهتين الشمالية والشرقية للمديرية، وتقترب من مشارف مديرية الخوخة التابعة للحديدة، لمواصلة عملية تحرير الساحل الغربي كاملاً.

وادت المواجهات إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كبير, ضحيتها مئات الأسر التي باتت حالتها مزرية وتواجه مصاعب ومخاوف مقلقة، بعد نزوح غير مسبق من مناطقها صوب مديريات الحديدة الساحلية.

ويقول الدكتور نيفيو زاغاريا، القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: " إن مئات العوائل وجدوا أنفسهم فجأة بلا مأوى، والعديد منهم بحاجة ماسة لخدمات الرعاية الصحية العاجلة.

وتابع، في الوقت الذي يستمر فيه تدفق النازحين، فإن الفرق الطبية المدعومة من منظمة الصحة العالمية في حالة تأهب قصوى لتلبية احتياجات النازحين الصحية، بما فيهم الأطفال والنساء وكبار السن الذين يعتبرون أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالأمراض".

مدينة الحديدة الساحلية القابعة تحت سيطرت المليشيات، تواجه تحديات كبيرة في إعلانها منطقة عسكرية، واستقبال آلاف النازحين القادمين من المخا، ناهيك عن المتوافدين نحوها والعالقين وسط المواجهات.

وتكثف قوات التحالف العربي غاراتها الجوية مستهدفة المناطق الساحلية التي تسيطر عليها مليشيات صالح والحوثي المطلة على البحر الأحمر بمدينة الحديدة، بعد اعلانها منطقة عسكرية، في الأيام الماضية من الشهر الجاري.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 8000  نازح اضطروا للفرار من الصراع العنيف في مدينة المخا، والذين استقبلتهم عديد مديريات بمحافظة الحديدة.                                    

 

وقالت المنظمة في بيان لها، أن الآلاف من المواطنين لا يزالون عالقين وسط الاشتباكات في مدينة المخا، متوقعة أن يستمر تدفق النازحين من المدينة خلال الأيام القادمة بحثا عن مناطق آمنة.

 وتشهد محافظة الحديدة مجاعة مخيفة وأمراض معدية ومتنقلة، ونقص كبير في التغذية والأدوية وافتقار للمراكز الصحية الملائمة والأطباء، هنا يصعب عليها توفير جميع الاحتياجات التي تساعد الأسر النازحة في سبل العيش. 

ويمثل النازحون الجدد عبئاً إضافياً على المرافق الصحية المتدهورة أساساً والمجتمعات المضيفة التي تعاني من الفقر المدقع وانعدام الفرص المعيشية الملائمة.

 ويعيش العديد من النازحين في مساكن مزدحمة، وآخرون في مبانٍ خالية أو في العراء.

وأرسلت فرقاً طبية متنقلة لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية وعلاج الإصابات في المديريات المستضيفة للنازحين بالحديدة، إضافة إلى تزويد المرافق الصحية العاملة بالأدوية والمستلزمات الطبية لتغطية احتياجات الرعاية الصحية الأولية لحوالي 20,000 شخص لمدة ثلاثة أشهر.

المبادرة الطيبة قامت بها منظمة الصحة العالمية في استجابتها لاحتياجات النازحين من المخا، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، لكن ذلك الدعم محدود وغير كافِ لتغطية الفجوة الصحية في المناطق القاطن فيها النازحون.

وأكدت المنظمة  إن تدفق النازحين الجدد، قد يسهم في مفاقمة هذه المشكلة الصحية خصوصاً في ظل محدودية توفر المياه الآمنة وخدمات الإصحاح البيئي، والخدمات الصحية في مناطق النزوح، فيما سُجلت حالات مؤكدة ومشتبهة للكوليرا في محافظة الحديدة الأشهر الماضية.

وتزايدت مخاوف المنظمة من انتشار الأمراض المعدية كالملاريا وحمى الضنك وسط النازحين المعرضين لأمراض عديدة، خصوصاً مع انتشار البعوض في المناطق التي يقطنها النازحون في الحديدة.

وحذر المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ في بيان له، الخميس المنصرم من زيادة تفاقم الوضع الإنساني، الذي وصفه "بالكارثي" جراء المواجهات التي تدور على ساحل البحر الأحمر غربي البلاد.

وقال إن "الآلاف من المدنيين محاصرين في منطقة الحرب، بدون الحصول على المساعدات الإنسانية وغير قادرين على الفرار إلى بر الأمان".

رقم مخيف يحققه النزاع الساحلي في غضون شهر، بتهجير آلاف المواطنين من مساكنهم الغير صالحة للعيش والمعرضة للخطر، متجهين إلى مناطق أكثر أمناً، حيث يجدون السلامة والاستقرار، وبقائهم على قيد الحياة.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 

قراءة 10804 مرات آخر تعديل على الخميس, 23 شباط/فبراير 2017 19:58

من أحدث