طباعة

رثاء في فقيد الوطن "محمد طربوش سلام"

السبت, 18 آذار/مارس 2017 18:46 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

رغم إن الموت أصبح يلاحق الناس هذه الأيام في كل مكان من الجو والبر والبحر, لم تسلم منه الناس حتى وهم في منازلهم الآمنة في الأرياف و المدن والشوارع وحيثما حلوا.

وبكل الوسائل التي أضيف لها مؤخراً الموت جوعاً بسبب عدم صرف رواتبهم التي يعتمدون عليها في معيشتهم  .

إلا أني حقيقة قد تفاجأت بالموت المفاجئ للأخ المناضل محمد طربوش سلام الذي فاجأته المنية في يوم الأربعاء الماضي 8 مارس 2017.

لقد كنت في تواصل مستمر مع الفقيد محمد عبر الهاتف والواتس آب لإستشراف آرائه  حول الأوضاع السيئة الجارية في اليمن شمالاً وجنوباً حيث كان يعيش هناك في بيته المتواضع في حي المعلا ، يراقب الأوضاع عن قرب بعينه البصيرة وتجربته الطويلة في النضال وفي العمل الوطني.

ولذلك ، فلم يكن ليبدي رأياً منذ بداية الحرب مغايراً كثيراً لما آلت وتؤول إليها الأوضاع السيئة الجارية اليوم في البلد.

الكلام عن المناضل الجسور محمد طربوش ، لا يمكن أن يفيه حقه في هذه العجالة ، ولا أدري عما إذا كان قد ترك شيئاً مكتوباً عن ذكرياته وتجربته الطويلة والغنية في العمل الوطني ، فهذا الأمر متروكاً لنجله الولد غمدان للإجابة على هذا السؤال.

لكنه سواءً ترك شيئا  مكتوباً عن حياته النضالية ، أو لم يترك ، فإنه قد ترك ذكريات لا تنسى في ذاكرة الوطن ، ولدى رفاقه وزملاءه في العمل الوطني الذين عايشوه وشاركوه في هذا العمل في المراحل المختلفة منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 عندما إلتحق في الجيش الوطني الذي أنشئ بعد قيام الثورة.

 لا لينال الرتب والمناصب التي سعى إليها الكثيرون ، ومنهم البعض ممن كانوا معه في تلك المرحلة ، ولكنه كان للدفاع عن ثورة سبتمبر ومبادئها التي ظل وفياً و مخلصاً لها طوال حياته. والتي تعرض بسببها إلى الكثير من الأذى والملاحقة والتشرد ، حيث زج به في السجون أكثر من مرة.

 وقد كان آخرها هو هروبه إلى عدن في عام 1978 عندما تلقى بلاغاً بأنه مطلوب للإعتقال الذي طال الكثير من زملاءه ورفاقه ، ومنهم المناضلين سلطان أمين القرشي وعلي خان وعبدالوهاب حزام وعبدالعزيز عون وآخرين كثر من مختلف التوجهات السياسية الذين لا يزالون مخفيين قسراً حتى هذه الساعة.

أما هو ، فلولا أنه تمكن من الهرب في الوقت المناسب ، لكان الآن في عداد المفقودين ، إلا إنه مع ذلك لم يسلم من الملاحقة.

 حيث تم نهب بيته المتواضع في تعز ومصادرتها ، كما إنه  تم الحكم عليه غيابياً بالإعدام  آنذاك من قبل محمد خميس وجهازه  القمعي.

 ولذلك, لم يكن ليتمكن من زيارة مسقط رأسه في شمال الوطن طوال تلك الفترة إلا خلسة ،  حتى قامت الوحدة في عام 1990 حيث كان من ضمن من أتوا إلى صنعاء مع بقية  المناضلين الذين كانوا مطاردين من قبل النظام آنذاك  وذلك بموجب اتفاقية الوحدة عام 1990.

 ولم يكن متهافتاً على المناصب ، كما فعل البعض ، ولكنه كان خير مثال لسلوك المناضل الذي لا يغريه مال ولا منصب عن المبادئ التي آمن وضحى من أجلها ، حتى عاد للتشرد من جديد بعد حرب 1994 المشؤومة التي شنت على الجنوب ظلماً وعدواناً ، حيث ظل هناك إلى أن وافته المنية في 8 مارس 2017.

تغمد الله الفقيد واسع رحمته.

والعزاء كل العزاء لزوجته وأولاده ولجميع  أهله وذويه ومحبيه.

 كما   إننا نعزي أنفسنا وجميع رفاقه وزملاءه الذين شاركوه النضال طوال تلك المراحل العصيبة التي مر بها الوطن ، والتي لم يثبت فيها على مبادئه إلا ممن كان من أمثال الفقيد رحمة الله تغشاه.

 ألهم الله الجميع الصبر والسلوان وإنا  لله وإنا إليه راجعون.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

قراءة 1772 مرات