طباعة

الى ابناء ردفان والضالع واب وتعز

السبت, 18 آذار/مارس 2017 19:27 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وصل ابناء ردفان و تعز والضالع وإب الى مراكز قيادة الحكم  في اليمن وكان لهم وما يزال التواجد البارز في اغلب مؤسسات الدولة وانتشروا على اغلب محافظات اليمن جنوبه وشماله ونالت مناطقهم مواقعا هامة متقدمة على غيرها من مناطق وشعاب اليمن وحظي ابنائها بقبول شعبي واسع على مستوى الوطن على امتداد تاريخنا المعاصر كحالة من العرفان والإقرار بدورهم الوطني الخالد على امتداد تراب اليمن.

 وهو الدور الذي خرج نابعا من أوساطهم عامرا بالقيم والمبادئ الوطنية وبهوية جامعة انصبت بمشروع اليمن الكبير متجاوزين حدود الانتماءات الجغرافية  والهويات الضيقة وجعلوا من مَناطقِهم اضافة لمدينة عدن مراكز هامة لإنتاج وتصدير الخطاب الوطني المشبع بالوعي المدني بأفاقه الحديثة وبأبعاده الديمقراطية والتحررية وتكوين طلائعه واحتضان وادارة قواه الحية وحشد واستقطاب المزيد من الوطنيين في صفوفها ولطالما كانت هذه المناطق مسرحا للعمل الوطني بأشكاله وصوره المختلفة ومثلت نقاط انطلاق رئيسية للامتداد الى باقي ارجاء الوطن وقدمت في سبيله تضحيات كبيرة.

ما دفعني لهذا النوع من الحديث هو توجيه دعوة جديدة لاستشعار المسؤولية ازاء تعاظم  الاخطار الجارفة التي تتقاذفنا من كل حدب وصوب وتفادي اضرار ذلك على مستقبل اليمن وسلامة كل جزء فيه و لفت انتباه ابناء هذه المناطق بشكل خاص لاحتمالية فقدانهم لمكانتهم والقيمة الوطنية التي جسدتها باعتبارها بؤرة العمل الوطني ومرتكزه.

فواقع الحال يشير الى اتساع حدة النزعات الضيقة والممارسات اللامسؤولة التي اندرج اليها الكثير من ابناء اليمن خاصة منهم الأجيال  الجديدة من ابناء هذه المناطق سواء منها ما كان نابع بطابع عفوي وبصفة شخصية  او ما يأتي في سياق المطالبات التي تروج  لها بعض القوى والمكونات الاجتماعية لتتوازى في اثارها السلبية مع حالة الشلل الذي تعيشه الاحزاب السياسية وصمت وسبات الشخصيات والرموز الوطنية التي عاشت المتناقضات في ظل الانقسامات الجهوية وهيمنة الإمامة والاستعمار والاستبداد والتسلط وذاقت مرارات الاحداث في عهدها وبالذات منها كوكبة المناضلين الذين شاركوا بقوة في صنع التحولات الوطنية بإشعال الثورات التحررية وافنت عمرها من اجل الانتصار لأهدافها.

الامر الذي جعلنا نعيش وضعا تزداد فيه النوائب المحدقة بسلامة الكيان الوطني والهوية الجامعة والتماسك الاجتماعي ولنا ان نعي حجم الاخطار المتداخلة التي  تتوالى علينا تباعا جراء الاحداث التي تعيشها اليمن اليوم والتي تفرض كل يوم المزيد والمزيد من التداعيات الكبيرة على الوضع العام للبلاد ووضعتنا جميعا في منزلقات الوقوع في اقتراف اخطاء وتجاوزات يعد الأبشع فيها مستوى الفجور بالخصومة وعودة  البعض الكثير للنبش في الماضي واستدعاء الهويات الضيقة على حساب الهوية الوطنية الجامعة واستجلاب مظاهر الانقسامات الطائفية والجهوية والعرقية والذوبان في معمعة صراع المصالح الدولية والإقليمية على حساب مصلحتنا الوطنية.

وهو ما يجب على الجميع الوقوف في مواجهته ورفض تشكل اي اطر او قوى قد تجر البلاد للتحول من نمط الصراع السياسي على السلطة الى انماط اخرى من الصراعات  ذات الطابع الطائفي والجهوي ورغم ان مسؤولية التصدي لذلك تقع على عاتق الجميع في عموم البلاد الا ان المسؤولية  الاكبر تبقى لازما على ابناء هذه المناطق  بمختلف توجهاتهم وكمتطلب وطني عاجل كونهم الاوسع حضورا داخل مختلف التكوينات السياسية والاجتماعية والأكثر امتدادا على المستوى الوطني اضافة الى انهم سيكونون الأكثر تضررا من حالة الانغلاق والانحسار في الوعي الوطني الذي سينال بالتأكيد من سعة دورهم  وسيؤول بهم لفقدان لتلك المكانة المرموقة التي تمتعوا بها ناهيك عن ان مقومات محافظاتهم لن تفي باستيعابهم وسد احتياجاتهم في حالة انتصار المشاريع الصغيرة بمظاهرها الجهوية والرجعية  المتخلفة  لا سمح الله.

 الامر الذي يتطلب منهم العمل على تدارك ذلك والتحول نحو استعادة موقعهم الريادي على الصعيد الوطني وتفعيل دورهم داخل الكيانات السياسية الوطنية وتعزيزها في هذه المرحّلة على طريق مواجهة حالة الاضمحلال والتردي السائدة في مسار الاحداث التي عمت ربوع الوطن وتجاوزت حدوده وقوضت سيادته.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

قراءة 1875 مرات

من أحدث اسعد عمر