طباعة

محمد دائل رجل التعاون الذي وقع بيد الجلادين "4"

الخميس, 23 آذار/مارس 2017 21:15 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كان قد بدأ بالتجاوب مع المحقق مبتدئاً بالحديث عن بياناته الشخصية وعندما سمعته يلفظ اسمه التفت نحوه فالاسم ليس غريباً عني فقد سمعته قبل ذلك، وإن كنت لا أعرف صاحبه تماماً - فقد كان من الرفاق الذين ينشطون في القطاع السري - ولكنه بعد نظرتي إليه بقصد التعرف على شخصيته صمت عن الكلام ورفض الإجابة عن الأسئلة التي لا تتعلق ببيانته الشخصية، فهاج الجلاد وزمجر وفرَّغ كل غضبه واحقاده نحوي معتقداً إنني حذرته ومنعته عن الإدلاء بمعلومات عن نشاطه الحزبي، وقام الجلاد واعوانه بتكبيلنا الأثنين كل على حدة والتعليق ما بين المكاتب باستخدام الطريقة المعروفة ب "فروج كنتاكي" وممارسة وجبة تعذيب قاسية بدأت بعد صلاة العشاء ولم تتوقف إلا عند آذان الفجر، واستمرت هذه الوجبة الليلية مع الرفيق، محمد دائل لمدة شهر كامل وهو يرفض الاعتراف بأي معلومات عن نشاطه الحزبي ، قبل أن يتمكن زملائه في هيئة التعاون الأهلي، بمديرية التعزية من متابعة قضيته وإطلاق سراحه، وانقاذه من أيدي الجلادين، فقد كان شخصية اجتماعية معروفة وعضو قيادي نشط في هيئة التعاون الأهلي بمديريته ، وكان مندهشاً جداً لما يحصل من تعذيب للسجناء...

وكلما التقيه الآن يتذكر بألم شديد معاناة تلك الليالي القاسية، ويثني على دور الرجل المسن المرحوم الشيخ حسن محسن، شيخ عزلة بني سبأ بشرعب السلام، الذي كان يستقبله كل ليلة عند عودته من غرفة التعذيب ويقوم بتدليك جسمه كاملاً بمادة الفكس التي كنا نستخدمها كمادة علاجية لإعادة تنشيط الجسم وتمرير الدماء إلى المناطق التي انقطعت عنها خلال فترات التعذيب اللإنساني، الذي كان يتعرض له معظم السجناء.

* من مذكرات معتقل سياسي في سجون الأمن الوطني بتعز.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1557 مرات

من أحدث سعيد المخلافي