طباعة

حصيلة "الحرب المنسية" في اليمن

  • الاشتراكي نت/ مونت كارلو

السبت, 25 آذار/مارس 2017 17:32
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تدخل "الحرب المنسية" في اليمن غدا الأحد عامها الثالث، دون أن تلوح في الأفق اي بوادر للسلام على المدى القريب، وسط تحذيرات أممية جادة من انزلاق البلد العربي المضطرب منذ ست سنوات نحو "مجاعة" وشيكة خلال الأشهر المقبلة.

ومنذ اندلاع الفصل الجديد من النزاع الدامي في 26 مارس/ آذار 2015، تعثرت أربع جولات من مفاوضات السلام في احراز اي اختراق توافقي لوضع حد للحرب التي خلفت نحو 10 آلاف قتيل بينهم 4600 مدني، و42500 جريح، إضافة الى حوالى 3 ملايين نازح أجبروا على الفرار من ديارهم بعيدا عن مناطق المواجهات، حسب آخر التقديرات من مصادر أممية متعددة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الصراع الدامي، إن الحرب اليمنية تقتل شهريا ما لايقل عن 100 مدني، معظمهم بالضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية.

لكن هذه الأرقام تظل متواضعة مقارنة بإحصائيات فرانس24 ومونت كارلو الدولية، وتقارير الأطراف المتصارعة التي تشير الى حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى قد تتجاوز الخمسين ألف قتيل غالبيتهم من المقاتلين الحوثيين.

واليوم السبت، أعلنت وزارة الصحة الخاضعة لسلطة الحوثيين في صنعاء، تسجيل 9143 قتيلا من المدنيين منذ بدء التدخل العسكري الخليجي، ثلثهم تقريبا من النساء والأطفال، فضلا عن 19500 جريح و1870 معاقا.

في المقابل تحدثت آخر التقارير الرسمية الصادرة عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، عن مقتل 11 ألف شخص واصابة 27 ألف اخرين بينهم نساء وأطفال، على يد جماعة الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح منذ مطلع العام 2015.

ووفقا للأمم المتحدة، تسببت الحرب المتصاعدة في البلاد بواحدة من "أكبر الأزمات الانسانية" في العالم، مع ارتفاع اعداد السكان الذين يعانون من "ضائقة غذائية"، الى نحو 19 مليونا، بينهم حوالى 7 ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومطلع الشهر الماضي، أطلقت الامم المتحدة نداء عاجلا للمجتمع الدولي من اجل توفير 2.1 مليار دولار لتقديم المساعدة المنقذة لحياة نحو 12 مليون يمني يواجهون شبح المجاعة في 2017، لكن قدرة المنظمة الدولية على تأمين هذه المبالغ الطائلة يظل محدودا قياسا باستجابة المانحين لخطة تمويل الاحتياجات الإنسانية في اليمن العام الماضي، حيث لم تحصل الأمم المتحدة سوى على 60 بالمائة فقط من إجمالي المبلغ المطلوب المقدر بنحو 1.63 مليار دولار، ذهب نصفه تقريبا لتمويل احتياجات الأمن الغذائي.

وضاعف من تدهور الوضع الإنساني على نحو مريع، عجز سلطات الأطراف المتصارعة في اليمن، عن دفع رواتب حوالى مليون و200 ألف موظف حكومي للشهر السابع على التوالي، بعد الافلاس غير المعلن للبنك المركزي اليمني، فضلا عن تسريح عشرات الآلاف من العاملين في القطاع الخاص بسبب التداعيات الاقتصادية للنزاع، ما قذف بملايين اضافية من السكان الى دائرة الجوع.

وارتفعت معدلات سوء التغذية بنسبة 60 في المائة عما كانت عليه أواخر العام 2015، فيما تقول منظمة اليونيسف ان نحو 1.7 مليون طفل دون الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية الحاد والمتوسط.

ووفقا لليونيسف، فان طفل يمني على الأقل يموت كل 10 دقائق نتيجة لأمراض كان يمكن الوقاية منها. كما خطف هذا الصراع آلاف الأطفال الى جبهات القتال بعيدا عن المدرسة والحياة العامة.

ومع استمرار التصعيد العسكري الكبير للعمليات القتالية عند الشريط الحدودي مع السعودية والساحل الغربي على البحر الأحمر، لا تبدو هناك حتى الآن اي مؤشرات لاستئناف مشاورات السلام المتوقفة منذ أغسطس/آب العام الماضي، " بموجب خطة جديدة ، ترتكز على انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وتسليم أسلحتهم البالستية "لطرف محايد" مقابل المشاركة في حكومة وحدة وطنية.

وبالرغم من عودة مبعوث الأمم المتحدة، الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ احمد الاسبوع الماضي مجددا الى المنطقة، في مستهل جولة مشاورات جديدة لتشجيع أطراف الصراع اليمني على استئناف مفاوضات السلام المتوفقة منذ أغسطس/آب الماضي، فان حظوظ الوسيط الأممي في احراز اي تقدم تبدو ضئيلة، بالنظر الى حجم التباينات العميقة بين المتحاربين اليمنيين وحلفائهم الاقليمين في الرياض وطهران.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

قراءة 9355 مرات آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017 21:00

من أحدث