طباعة

لماذا ترجلتَ أيّها الفارس؟

الأربعاء, 12 نيسان/أبريل 2017 19:30 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عندَما أبلغني أحدُ الزملاءِ الأعزاء خبرَ وفاةِ العزيزِ الغاليّ العميد مُحمَّد طربوش تسمرتُ في مكاني بدونَ حِراكٍ. وراحتْ خواطري الى الخلفِ لأستعيدَ بعضَ ذكرياتي معَه. فقدْ عرفته في ظروفٍ صعبةٍ وشديدةِ التعقيدِ، وكنا نعملُ معاً ليلاً ونهارا من أجلِ القضيةِ المُشتركةِ، قضيةِ بناءِ دولةِ النظامِ والقانونِ التي تحمي حقوقَ الجميعِ ويعيشُ فيها الجميعُ بسلامٍ . كان مُحمَّد طربوش قائداً سياسياً وعسكرياً مُحترفاً بامتيازٍ، وكان ذا صفاتٍ نادرةٍ. فقدْ كان دائماً رابطَ الجأشِ ،مُتماسكاً هادئاً ودوداً بشوشاً، وكان يعملُ على حلِّ كلِّ المُعضلاتِ بابتسامتِه الجميلةِ ونفَسِه الطويلِ وببساطتِه المُتناهية .كان يتعاملُ معَ كلِّ الناسِ بمُننتهى الحبِّ و الاحترامِ .

فقيدُنا الغالي تربى منذُ نعومةِ أظفارِه بمدرسةِ النضالِ الوطنيّ ومدرسةِ حبِّ الشعبِ والوطنِ، تلكَ المدرسةُ التي تخرجَ منها الكثيرُ من زملائه المُناضلينَ، وهم بالآلاف. كانتْ سجاياه نادرةً ومُتميزةً، فقدْ كان يؤثرُ رفاقَه ووطنه وقضيةَ شعبِه على كلِّ شيء حتى على نفسِه، ولم يكنْ قط يسعى وراءَ مصلحةٍ شخصيةٍ ،كلُّ همِّه كان الوطنَ والشعبَ وبناءَ وطنٍ يتسع ُلكلِّ أبنائه من خلالِ دولةِ النظامِ والقانونِ التي يتساوى فيها الجميع .

عرفتْه جبهاتُ النضالِ في طولِ اليمنِ وعرضِها  كأشدِّ المُناضلينَ عن قضايا الوطنِ والثورةِ والشعب. كان من أوائلِ المُدافعينَ عن ثورةِ سبتمبرِ ضدَّ قوى التخلفِ الإماميةِ، وقاتل دفاعاً عنها قتالَ الأسودِ من أبطالِ النضالِ الوطنيّ الديمقراطيّ .كان فكرُه السياسيُّ والعسكريُّ يتطورُ باستمرارٍ  وكانت تربطه علاقاتٌ نضاليةٌ قويةٌ بجميعِ أطرافِ العملِ الوطنيّ الديمقراطيّ في الساحة.

 تعرفُ أيها الراحلُ أن أجملَ وأحلى شيءٍ أنك تركتنا بعدَ أن رأيتَ بأمِّ عينيكَ مداميكَ بناءِ اليمنِ الجديدِ المُتمثلةَ بمُخرجاتِ مُؤتمرِ الحِوارِ الوطنيّ الشاملِ الذي أرادتْ له القوى الظلاميةُ الفشلَ  إلا أنه نجح بامتياز  .كما انكَ أيها العملاقُ قدْ رايتَ  النصرَ العظيمَ الذي تحققَ على طريقِ بناءِ اليمنِ الجديدِ الذي أفنيتَ عُمرَكَ من أجله .إنك أيها العملاقُ  ممَّن صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه ولم يبخلوا بدمائهم ووقتهم من أجلِ هذا الوطن . لكَ أن تنامَ قريرَ العينِ بعدَ أن ترجلتَ عن صهوةِ حصانكَ، وثقْ أن الجيلَ الحاليَّ الذي ساهمتَ في تكوينِ شخصيته النضاليةِ سوفَ يواصلُ المسيرَ نحوَ الغدِ الجميلِ الذي حلمتَ به.

ستظلُّ شامخاً في أفئدةِ الجميعِ كسياسيٍّ وقائدٍ عسكريٍّ ومُثقفٍ ومُناضلٍ وانسانٍ .فقدْ كنتَ على الدوامِ أنموذجاً حياً لكلِّ شيءٍ جميلٍ في هذا الوجودِ.

نعم نعم أيها الراحلُ الغالي، لقدْ رحلتَ بعدَ أن رأيتَ الكثيرَ من أحلامِكِ تتحقق.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 2544 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 12 نيسان/أبريل 2017 20:38

من أحدث علي عبدالكافي الحدابي