طباعة

فقدان المناضل الأسطوري عبد الرحمن غالب

الخميس, 20 نيسان/أبريل 2017 20:01 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تبدو الصلابة واضحة في ملامح وجهه.  وجه أسمر كأنه قد من الصخر.

كان أسطورة في الصمود وكان نموذجا لصلابة المناضل الذي لم يلن ولم يستسلم  ولم يرضخ  ولم يقبل التحول في السجن  إلى مخبر. كيف لا يكون هذا هو عبد الرحمن غالب المناضل منذ ريعان شبابه، الوفي لمبادئه  حتى وفاته تحت تأثير أمراض لازمته لسنوات طويلة جراء التعذيب القاسي والموجع  والموهن الذي لم يكن من نصيبه وحده بل  من نصيب رتل من المناضلين كان من بينهم  المناضل أحمد الحربي والمناضل المرحوم أحمد الكازمي الذي توفي وهو يعاني من ألام التعذيب  في عموده الفقري  والقائمة تطول.

كان المناضلون من أجل مستقبل واعد لكل اليمنيين يعذبون من قبل أشخاص تعطيهم سلطة الأمن كميات كبيرة من الكحول لتعذيب خيرة شباب اليمن وهم بدون وعي وضميرهم في غيبوبة. هذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها. . عبد الرحمن غالب  فقيد الحركة الوطنية  الأشهر في صموده وصبره وتحمله مع كوكبة من المناضلين الذين اشتدت معانانتهم وعذاباتهم على أيدي جلاوزة الأمن الوطني في الفترة بين 1978 و1984.

توفى في عدن في  14 ابريل 2017 عن 77 عاما . عرفناه دون أن نراه . أحببناه دون أن نلمس له يدا ونتبادل معه التحية أو قبلة على الخد. أعجبنا  به ورفعناه فوق هاماتنا إكراما لصموده ولوفائه لوطنه ولمبادئه. كنا  نسمع ونتداول  أخبار  صموده في سجن الأمن الوطني بصنعاء ومقاومته للتعذيب وعدم استسلامه لسجانيه وجلاديه  خلسة وهمسا في وقت كان زعيق صالح  وجوقته عن الديمقراطية يزداد ارتفاعا لتزييف الوعي والتضليل وخاصة بعد إنشاء المؤتمر الشعبي العام عام 1982 بينما كانت أقبية سجونه تعج بالمناضلين الذين دافعوا بإيثار عن الثورة وأسهموا في بناء الجمهورية و برغم هذه الحقائق المعروفة لصالح وللجلادين  ولضيقي الأفق السياسي والوطني كانت السياط  وأدوات التعذيب الحديثة تلسع بل تخلس أجسادهم وبعلمه الكامل. كان لدينا جلاد سادي بدرجة رئيس جهاز أمن لا ينام إلا بعد أن يعذب خصما سياسيا له ومن أجل ماذا ؟ من أجل ما يراه وسيلة لحماية الثورة والجمهورية اللتين مسختا وشوهتا بل واختزلتا في ثلة من أصحاب المصالح الفئوية والمناطقية الأكثر ضيقا وسوءا .

قضى الفقيد أكثر من ست سنوات في سجن صالح ولم يفرج عنه إلا بشرط أن يبقى حبيس منزله  وأن تقيد حريته وحركته. كان هذا  سلوكا  طبيعيا مارسه  نظام دكتاتوري فاسد وبشع  ضد كثير من المناضلين  ومنهم فقيدنا  المناضل النقابي عبد الرحمن غالب الذي  أبلى بلاء وطنيا حسنا وقام بواجبه بدون من أو طلب لثمن. ولاينكر دورالفقيد الوطني والنقابي المبكر في الحركة العمالية اليمينة  فقد شارك بفعالية  في الدفاع عن الثورة عندما ترك عمله وأسرته في عدن و التحق بالحرس الوطني ليضحي بحياته كي تنتصر الثورة ويرتقي حق الشعب في حياة حرة كريمة.

 شارك الفقيد في تأسيس أول نقابة يمنية في تعز في 23 يوليو 1963 ثم في تأسيس الاتحاد العام لعمال اليمن عام 1978، عام توحيد فصائل اليسار،( فرع الشمال) وإنشاء حزب الوحدة الشعبية( حوشي)  كان الفقيد  سجين الرأي  في تلك اللحظة  هو من حظي بأعلى الأصوات  عند اختيار القيادة الجديدة للحزب  الجديد ولولا أنه كان مسجونا  لأصبح أول أمين عام عمالي لحزب الوحدة الشعبية– فرع الشمال-. . كان الفقيد رفيقا للرعيل الأول من  المناضلين  كعبد الفتاح إسماعيل وسلطان أحد عمر وعبد القادر سعيد ويحي الإرياني وإسماعيل الكبسي ومحمد مرغم  وعلي سيف مقبل  وراشد محمد ثابت  ومحمد الشيباني  وغيرهم. وفي الشمال سجن مع عبدالوارث عبد الكريم وسلطان أمين القرشي المخفيين قسرا مع العشرات من رفاقهما من  مناضلي الأحزاب الأخرى ومن قياديي وأعضاء الحزب الديمقراطي الثوري المجهولي المصير.

الرئيس السابق علي  عبد الله صالح  عندما ووجه بقضية المخفيين قسرا الذين تملأ صورهم شوارع صنعاء وجه أصابع الاتهام للرئيس السادي  للأمن الوطني وقت ذاك وقال يرجح  بأن يكون عبد الوارث عبد الكريم  وسلطان القرشي وعبد العزيز عون ومطهر الإرياني وعشرات غيرهم  قد تمت تصفيتهم  في الأمن الوطني  وأنه لا يتحمل المسؤولية.

 ومعلوم أن صالح قام في عام 1981 باغتيال رئيس جهاز الأمن الوطني في طريق الحديدة/ صنعاء بالقرب من مناخة لأسباب لم يفصح عنها صالح نفسه كعادته عندما يرتكب جرائم الاغتيالات.

كان الفقيد من القلائل الذين التحقوا بالتعليم النظامي في عدن وقد ساعدته ولادته في عدن على الالتحاق بمدرسة البادري التي لم تكن تقبل سوى حملة (المخالق) المولودين في عدن وقد حصل منها على شهادة الثانوية العامة التي كانت في الشهادات الدراسية في عدن  وقتها. وقد مكنه تأهيله الدراسي  الأغلى وقتها من  العمل مع شركة بريطانية لتموين وإصلاح السفن.

كان الفقيد  كادرا حزبيا من الطراز الأول ويؤمن بالديمقراطية والتحول السلمي بعيدا عن العنف ولكنه لم يعترض على العمل المسلح في المناطق الوسطى الذي كان يعتبره دفاعا عن النفس إزاء تغول سلطة المركز التي قمعت الثوريين الحقيقيين وهمشتهم وشردتهم وأقصتهم من وظائفهم المدنية والعسكرية ودفاعا في نفس الوقت عن ثورة 14 اكتوبر ونظامها الاشتراكي. 

رحم الله الفقيد  وأسكنه فسيح جناته.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 4315 مرات