طباعة

اهالي الحديدة .. فريسة للحرب والجوع مميز

  • الاشتراكي نت/تقرير_عارف الواقدي

الجمعة, 21 نيسان/أبريل 2017 19:26
قيم الموضوع
(0 أصوات)
صورة من الارشيف صورة من الارشيف

"لا أحصل على الوجبة الضرورية التي تسد جوعي وجوع أطفالي".

هكذا بدأت امرأة موجوعة حديثها عن وضعها اليومي المشابه لآلاف الأسر التي شردتها الحرب في محافظة الحديدة.

رأيتها في الشارع  مع أطفالها الثلاثة عاطف"عامين ونصف"، وياسمين "خمسة أعوام"، وإلهام" سبعة أعوام"، وهي تعاني آلام الجوع وعناء التشرد.

 فاضت دموعها وهي تجيب عن سؤالي بأسئلة موجعة.. عن أي وضع تسألني؟ عن الجوع والمرض؟ .. عن الوضع الذي دفعني الى الرصيف للبحث عما يسد رمق الجوع لي ولأطفالي؟ أم عن العديد من الإهانات ونظرات الانتقاص التي نتلقاها من عيون البعض مقابل سؤالهم فتات خبز يابس؟ أم تريد أن تسأل عن إخراجي من منزلي بسبب عجزي عن تسديد الإيجار مثل آلاف أوصلهم الوضع الى مأساة كهذه.

تضيف أم عاطف: نموت من الجوع والمرض بعد أن صار الرصيف الماوئ الوحيد لنا بسبب حرب عبثية تفتك بنا منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

هي حرب يقودها الباحثون عن السلطة والثروة على حساب اقوات الفقراء، الذين صارت كسرة الخبز بالنسبة لهم حلما بعيد المنال.

حالة من الأسى والحرمان والجوع، والمرض تنفث سمومها على سكان تهامة، وتفتك بأكثر من مليوني ونصف إنسان يقطنون الحديدة، المحافظة السمراء الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

تقول أم عاطف: أشعر بالعجز والقهر وأنا أرى أطفالي بجانبي يفترسهم الجوع والمرض يوما بعد يوم، ولا أعرف ماذا أفعل، ولا أفق يبدو قريباً لإنهاء هذا الوضع وهذه الحرب.

المعاناة التي تعيشها ام عاطف ويعيشها ملايين اليمنيين عموماً وسكان تهامة خصوصاً، بدت أكثر وضوحا في جسد طفلها الصغير الملتوي في حضنها وهو يبكي من الجوع وحرارة الجو التي ترهق جسده الصغير في وقت الظهيرة، التي تزداد فيها حرارة الشمس في محافظة تغتال أجساد سكانها حرارة الجو ونيران الحرب.

بدأ الهزال يغزو جسد الطفل عاطف، وهو يبكي من الجوع، وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة ليغادر الحياة عمره الصغير رحمة بروحه البريئة وهرباً من جوع لا يرحم أحدا.

حالات البؤس والفقر والمجاعة والمرض وانتشار الأوبئة تفتك بأجساد سكان الحديدة وتهامة على وجه الخصوص في كل ثانية تمر، علاوة على انطفاء متواصل للكهرباء أحد أهم الركائز الأساسية التي يحتاجها قاطنو المحافظة الساحلية لتخفيف إرتفاع درجة الحرارة.

الحالة الاقتصادية والمادية لسكان هذه الجغرافيا فرضت عليهم العيش تحت خط الفقر، وعرضتهم لمجاعة مميتة، بحسب ما تحدثت عنه تقارير محلية ودولية وأممية، في وقت تمنع فيه الاغاثات الانسانية من قبل مليشيات صالح والحوثي الانقلابية التي أشعلت الحرب في 21 سبتمبر/أيلول 2014 وقصفت القرى والمدن اليمني، واستباحت المدن وحاصرت المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال.

 في هذا السياق تتحدث معلومات عن استحواذ المليشيات على  الاغاثة وبيعها في السوق السوداء وتقديمها دعما لمقاتليها في الجبهات حارمة بذلك الفقراء من حقهم في الإغاثة الانسانية.

من لم تقتله أسلحة مليشيا الانقلاب، لا ينجو من فريسة الجوع  والمرض في اليمن بشكل عام وتهامة بشكل خاص بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية وسوء الأوضاع الإنسانية، حيث غدا اكثر من17مليون يمني بحاجة الى مساعدات انسانية حسب بيانات الأمم المتحدة.

تعود أسباب هذه الأوضاع المؤلمة لليمنيين الى الحرب التي اشعلها تحالف الانقلاب وماترافق معها من نهب المليشيات إيرادات الدولة وعدم تسليمها رواتب الموظفين منذ أكثر من سبعة أشهر، اضافة الى فرضها حصارا خانقا على عديد مدن يمنية لا زالت تحت سيطرتها، مما يجعل اليمن في دائرة الخطر والموت.

ينتظر أهالي محافظة الحديدة، أملا قريبا ينقذهم من براثن الموت جوع، باستجابة قريبة للمنظمات الدولية الإغاثية بدخول المدينة وتوفير الإغاثة الدوائية والإنسانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح تموت جوعاً على الطرقات والارصفة، وبين جدران المنازل.

 

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

 

قراءة 8986 مرات آخر تعديل على السبت, 22 نيسان/أبريل 2017 20:56

من أحدث