طباعة

عدن.. التعايش والثورة

الإثنين, 24 نيسان/أبريل 2017 18:59 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ماذا عساي أقول  والحسرة تملأ قلبي عليك يا عدن المدنية والسلام يا طيب العشرة والقلوب الصافية على وجه المعمورة.

 عدن لم تؤذ أحدا بل تأذت من الكثير، ما مبرر ما يحدث من حصار وعقاب بالخدمات العامة والمعيشة ,كلما برز تحسن في جزئية تسوء جزئيه أخرى .

شوارعها التي تعبق بروائح الفل والكادي والريحان , وتسمع فيها نغم الدان الذي يملأ القلوب حبا وتسامحا ممزوجا بوطنية الأرض والإنسان ,صارت اليوم تعبق بروائح البارود وغدت مرتعا لبيع السلاح والذخيرة.

 من لم يمت فيها عمدا بالرصاص مات بالراجع أو قهرا وحسرة على ما يجري فيها.

أنهار من المجاري وبصمات الحرب باقية لتبقى أثارها في الواقع.

الباحث عن الراتب فيها مهان، والكهرباء في خبر كان , لان القائمين على أمورها منشغلون في صراعاتهم ومصالحهم ومناكفاتهم  لم يقدموا مثلا طيبا وصورة حسنة.

 لا نسمع منهم غير تعبئة وشحن وعداء لغيرهم , ملأوا الدنيا ضجيجا بشيطان متربص , بعبع للترهيب يختبئ خلفه فشل ذريع , صراع يؤدي إلى صراع , ومزيد من العداء.

 إنها حلولهم غير المدروسة وغير العلمية لتجفيف منابع جذر المشكلة والقضاء على حضانتها .

لا نشعر بغير التنصل من المسئولية , وأنانية مفرطة ,بعضهم وضع ذاته كمزهرية بلاستيكية جمالها دون روائح زكيه , نعاقب دون ذنب  غير أننا ارتضينا بالقليل واكتفينا باليسير في أن نعيش في دولة حقيقية نكون فيها مواطنين شرفاء أعزاء, نتحرر من ديكتاتوريات الماضي والحاضر وأبوية العشيرة البدائية , وتوحش البداوة .

صار الكلام عن المعاناة والآلام والخدمات غير مجد لعدم مبالاتهم الناس تموت , وهي تبحث عن لقمه هنيئة أو نسمه منعشه أو ماء يسكب من حنفية , ومستشفى يعالج أضرار الزمن ومصائب العنف والحرب واستبداد الإنسان لأخيه الإنسان في مدينة سباقة في كل شيء واليوم تفتقد كل شيء .

نعيش اليوم في جحيم واقعنا المأزوم  بصراعاتكم ومناكفاتكم ومهاتراتكم, جنبونا وجنبوا عدن نتائج أعمالكم المشينة وفشلكم الذريع في أن تكونوا عند مستوى الحدث والهدف.

السياسة مسئولية وشفافية وصدق وأمانه في أعناقكم ليوم القيامة.

عدن ضحية وهي  كانت دائما سندا وعونا لمن يحكمها , ولا تعرف الشتات والتكتلات المناطقية والمذهبية, وأمراء وقادة تنصبوا عنوه بالبندقية.

عدن تكره الثأر ومن يرتدي الدين عباءة للسياسة , عدن لا تخضع للعنف ولا تستكين للظلم , عدن كبحرها ترفض العفن , فلا تختبروا صبرها , التمادي بإهابة واهانة الناس في عدن قد تفجر فيها ينابيع الثورة والفداء , وتبرز إرادة أبنائها لتحقيق أملها وكبريائها وطموحها.

كم أذاقت المستعمر والمحتل والظالم والطاغي والباغي , فهل تريدون أن تكونون التالي , استمروا في اختبار صبر المدينة وأهلها , حينها سيفرض علينا الدفاع عن حياتنا وحاضرنا ومستقبلنا بسلميتنا.

عدن طاقات وليدة متراكمة إذا استثمرت جيدا في معركة المستقبل ستكون رافدا للتغيير والتحول ودولة المواطنة ,عدن هي كل أبنائها بطوائفهم وتوجهاتهم السياسية لا تلغي أحدا منهم , لقد اكتوت بنار الإقصاء والتهميش والإلغاء , وظلم وتعسف الأخر , لن تقبل تكرار ماضيهم العفن , عدن التعايش ثم التعايش ولا شيء يعيق التعايش  ,الحذر من أن تختبر عدن  لهدف أخر صغير وأناني وضيق , لن تكون غير بركان هائج لن يحتمل المزيد من الضغط لينفجر في وجه البغاة ولنا في التاريخ عبر يا أولي الألباب.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1589 مرات

من أحدث احمد ناصر حميدان