طباعة

الرفيق محمد قائد سيخرج يا حكومة الوفاق

الثلاثاء, 03 حزيران/يونيو 2014 19:23
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

"كنت هناك" بالأمس في مستشفى الثورة قسم الباطنية الدور الأول الغرفة رقم 2، وبالفعل تحدثت مع الرفيق محمد قائد.

لن يؤثر بك هذا الخبر يا باسندوة، ولن يؤثر بأي وزير من قائمة الـ17 الذين خانوا الثورة، ومثلوا بها، لكنه أثر علي وعلى أصدقاء كثيرين الذين نعرف محمد الذي كان لا يتكلم لمدة 5 أيام، لأنه في غيبوبة بسبب مرضه.

تنفسنا الصعداء أخيراً، فرفيقنا يتحدث، لكن المرض لم يغادره، وجسمه الذي نحل كثيراً واصفر، ليس قادراً بعد على الحركة، وعيناه الصفراوان بشكل مبالغ لا تتحركان كما كانتا، وترسلان نظرات هادئة لا تعبر عن الرجل الثوري بقوته كلها.

عاتبني محمد قليلاً عند وصولي، وكانت دموعه تنهمر، وتحدث معي بصوت خافت وكان لا يستطيع ان يحرك لسانه الا بصعوبة، لكنه وعدني ان سيشفى قريباً وانه قوي، ثم عاد بعد لحظات ليضحك وبصعوبة أيضاً.

تحدث الرفيق عن الثورتين؛ ثورة ربيع 2011، و"الثورة" المستشفى الذي يقع في باب اليمن، والذي مكث في باحته يوم كامل، وهو في غيبوبة، ولم يتم توفير سرير له، وعندما توفر السرير بعد قتال من أخويه، تفاجأوا أنه تم بيعه لمريض آخر.

ندب حظ البلد العاثر قليلاً، وقال إنه كان يفترض أن يشرف على حالته الصحية أرقى الدكاترة والممرضين، وأن يتم ترقيده تحت عناية مركزة، وبوسائل راحة متوفرة، وعلى حساب الدولة، لكن السبب فشل الثورة وتقاسمها في مهدها كما يقول.

قال محمد إن الثورة لن تتوقف، ولو جمدت، ولم يعد أحد يشعر بها، ورفع صورته مؤكداً أن الثوار الأنقياء لديهم مبادئ صادقة، بينما كل من تسلق على ظهورهم، ومن حققوا مآرب شخصية، لديهم من الخوف ما يجعلهم يركعون أمام هذه الإرادة. وكان يعزز كل ما يقوله بالقسم.

كان يخاطب الرفيق مختار الصبري الواقف أمامه، والذي لم يجرؤ أن يطلب منه السكوت، خوفاً على حالته: "نعم يا رفيق، لدينا مبادئ صادقة، وسنقتلع كل الفاسدين، إيش معاهم؟ نحن معنا إرادتنا ومبادئنا، وسنبني الوطن الذي سيكون قادراً أن يقدم خدماته لأبنائه".

محمد، يا باسندوة، ويا كل حكومة الوفاق، لا يطلب الآن أكثر من أن تعود له صحته، وهو مؤمن أنكم غير قادرين على ذلك، ولا يريد منكم جميلاً، هو فقط يتضرع إلى الله على سريره، ويثق كما قال لي أن الله الذي أبقاه إلى اليوم، سيعافيه ليقتص لنفسه ولوطنه منكم.

قراءة 1770 مرات

من أحدث

2 تعليقات