طباعة

تعز ماذا بعد التحرير؟

الجمعة, 19 أيار 2017 20:21 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

عندما تتجول في أزقة وشوارع تعز فإنك ستلاحظ المدينة المقسمة ما بين فصائل ومليشيات تقاتل الانقلابين ليس لأجل كرامة تعز بل قاتلت من منظور ديني طائفي بحت ستجد سوق الصميل بيد تنظيم القاعدة وشارع جمال بيد "مفصعي" حمود المخلافي قائد المقاومة في تعز، وحارة الميدان والمدينة القديمة بيد مجاميع ابو العباس القائد السلفي، وبين شارع وآخر تتوزع نقاط تفتيش قليله بيد اللواء ٢٢ومنها بيد اللواء ١٧ والاخرى يسيطر عليها اللواء ١٠٧ دفاع جوي ولكن المسيطر الفعلي داخل المدينة هي المليشيات الإرهابية رغم وجود  اربعة ألوية عسكرية ومجلس عسكري وقيادة محور مشكلة من الرئاسة الشرعية الا انهم مختفيون تماماً عن المشهد الهمجي الذي تديره المليشيات الإرهابية داخل المدينة متوزعا بين عمليات الاغتيالات وتهجم على المنازل واختطافات وترويع للمواطنين الذين ابتهجوا بتحرير المدينة من الانقلابين لتفاجئوا بالسيطرة عليها من قبل جماعات شكلت بممارساتها وفكرها الوجه الاخر للانقلابين لأنها ولدت من نفس الرحم الذي ولدت منه الحركة الحوثية فكلاهما يحمل مشروع الدمار لهذا الوطن.

نعم سندخل بعد التحرير معركة جديده مع من كانوا يقاتلون بجنبنا ويكدسون السلاح لمعركتهم القادمة وطموحاتهم الفردية، وسنكتشف حينها ان المجلس العسكري وقيادة المحور الذي كان قد شُكل لأجل السيطرة على المدينة بعد تحريرها من المليشيات الانقلابية من اجل منع سقوطها بيد التنظيمات والفصائل الإرهابية بانه الغطاء لهذه المليشيات.

سيقول قائل بأن هذا امر طبيعي بعد كل الحروب وأننا بهذا الكلام لا نخدم الا عفاش الذي هم بالأساس الوجه الاخر له. فلست متشائمة من بعد التحرير لكنها الحقيقة التي سوف نراها والتي  نراها منذ الان.

لكن سنكتشف في نهاية المطاف بان كل القوى المتصارعة اتفقت على قتلنا نحن وإلا ماذا يوحي بتقسيم المدينة الى مربعات كل مربع تسيطر عليه مليشيات هي الوجه الاخر "للحوافيش" مع ذلك فالمتآمرون يحاولون استنساخ تقسيم المدينة الى مربعات وتمتد العملية الى قرى وأرياف تعز لكي يبسطوا قبضتهم تماماً على كامل المحافظة وسرقة انتصارات اللواء ٣٥مدروع وبذلك  يخيفون الناس من التحرير، فيكون امام الناس القبول بحكم مليشيات الحوثي او المليشيات الإرهابية بعد التحرير، وبذلك يتقلص ويختفي دور الجيش الوطني بالتحرير ومن هنا يفقد المواطن ثقته بالجيش الوطني وهذا لا يخدم سوى تجار الحروب في حكومة الانقلاب او حكومة الشرعية.

قراءة 8655 مرات

من أحدث رشا عبدالكافي