طباعة

شهادة ليل تخرج من عباءة الدين

السبت, 20 أيار 2017 11:44 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عدوانيه متأصله حقا يحددها جدول أعمال الفكر الاسلامي المتطرف ؛ وتوجيه ممنهج يتحكم بأنماط السلوك العنيف والثقافة العدوانية التي تضعنا جميعا امام تحديات العنف المنظم التي يقذفها في وجه مستقبل هذا البلد ...

ما لذي سوف نقوله عن طبيعة هذا الاجرام ؟ وبأي لغة يمكننا الحديث عنه سوى انه يمكن للمرء ان يحكم بثقه ويقين ان فكر التطرف الاسلامي هو الشبح المخيف عالميا الذي يصم الآخر ويحقره تمهيدا لقتله والذي يتذرع بالمقدس مسنودا بأيدولوجية حقيرة تمنح القاتل نفسه حق الإفتاء بغير علم لتمتد يده الملوثة الى منهج الله وتعسف نصوصه ؛ الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لإطلاقيه غضب التكفير الذي تتمكن به الكراهية من فرض مزاجها وادواتها الدنيئة عاصبة عينها بعصابه جامده لا تحدق او ترى سواها ...

ان القاتل الحقيقي الذي اغتال الرفيق امجد ليس فردا واحدا يتمثل بذلك المعتوه الذي استغل الاختلال في البيئة السياسية والاجتماعية للوطن ليشرع بحضوره الديني الذي اكسب فعله معنى الجرم معنى كثيف بلا مواربة وانما القاتل الحقيقي والسفاح الاكثر دموية وخطورة واجرام هو ذلك المعتقد وهو ذلك الفكر المتسخ بتعبئة الفتاوى الضالة التي تدعي بان دخول الجنة هي طريقة قتل النفس التي حرمها الله .

وقبل هذا وذاك فلقد مثل هذا النموذج من الاغتيالات طابعا اكثر كارثيه وفجائعيه ذات محمول دراماتيكي واسع في الوسط المقاوم للانقلاب والذي غالبا ما يكون اداه لدافع سياسي تتوسله الهيمنة الدينة بشكل مباشر وغير مباشر ؛ وليس بغريب ان يكون القاتل ممن يستمرئ الاصطياد بذهنية العداء التي تصطاد في المياه العكرة مغذية وعي الفوهات والحراب وقتل الفكر وهو الامر الذي يفسر لنا اهداف هذه الظاهرة الاصولية التي تتحرك حاليا لتصيب بحبالها عنق الضمير الذي مازال لم يحسم امره بشأن السلام والتعايش والتسامح السياسي إلا في مساحه صغيره لم تكن تكفي لاحترام شرع الله ومضامينه النبيلة.

فقه مريض ومنحرف هذا الذي يتحين الفرصة اليوم للظهور وقد كان له ما اراد امام مسمع ومرأى الرأي العام الوطني ولكي يضمن لنفسه مكانا في الجنة ينفذ الجاني جريمته بدم بارد ليقوم الجاني بمنع دفن جثة الشهيد في كريتر بحجة انه حد زعمه ملحد وعلماني ....

الم يكن هذا هو النتاج الحتمي لتفسيرات بعيده عن روح الدين عاثت في جماجم هؤلاء المجرمين وأترعتهم حقدا على الآخرين ليتخذوا لهم احكاما لا علاقة لها بصحيح الدين ولا بنصوص القرآن المنزلة من عند الله؟؟؟

ما حدث من هذا النوع كارثه بكل المقاييس واعني ما اقول بناء على ما تمثله الجريمة من التطرف الفكري والديني والسياسي ..

والحقيقة اقول ان جرائم الاغتيال من هذا النوع وغيرها صفعه مهينه للدولة والحكومة الشرعية ولا نعتقد ان الحقوقي والصحفي امجد سيكون آخر الشهداء ولكن كل واحد من افراد الشعب اليمني ممن تشار اليه اصابع الاتهام بالعلمانية او بالإلحاد سيمثل ايضا مشروع شهاده وعليه الجواب هاهنا على لسان المجرم القاتل؛ العقيدة؛ ضحل التفكير والضمير والايمان .

اما انت ايها الراحل من بيننا الى اعماقنا يا امجد عزاؤنا لك هو عزاؤنا لهذا الوطن المثقل بالإجابات المغلوطة.

.......................................

لست مهزوما يا امجد

بل منتصرا ..وايما انتصار ..

   كيف لا ؟؟

وها هو القاتل الدميم قد دفعته جريمته غداة مقتلك الى اقصى نهايات العار والرذيلة...

قاتلك يا امجد سيطول بحثه عن مأمن...

   ليزكي عهده الدامي في تجويف الفتوى الضلال

اما انت يا رفيقي

الان ...اللحظة ...الساعة

تقيد قضيتك في عاصمة مملكة الله

وتلعن المنابر الزاعقة بالباطل ....

والقضية على اهميتها يا رفيقي لا تتمحور فقط على من قتلك ....ولكن وهو الأوجه  لماذا قتلوك ؟؟؟؟؟

قراءة 1754 مرات

من أحدث بشير حسن الزريقي