طباعة

7اسباب تمد تحالف الانقلاب "الصالحوثي" بالحياة

السبت, 03 حزيران/يونيو 2017 04:46 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ما يمد تحالف الحرب الداخلي "الصالحوثي" بالحياة ، حسب.  اعتقادي، حتى الان

1-ميوعة "الشرعية" وفسادها. فبعد عامين ونصف لم تزل الشرعية بتطييفها السياسي الواسع، تعاني من انقسامات حادة ، بسبب ترهل ادارتها وفسادها. فرموز كبيرة في جسمها، تثير عشرات من علامات الاستفهام، حول طبيعة علاقتها بعلي صالح والحوثي ، وان وجود معظمها في الصف المتقدم، يعمل وبشكل واضح على اعاقة عملية الحسم،  يضاف الى ذلك انغراسها الطويل في فساد الحكم ،الذي حملت خبراته وادواته معها الى مواقعها الجديدة، وجعل الكثير منها تُغذي استمرار الحرب، لأنها توفر لأعمالها المشبوهة غطاء، الى جانب امدادها  بمصادر جديدة الاثراء.

2-   انقسام اكبر قوى التحالف الداعم للشرعية. فالإمارات تعمل على بناء تحالفاتها السياسية بعيدا عن الكتلة التاريخية (الدينية/القبلية) الشمالية، التي عولت عليها ولم تزل السعودية منذ عقود طويلة. ففوبيا "الاخوان" جعلتها تستنبت جسما  انعزاليا متطرفا داخل بنية الشرعية، ويعمل بكفاءة عالية وبمحمولات تمزيقية. واضحة،  ويوفر غطاء تبريريا لخطاب الكراهية، لكل ما هو غير جنوبي. والهدف البعيد من ذلك هو تحويل الجنوب الى ورقة  للمساومة على المخطط ،الذي تريد فرضه الدولة التي تعمل كوكيل تجاري لأطراف اقليمية ودولية، ليس من مصلحتها ،في الوقت الحاضر ، الظهور على مسرح الازمة بشكل مباشر.

3- صلابة الدولة الميراثية العميقة وعصبويتها ، التي وفرت للانقلاب  دعائم قوية في حربه على اليمنيين ، فالبنى الامنية والعسكرية والقبلية الصلبة لنظام صالح لم تزل معظمها  تدين بالولاء له، وتقاتل باستماتة  من منطلقات طائفية او ثأرية، للحفاظ على بنية الحكم او حتى التأخير في سقوطها، حتى لا تقفز على مصالحها، أي تسويات قد تفرزها المرحلة القادمة.

4- القبضة الامنية في المناطق التي تقع تحت سيطرة "الصالحوثية" لم تزل قوية، وتعمل بكفاءة عالية، على العكس مما هو حاصل في المناطق المحررة، مستفيدة من خبرات الاجهزة الامنية، وادواتها القامعة، اذ غدت زنازين الامنين السياسي والقومي والمباحث والمعتقلات السرية، مكتظة بمئات المعتقلين، من الناشطين والسياسيين العزل، وتستخدم ضدهم كل اساليب القمع والتعذيب لإرهاب الجميع، ولقطع الطريق على أي عمليات احتجاجات شعبية، على نحو ما رأينا يوم  25  مايو الماضي في صنعاء.

5- اقتصاد الحرب : لعل من ابرز تجليات الحرب هو انتاجها لاقتصاد مواز غير مراقب او مساءل، تديره الشخصيات النافذة داخل بنية الانقلاب، تستفيد فيه من ادارة سوق احتكارية للسلع الاساسية المرتبطة بمعاش الناس اليومي، من المواد الغذائية والمشتقات النفطية وسوق انتاج الطاقة والمساعدات وتجارة العملة. ومن كل هذا المردود الضخم، يوجه قسم لتمويل جبهاتهم.، والقسم الاكبر لإعادة انتاج طبقة اعمال جديدة، محسوبة على البنية الجغرافية للانقلاب ،تحل محل طبقة الاعمال التاريخية ،التي حسبت على اليمن الاسفل لستين عاماً.

6-  مخاوف الخارج من التطرف . اذ لم تزل اطراف دولية ترى في الحوثيين شريكا في محاربة التطرف "السني" ، بذات الطريقة التي ينظر فيها الى الحشد الشعبي في العراق !! وتعتقد ان ملء الجماعات المتطرفة لمساحات انتزعتها المقاومة ،خلال الفترة الماضية في الجنوب وتعز صار واقعاً لا تريد التعاطي معه او البناء عليه، وهو بالنسبة لهذه الاطراف خيار مكلف، ومخاطره عالية، قياسا بما سيكون عليه الحال، في بقاء الحوثي وحليفه صالح طرفا قويا داخل المعادلة السياسية.

7- الخطاب الاعلامي والتعبوي الموجه بعناية الى كتلة سكانية كبيرة، سهلة الانقياد، بسبب وعيها المحدود، او بسبب تعصبها الجغرافي والمذهبي، او وقوعها تحت تأثير شعارات الخديعة والتضليل على نحو "محاربة العدو التاريخي او القتال من اجل وحدة التراب اليمني، او استقلالية القرار الداخلي" ، ومع هذه الشعارات توطأ مثقفون وسياسيون  محسوبون على اليسار ، يجيدون تسويق التبريرات بوعي شعبوي زائف .

قراءة 1744 مرات

من أحدث محمد عبد الوهاب الشيباني