طباعة

وطن لنا جميعاً

الجمعة, 06 حزيران/يونيو 2014 20:24
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

نحن ننتظر ربط «السوطي» التي تصل من محافظة عمران التي كانت ستسقط قبل ثلاثة ايام تحت قبضة الحوثي. لم تعد الحرب تهمني كما كانت في السابق، تعبت وانا اشاهد عدد الجنود الذين سقطوا خلال ستة حروب خاضها الجيش في صعدة مع قوى متوقدة تسعى لاستعادة الهوية الزيدية بكل حذافيرها، وما يهمني الآن هو وصول القات السوطي داخل قرون وغطاء الموز البارد وليس داخل قرون الموت لأمريكا.

يبدو أن الموت هو الهدف الرئيس لهذه القوه الدينية وإلا ما هو المشروع الذي يدفع من اجله عبدالملك الحوثي دروعاً بشرية وشباباً فهموا اننا يهود ونشتغل لصالح امريكا واسرائيل.

الكل مقشبب من انصار الله ومن القشيبي لكن ما يتعبني هو ذلك الشجن الذي يحمله بعض البسطاء، ويعبرون عنه بسؤال من قبيل: أين قده، قاصدين الحوثي؟ وكأنه سينقذ وضعاً أبرمه نقيضهم الإصلاح في الاستحواذ على اغلب مؤسسات الدولة.

كل قوى تتمدد على حساب اخطاء القوى الأخرى، ونحن لا نعرف ماذا يريد الاصلاح والحوثي من هذا البلد؟ ربما يريدوننا أن نتركها لهم لأنهم مسلمون، طيب ونحنا أيش كفار؟!

الكل يسعى للوصول للسلطة وتقويضها، الجميع يعي ان الحسن والحسين وعلي وابوبكر وفاطمة الزهراء وعائشة ليسوا إلا شعارات تستخدم من أجل الوصول للسلطة، حيث يجري استغلال البيئة الدينية في مشاريع طائفية ومذهبية، وعلى ضوء هذا سوف تكون التهم مفصلة على مقاسات كل مواطن يمني خالف رأي جماعة ما.

هذه البلد ليست ملكاً لأحد ولا احد افضل من الثاني، كلنا سواسية ونجيد الحديث عن السياسة وقت التخزينة، لكن نصف اليمنيين جياع حسب تقرير منظمة الغذاء العالمي ولن نشبع إلا اذا تعاملنا مع هذ الوطن بأنه وطن لنا جميعاً.

لماذا ندعو الى الماضي ولا احد منكم ينادي بالحاضر، الحوثي يبحث عن غرماء الحسين، والاصلاح يبحث عن الخلافة. لا احد يكابر علينا لأن عبدالكريم الخيواني قد اخذ نمط الرجل المظلوم وظهر متقززاً من الحزب الاشتراكي والناصري والاصلاح، وشغوفاً لاستقبال الحوثي ويهددنا ليل نهار بقدومه.

كنت أحب الخيواني لكنه ظهر مؤخراً كرجــل يمــارس دور طفل ظل يتيماً لسنوات، لكنه الآن تذكر مظلوميته وبدأ يشكو من المعاملة السيئة التي تلقاها هو والحوثي، وهي شكوى مبطنة بالدعوى للانتقام.

يا خيواني الجميع تجرع الظلم ولكنه ما زال يحلم بالاستقرار والدولة المدنية وليسوا منتظرين قدوم الحوثي للانتقام لهم، الكل ما يزال يبحث عن الدولة وليس عن الولاية ومن هو أحق بها، نحن في القرن الحادي والعشرين يا عزيزي، وأمانة على طريقك أنقل كلامي هذا لعبدالملك، قل له نحن بحاجة لوطن وليس لمن يقلد حسن نصر الله.

قراءة 2112 مرات

من أحدث