طباعة

الكوليرا تفتك بالمئات في اب والمليشيات تتاجر بأدوية الوباء المجانية

  • الاشتراكي نت/ خاص

الخميس, 15 حزيران/يونيو 2017 07:37
قيم الموضوع
(0 أصوات)
صورة ارشيفية صورة ارشيفية

شهدت محافظة اب وسط البلاد خلال الآونة الاخيرة انتشارا مخيفا لوباء الكوليرا وسط تعتيم اعلامي من قبل الجهات الصحية في المحافظة التي تسيطر عليها مليشيات صالح والحوثي، حيث بلغت حالات الوفاة حتى يوم التاسع من الشهر الجاري 120 حالة.

وحصل "الاشتراكي نت" على احصائية حديثة صادرة من غرفة عمليات مكتب الصحة في محافظة اب الخاضع لسيطرة المليشيات كشفت عن وفاة 120 حالة اصابة خلال الفترة 11ابريل الى التاسع من يونيو الحالي فيما بلغ اجمالي الحالات المصابة بالإسهال حوالي ٧٧٩٣ وبلغت الحالات المثبتة مزرعيا 12والحالات المثبتة بالفحص السريع للوباء بلغت 181.

وتوزعت الحالات على كافة مديريات المحافظة البالغ عددها 20 مديرية بأرقام ونسب متفاوتة حيث كانت القفر الاكثر عددا بالنسبة للوفيات والتي بلغت وفاة 24 حالة فيما سجلت مديرية الظهار الاكثر اصابة حيث بلغت 1024حالة اصابة.وقال مصدر في مكتب الصحة بالمحافظة لـ "الاشتراكي نت" ان عدد الوفيات بسبب الكوليرا في تزايد مخيف في معظم مديريات المحافظة في وقت تحاول فيه السلطات الصحية التابعة للمليشيات التكتم على الامر.

واكد ان ما وثق من الحالات كان فقط للتي وصلت الى المراكز الصحية فيما هناك كثير من الحالات لم تصل ولا يتم تسجيلها وهي الحالات التي تكون عرضة للوفاة، مرجعا سبب ذلك لعدم توفر أي مراكز صحية او خدمات طبية وان وجدت فهي شبة خاليه من الكادر والمستلزمات الطبية الاسعافية وعجز  بالسوائل الوريدية والادوية المنقذة للمصاب بالوباء.

واوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان هذا الامر كثيرا ما يحدث في بعض قرى المديريات النائية كالقفر وحزم العدين وفرع العدين وحبيش والسبرة.

وقال ان الكثير من المستشفيات الحكومية في اب تعجز عن اسعاف المصاب وتكتفي بفحصة في وقت يبتاع فيه المريض المحاليل الوريدية والادوية بمبالغ باهضه رغم انها مجانية وتقدم كمعونات عاجلة من المنظمات الدولية، منوها الى ان ومن لا تتوفر لديه الاموال لشراء السوائل الوريدية والادوية فمصيره الوفاة.

ويأتي هذا في وقت توجه فيه الكثير من الاتهامات لمليشيات صالح والحوثي من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي وعدد من المنظمات بالاستيلاء على المساعدات العلاجية والمعونات الانسانية المقدمة من الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها وغيرها من المنظمات الدولية وبيعها في السوق السوداء.

في السياق اقامت منظمة اطباء بلا حدود مخيما طبيا في مجمع الغيثي بمدينة اب ويقوم بدور كبير في انقاذ بعض المصابين مجانا.

ويزدحم المخيم الوحيد بمحافظة اب بمئات المصابين القادمين من مختلف المديريات الامر الذي قد يجعله عاجزا عن تقديم خدماته او استقبال الحالات المصابة خلال الايام المقبلة.

وتحدث عبد الله الخديري وهو احد الناجين من الاصابة بوباء الكوليرا في مديرية جبلة لـ "الاشتراكي نت" عن معاناته في فترة اصابته بالمرض.

وقال الخديري بعد اسعافي للمستشفى في جبلة وتبين اصابتي بالوباء من خلال الفحوصات رفضت ادارة المستشفى استقبالي في قسم الرقود لأسباب لا اعرفها.

واضاف ارجعوني للمنزل يومها وقمت بشراء المحاليل الطبية والوريدية والسوائل على حسابي الخاص وظللت اكثر من اسبوع بين الحياة والموت حتى تعافيت. 

وقال مصاب اخر ويدعى احمد النويسي: تعرضت للإصابة بالوباء و11 من افراد اسرتي واسعفنا للمستشفى لكنهم ارجعونا للمنزل فبعنا بعض ما نملك من الذهب لشراء المغذيات والمحاليل الوريدية ولم نلاقي اي منظمة او جهة صحية ساعدتنا بل يكتفون برصدنا فقط.

ولقيت امرأة في العقد السابع من عمرها حتفها مطلع الاسبوع الجاري بعد اصابتها بالوباء بعد ان ظلت مرمية في المنزل بسبب فقرها ولم تتمكن من شراء الادوية سوى ما قدمه لها البعض من المغذيات.

ويرزح عشرات المصابين بالوباء بين الحياة والموت في محافظة اب بسب عجزهم عن شراء الادوية الخاصة في الوباء بالرغم من توفر العلاج ويقدم مجانا الا ان المليشيات في اب تتاجر به وتتكتم عن حالات الوفاة بالمحافظة.

ورصده مراسل "الاشتراكي نت" في اب عديد حالات، ومن ضمن هذه الحالات التي لا تجد قيمة الدواء رغم توفره بالمجان المصاب بكيل علي عبادي واثنين من اخوانه والذين يعيشون في منزل صغير ولا يجدون من يساعدهم في توفير الدواء وتزويدهم بالمحاليل مالم فإن مصيرهم الموت.

يأتي هذا في ظل اهمال تمارسه الجهات الصحية في المحافظة حيث لم تنشيئ أي محاجر طبية بالمحافظة للمصابين ولا مخيمات طبية بالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية.

وتكدس اطنان من القمامة في زوايا مختلفة بالمحافظة والمديريات تتزامن مع هطول الامطار الغزيرة الامر الذي يساعد في سرعة انتشار الوباء حيث تختلط مياه السيول بالمجاري والابار وتلوث مياه الابار والتي تشكل الناقل السريع للوباء.

قراءة 10942 مرات آخر تعديل على الأحد, 18 حزيران/يونيو 2017 06:05

من أحدث