طباعة

في حوار مع "الاشتراكي نت"..سكرتير الحزب في مأرب ناجي الحنيشي:الحكومة أهملت المحافظة..والاشتراكي حاضر بقوة في معركة استعادة الدولة مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص - حاوره - خليل الزكري

الثلاثاء, 20 حزيران/يونيو 2017 22:56
قيم الموضوع
(0 أصوات)

خاضت محافظة مأرب معركة تحرر كبيرة للتحرر من مليشيا صالح والحوثي الانقلابية، وتخوض الآن معركة لا تقل اهمية عن الاولى في إرساء واعادة بناء ما قوضته حروب الانقلابيين وما الحقته من خراب في المجال العام بكل تجلياته.. فكانت مارب بعد تحريرها الحاضنة الاولى لتشكل نواة الجيش الوطني ومن ثم القاعدة الاساس لانطلاق عملياته العسكرية ضد المليشيا الانقلابية وبدعم من قوى التحالف العربي.

واحتضنت مارب الالاف من المواطنين النازحين اليها من معظم المدن اليمنية، لتشكل بذلك لوحة ناصعة يتجلى منها عمق الانتماء للوطنية اليمنية وقضيتها المصيرية في بناء دولتها المنشودة.

حول هذا الدور الذي تلعبه مارب وحول كثير من القضايا ذات الخصوصية المحلية اجرى مدير تحرير "الاشتراكي نت" خليل الزكري  هذا الحوار مع قائد سياسي كان له دور فاعل في هذه المسارات وهو سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة مارب ناجي الحنيشي..

 - بداية ما الذي يمكن قوله اليوم عن تحرير محافظة مأرب من مليشيا الانقلاب؟

- في البدء نحيي "الاشتراكي نت" لدوره الفاعل في دعم معركة استعادة الدولة ، وكما تعرفون فقد دفعت مارب ثمنا باهضا في مواجهة الانقلابين وقواتهم وميليشياتهم.. هنا على اطراف هذه المدينة الصغيرة استمرت المواجهات اكثر من ستة اشهر،  دافع الماربيون على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية، وابلوا بلاء حسنا وخسروا المئات من خيرة شبابهم ورجالهم بين قتيل وجريح لكنهم هزموا المليشيات وقوات صالح شر هزيمة، وهنا على اسوار مدينتنا تحطمت اسطورة تلك المليشيات.. صحيح كانت الخسائر كبيرة لكن ضمنت حياة اجيال قادمة لو تسنى للانقلابين السيطرة على مارب لكان المستقبل قاتم بل وشديد القتامة. حدثت الانعطافة الكبرى في منصف اكتوبر العام 2015م حين اشتركت قوات التحالف اشتراكا فعالا في العمليات الحربية الى جانب المقاومة والوحدات الاولى للجيش الوطني وفي 22 من الشهر ذاته جرى تحرير المناطق المحيطة بالمدينة وصولا الى مديرية صروح.. كان نصرا مؤزرا، الا ان الكلفة كانت مرتفعة جدا، لكن هكذا تجري طبيعة الامور.

- ماذا بشأن اعادة تثبيت مؤسسات الدولة بعد تحرير المحافظة؟

- بعد طرد المليشيات الانقلابية عُقدت سلسلة من الاجتماعات للقيادات السياسية وقيادة المحافظة لتدارس الخطوات الواجب القيام بها بعد طرد قوات الانقلابيين، وفي هذا السبيل قدمت الكثير من المقترحات والآراء كلها تهدف الى اعادة بعث مؤسسات واجهزة الدولة مجددا وبشكل جديد وجعلها تقوم بمهامها ومسؤولياتها بالشكل الذي يلبي احتياجات الناس في هذه المحافظة التي وفد اليها ما يربو على المليون نازح ومقاوم وغيرهم.

في حقيقة الامر كان هذا التوجه حاضرا وما يزال يمضي  وإن بصعوبة ناجمة عن الاوضاع المعاشة التي تتفاقم يوما عن اخر، ومع هذا لا خيار لنا الا تفعيل وتنشيط مؤسسات الدولة واجهزتها بكل الوسائل والسبل، فالدولة ملجأنا جميعا حتى وان اعتقد البعض ان بإمكانه ان يحل محلها باي شكل من الاشكال.

- حدثنا عن دور القوى السياسية والمجتمعية وبالأخص الحزب الاشتراكي إلى جانب الحكومة  في هذا الاتجاه؟

- في مارب توحدت القوى السياسية ولاجتماعية  امام قوى الانقلاب وشارك اعضاؤها وانصارها بكل بسالة في العمليات الحربية سواء الدفاعية او الهجومية، وهذا امرا تفردت به مارب وقواها السياسية والاجتماعية تقريبا، وكما كان الحال في المعارك، تطلب الحال وحدة المواقف السياسية ازاء القضايا الماثلة هنا على مختلف الاصعدة . 

ونقول إن الحزب الاشتراكي حاضر بقوة في كل المناحي، فهو شريك فعال وصاحب كثير من المبادرات والمقترحات التي صبت في مصلحة المحافظة والشرعية وتفعيل اداء المؤسسات والاجهزة . وبكلمة اخرى نحن موجودون على الساحة ندفع بكل ما هو ايجابي ونقاوم كلما هو سلبي.

- بدا واضحا وجود بعض الاختلالات التي رافقت عملية اعادة ترتيب مؤسسات الدولة فما هو الدور الذي لعبتموه مع بقية القوى للحد من هذه السلبيات؟

- كنا نعرف من البدايات الاولى ان الاختلالات ستحضر بقوة وهو امر طبيعي في وضع استثنائي وغير طبيعي، غير ان المحافظ سلطان العرادة وقيادة المحافظة عملوا بما يقلل من تلك الاختلالات عبر اجراءات عديدة اسهمت الى قدر كبير في تطبيع الاوضاع واعادة بعث مؤسسات الدولة.. نحن من جانبنا في الحزب الاشتراكي ومع بعض القوى السياسية  قدمنا لقيادة المحافظة الكثير من المقترحات اهمها مقترحين تقدمنا بهما نهاية اكتوبر من العام 2015م أي بعد طرد المليشيات الى مشارف صرواح وفرضة نهم.

الاول: تشكيل مجلس انتقالي، يتكون من السلطتين المدنية والعسكرية ومن القوى السياسية والمقاومة الشعبية ورجال القبائل وممثلي منظمات المجمع المدني، يتولى ادارة الشأن العام في مارب على مختلف الاصعدة وفق اسس تنظيمية وأداريه معينة، يدار من قبل هيئة تنفيذية تتكون من 7-9 اعضاء برئاسة محافظ المحافظة.

الثاني: مجلس اعلى للسياسات والبرامج العامة يتكون من 11 عضوا يمثلون القوى السياسية وخبراء متخصصون في مختلف المجالات، تناط بهذا المجلس مهمة وضع السياسات والبرامج المطلوبة، بما في ذلك برامج التنمية.

- هل لاقت هذه المقترحات قبولا في الواقع؟

- للأسف وقفت بعض القوى موقفا لا مباليا والبعض الاخر وقف موقف الممانع وإن بشكل غير صريح، وفي المحصلة الاخيرة، فشلت كل المقترحات رغم الحاجة الملحة لها، الامر الذي تكشف مع الايام التي اظهرت اننا فوتنا على انفسنا فرصة مثلى، كان بإمكانها ان تشكل نموذجا يحتذى به في محافظات اخرى.. وللأمانة كان موقف محافظ المحافظ  داعما للفكرة، خاصة المقترح الثاني، لكن هكذا جرت الامور، ورغم ذلك فان مقتضيات الحاجة والظروف المعاشة  لاتزال تتطلب ذلك.

- تحولت مارب بفعل الحرب وطبيعة الصراع الذي لا يزال قائما في اكثر من محافظة الى مركز جذب لكثير من الفعاليات الحكومية والحزبية والمجتمعية.. كيف انعكس ذلك على المحافظة؟

- نعم لقد تحولت مارب الى منطقة جذب للمقاومين اولا،  ومن ثم للنازحين, كذلك تتواجد هنا قيادات الجيش الوطني وقيادات المقاومة الشعبية من مختلف المحافظات، ناهيك عن بعض ممثلي الحكومة والمؤسسات العامة السيادية، كذلك قيادات حزبية بالإضافة الى مستثمرين وغيرهم.. وفي حقيقة الامر فان استقبال مارب المواطنين من مختلف المناطق اليمنية مثل محطة تاريخية فريدة وعنصر ايجابي في تاريخنا المعاصر على الرغم ما شكل توافدهم من ضغط كبير على مختلف مناحي الحياة العامة والخاصة، وبالذات ما يخص اماكن الإيواء الانساني وغيره، هذه العملية الاجتماعية الكبرى (اقصد تحول مارب الى قبلة لليمنيين) رفعت الستار عن حجم الظلم الذي عاشته هذه المحافظة رغم ادرارها خيرا على  البلد اعواما مديدة.. هنا لا بنية  تحتية مناسبة ولا مشاريع قادرة على تلبية احتياجات سكان المحافظة الاصليين فما بالنا بالأعداد الهائلة والمتزايدة من اليمنيين قاطبة، ونحن نعتز بدور مارب وما قدمته لأبناء اليمن، ومع هذا تبقى الاوضاع ليست كما يجب، ومما يؤسف له ان الحكومة مهملة موضوع انعاش مارب بجملة متكاملة من المشاريع التي من شانها الارتقاء بخدمات الناس الى مستوى افضل.

- لنأخذ مارب نموذجا .. هل كل ما يجري من ترتيبات لتفعيل مؤسسات الدولة يشكل الاساس القوي في البناء المؤسسي لها؟

- أرى ان الوقت مبكر جدا للحكم على مثل تلكم الفرضية، ومع ذلك نطمح والطموح والآمال مشروعة على الدوام مع ان العادة حين تحل المصائب والرزايا بالشعوب تبرز الى سطح اللحظة المعاشة الكثير من الممارسات والتصرفات المضرة بحقوق الناس، وقديما اطلق على ممارسي تلك المساوئ  تجار حروب.. فوق ذلك ماهي الاسس التي يفترض بنا اعادة بناء مؤسسات الدولة عليها..؟  وأقول نحن في حرب  فرضت وقائع ومعطيات جديدة يجدر بنا ادراكها، بالإضافة الى قوانين قديمة وتشريعات نتج عنها انقلاب، وبها حاولوا شرعنة انقلابهم..! وبما ان هذه القوانين والتشريعات لم تحمينا من الانقلاب والقتل والتهجير والتفجير فالعمل بها جريمة اضافية.. في المقابل مخرجات الحوار الوطني لم تفعل وهناك من له موقف منها وان لم يكن واضحا، كذلك لم نستنبط اسس معينة تجمع بين الصالح العام من التجربة الماضية وبين حاجة الضرورة الملحة حاليا، على ضوئها نعيد بناء مؤسسات الدولة في مارب بشكل يلبي مصالح وحاجيات الناس في الظروف الجديدة.. يستنتج من كل ذلك ان ما نقوم به على الرغم من اهميته وضرورته لا يرقى الى ما يمكننا ان نطلق عليه اساسا مكينا للبناء المؤسسي.. بعبارة اخرى تجري اعادة بعث ما كان في الماضي  مع بعض البهارات النافعة وغيرها.

- في الجانب العسكري .. تشكلت الكثير من الوحدات العسكرية في مارب منها من بقى في مارب والاخر انتقل الى مختلف جبهات القتال الى اي مدى تؤسس هذه التشكيلات لجيش وطني حقيقي ؟

- نعم جرى تشكيل الكثير من الوحدات العسكرية (الوية وكتائب وغيرها )، وهي العملية المستمرة منذ مايو 2015م وحتي اليوم، وعلى الرغم من الأدوار التي قدمتها اغلب الوحدات العسكرية في مواجهة قوات ومليشيات الانقلابين واحراز انتصارات كبيرة على مختلف الجبهات الا ان عملية التشكيل هذه قد شابها الكثير من الاخطاء والسلبيات  كان لها بالغ الاثر على مجمل المهمات العملية المناطة بهكذا وحدات، ويمكننا القول ان الماضي يسحب نفسه هنا وله تجليات واضحة على حاضر هذه الوحدات، كذلك طبيعة تكوين اغلب الوحدات، الجهوية والقبلية وغيرها، فوق ذلك الكثير من القادة  ليسوا كما يفترض.. خلاصة القول ان الجهود بذلت ولازالت، وفي هذا لا ننسى دور وجهود اللواء/ محمد علي المقدشي رئيس هيئة الاركان العامة، كقائد  تحمل مهمة من اعقد واصعب المهمات، في مرحلة من اخطر المراحل، لكنه قام بها كما سمحت الظروف والوقائع، اليه يعود الفضل في تأسيس الجيش الوطني وصقل وتطوير مهاراته وعملياته.. الجهود موجوده واثمرت في الكثير من المجالات لكنها بحاجة الى مضاعفة ومواصلة لتزيل ما رافق تشكيل تلك الوحدات من سلبيات وهو الامر الذي يفسح المجال لتحولها الى نواة حقيقية لجيش يمني وطني محترف يقوم بمهامه وفقا لاحترافية وكفاءة عاليتين، هذا ما يجب وهذا ما نرجوه.

- اعلن في مارب في وقت سابق عن اقليم سبأ ضمن الاتحاد الفدرالي المأمول هل مرد ذلك مطلب جماهيري وشعبي ام هو ارادة سياسية؟

- ما جرى اعلانه هو عملية تنسيقية بين المحافظات المكونة لإقليم سباء، وهي خطوة  كان من المفترض ان تتبعها خطوات اخرى تضع الاسس العملية لإقليم في اطار الدولة الاتحادية، ومع ذلك فقد شكل الاعلان حالة حفلت بالاهتمام والمتابعة . وهنا علينا عدم اغفال وجود قوى من خارج حدود الاقليم ليست على قناعة بموضوع مخرجات الحوار وشكل الدولة الاتحادية.. قوى لها فعالية تحول عن أي توجه حقيقي نحو عمل من هذا القبيل.

- وكيف ترون ما جرى في منظمة الحزب الاشتراكي؟

-  كان لنا كحزب اشتراكي  تصورات ومقترحات اخرى في هذا الشأن، وهي تصورات ومقترحات هدفت في مجملها الى السير بشكل مدروس نحو ارساء اسس الدولة الاتحادية عبر طائفة من الاجراءات القانونية والسياسية لإشهار اقليم سبأ كخطوة في الاتجاه العام نحو  الدولة المنشودة.. صحيح ان الامر على اهميته لم يحظ بالنقاشات والحوارات المطلوبة بسبب الانشغال في مهمات المرحلة الاخرى ذات الاولوية (المعركة) وغير ذلك من الاسباب الا ان هناك توجه عام يحركه الشباب الواعي نحو فرض اشهار الاقليم وفق واسس واجراءات صحيحة وواقعية، تفضي في الاخير الى تحقيق واحدة من اهم مخرجات الحوار الوطني التي قاتل من اجلها اليمنيون عامة وابناء اقليم سبأ والماربيين خاصة.

 

 

قراءة 9925 مرات آخر تعديل على الخميس, 06 تموز/يوليو 2017 21:55

من أحدث