طباعة

نموت بالجهل أحياءً ..

الثلاثاء, 04 تموز/يوليو 2017 19:33 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)


لا شيء يورث الإنسان ظلام العبودية وظلال الإستبداد مثلما يفعل الجهل .. وهنا يد حكوماتنا "الموقرة" سباقة بالقبض على طموحات الشباب في الحصول على حياة كريمة يستحقها كإنسان كما تكفل له ذلك كل قوانين الدنيا ..
ولأن العلم ترياق مضاد للتسمم بالجهل راحوا يحاولون هؤلاء الأنقياء تنوير عقولهم من خلال البحث والتفكر بعلوم الطبيعة وصولاً إلى الذات الإلاهية كما أمر الله نفسه إلا أن القادة المتشحين بعباءة الدين المسودة الثكلى من فرط ذنوبهم أبوا إلا إحتكار التفكر في الدين والإجتهاد فيه أو حتى نظم كلمات على سبيل الشعر أو النثر أو المقالة بنكهة دينية ، فهم إعتادوا التحريم والتحليل وفقاً لأهوائهم لا لشريعة إسلامية ولا هم يحزنون ،
لذا ما كان منهم إلا أن وضعوا كل من تجرأ على التفكر والتساؤل على منصة التكفير والزندقة حيث يحلل قتلهم بأساليب القتل والتعذيب والتذليل البشعة المختلفة .. وهكذا راحوا نخبة شباب المجتمع ولازال الباقون على محك منصتهم ومحكمتهم التي لا تحتكم لا لدين أو ضمير أو حتى عقل
راحوا هؤلاء لمجرد أنهم حاولوا خلق وميض أمل لعله يحرض شمس الحرية على الشروق وسط ليالينا الكالحة التي لم تنتهي منذ آلاف الأعوام و أمتدت حتى أقاص أرواحنا من بطش إمامة آخر الزمان وعبودية القرن الواحد والعشرون ، وهكذا أتهم عمر باطويل بالإلحاد لمجرد قوله (أنا أرى الله في الزهور وأنتم ترونه في القبور)! فأستباحوا دمه وقتلوه وتعتلي شفاههم إبتسامة صفراء تشي بالنصر الوهمي ، ولحقه أمجد الإشتراكي الفكر الذي غرق في نفس الدوامة الصناعية التي تحركها أياد عبثية تصبو نحو إعادتنا إلى قرون من عصور التخلف والجهل بل أنئى من ذلك .. فقتل!!
تذكرني هذه الحوادث الأليمة التي تخدش ضميرنا بقسوة، بما أصاب الحلاج قبل ألف وخمسة وتسعين عام، الشاعر الصوفي الذي مات شهيد أشعاره الداعية للسلام وسماحة الأديان وبساطة الدين الإسلامي خاصة .. حد التوحد مع روح الله ..
وماذا بعد كل ذلك سوى أن ننعي إذا أجيز لنا ذلك أنفسنا ونعزيها لموت الإنسانية فينا .. حيث إختبأنا بجحور بنيت بالجبن والهلع من صغير الولاة قبل كبيرهم .. فأخرست الأفواه والعقول التي كانت تنضجها حرارة ثورة الإنسان .. وإرادة الله العليا أن الإنسان ولد حر كريم ويجيب أن يعيش ويموت وهو كذلك.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

 

قراءة 8995 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 04 تموز/يوليو 2017 19:40

من أحدث عبير محسن