طباعة

عبدالرحمن غالب.. الرحيل قبل الأوان

الأحد, 30 تموز/يوليو 2017 18:03 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

غادرنا الرفيق عبد الرحمن غالب(ظهير) دون ان يلقي تحية الوداع على رفاقه الكُثر الذين عرفوه عن قرب منذ الزمن الجميل الأفل، وحتى لم يستأذنهم بالمغادرة، تاركا اياهم اسيري التساؤلات الحارقة . هل غادرنا محتجا على الحالة البائسة التي اوصلتنا لها الزبائنية السياسية بفسادها وافسادها الى ما دون الحضيض؟ هل تيقن ان الأحلام الكبيرة التي افنى كل حياته في سبيلها تسربت من بين الأصابع؟ وأن قوم سبأ تفرقوا من جديد، وعاد كل قطيع الى مضاربة الأصلية؟ هل تأكد له بالملموس ان توزيع العدالة على كل مُستحق صار اقرب الى المستحيل، بعد أن استأثر ثلة من اللصوص والقتلة وقطاع الطرق على مجمل الثروة، تاركين للأغلبية الساحقة حرية  التمرغ في قاع بحار الفقر والمرض والجهل والتخلف؟ هل فاجأه اعلان طفل مران الأغر تعيين نفسه اماما على اليمنيين، دون استشارتهم وتحويل البلد الى مخيم كبير للاجئين اليمنيين، من خلال اعلان الحرب على أمال الإصلاح الاجتماعي والتنمية وعلى وثيقة مخرجات الحوار الوطني بالتحالف مع سفاح سنحان المُتغطرس ؟ هل رحل احتجاجا على عودة القوى الظلامية الى الواجهة واستبسالها في اغتيال الحياة المدنية  والعودة بالبلد الى زمن الكهوف؟ هل غادر محتجا على  زرع التحالف الطائفي بذور الشقاق الطائفي –الجهوي  التدميرية في كل مكان، وهذا ما كان الفقيد يخشاه. ؟؟

الحقيقة هناك العديد من الأسئلة العالقة طرف اللسان، ولكنها ستظل دون اجابات  مادام رجل الكف النظيف رحل عنا قبل الأوان. لذا تقتضي الدقة هنا الإشارة الى ان معرفتي بالرفيق ظهير التي  لم تعتمد على البربوجندا او(ثقافة الأذن)وانما عرفته عن قرب، منذ بداية التحاقي بالحزب الديمقراطي الثوري اليمني.

قابلته للمرة الأولى في مدينة (اب) بمعية (الرفيق سهيل) وتوطدت علاقتي التنظيمية به حين كان مسؤولا تنظيما عن محافظة تعز. ووجدت فيه المناضل المتواضع بل قل انه التواضع الذي يسير على قدمين، ناهيك عن كونه شديد الاهتمام  بهموم الرفاق وهموم اليمن ناهيك عن كونه مناضلا ثوريا بكل ما يعنيه الموقف الثوري من حق وشجاعة  ومسؤولية، تماما كما عبر عنه في حينة الكاتب الصيني (صان يات صن)من خلال كتابة الذائع الصيت حينها، كيف تكون مناضلا جيدا؟

عرفناه جميعا بدون استثناء بأنه الرجل التنظيمي الفذ الذي بإمكانه بناء منظمة حزبية تحت الأرض، بحكم خبرته التنظيمية الحزبية  والنقابية المتراكمة على مدى عقود من الزمن، لذا تم اختياره من قبل الرفاق ان يتولى منظمة صنعاء في نهاية سبعينيات القرن المرحوم، ودعته حينها بصفتي مديرا لمكتب الحزب الديمقراطي الثوري اليمني (عدن).

لم يطل بقاءه طليقا في صنعاء، وتعرض للاعتقال من قيل جهاز الأمن اللاوطني مع مجموعة من الرفاق الذين رفضوا البقاء اسيري الأغلال العبودية يؤدون الدور الخدمي للأسياد الملطخة ايديهم بالدماء، فسلط عليهم حُكام التعذيب والقمع المخابراتي والقتل والتسلط، السادي المتوحش (خميس) وكائناته الفاشية، لينزلوا عليهم العقاب ويحيلوا  حياتهم  خلف القضبان الى جحيم ارضي،  فقد البعض حياته واصيب البعض الأخر بأمراض نفسية وجسدية ،ومنهم الرفيق ظهير، الذي قضى اكثر من ست سنوات خلف القضبان، وعددا من السنوات تحت الإقامة الجبرية في صنعاء.

قصارى الكلام يمكن القول دون الاتهام بالمبالغة ان الرفيق ظهير كان يمتاز بالعديد من الصفات القيادية النادرة احاطته بتقدير واحترام رفاقه قلما حظي به احد من مجايليه ورفاقه, وخير دليل على ذلك حصوله على اكثرية الأصوات في المؤتمر التأسيسي لحزب الوحدة الشعبية .في الختام ما بوسعنا الا ان نقول لك وداعا وسلم على الرفاق الذين سبقوك.⁠⁠⁠⁠

قراءة 9102 مرات

من أحدث القباطي عبده ردمان