طباعة

الصراري: الحلول الشاملة تعثرت بسبب تعنت الانقلابيين واستمرار الحرب مأساوي

  • الاشتراكي نت/ مجلة اليمامة

الخميس, 31 آب/أغسطس 2017 23:05
قيم الموضوع
(0 أصوات)
الاستاذ علي الصراري الاستاذ علي الصراري

اكد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الصراري على ان الحل في اليمن يجب ان يبدأ في شكل متدرج يبدأ بإخراج ميناء الحديدة من تحت سيطرة الانقلابيين "علي صالح والحوثي"، ثم الانتقال بعد ذلك لمعالجة مشكلة تعز ثم معالجة مشكلة مطار صنعاء، والاستمرار بعمل معالجات جزئية حتى تنضج الظروف لإجراء حل أمني وسياسي كامل.

وقال الصراري في حوار مع مجلة "اليمامة" "إن استمرار الحرب أمر مأساوي وتترتب عليه مآسٍ إنسانية كبيرة، ومن الصعب غض الطرف عما يدور في مناطق الصراع من سفك الدماء، لهذا إذا كانت قد تعثرت الحلول الشاملة بسبب تعنت الانقلابيين، الآن لا بأس من أن نسلك طريقاً آخر، عن طريق الحلول لمشاكل جزئية وتراكم هذه الحلول هو طريق الحل الشامل.

واوضح القيادي الاشتراكي ان مشكلة مجابهة الانقلاب واستعادة الدولة، لاتزال قائمة وهذه المهمة يجب أن تتقدم على أي مهمة أخرى.

وحول القضية الجنوبية قال الصراري "في إطار أي فهم لحل القضية الجنوبية يجب أن يكون مفهوم أين تكمن مصلحة الجنوبيين، وان يبدئوا أولًا العمل على توحيد صفوفهم، فالحوار والتعقل والبحث عن حلول تدريجية هو الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى حل المشكلة.

وتطرق الصراري في حواره الى الازمة التي شهدتها صنعاء بين صالح والحوثي حيث بين ان الصدام بين طرفي التحالف الانقلابي أصبح حتمياً، ولا يبدو أن هناك إمكانية لتفادي هذا الصدام.

وتابع "والسبب في هذا هو طبيعة المشاريع التي يحملها الطرفانوالتحالف الذي نشأ بينهما هو تحالف انتهازي كان يهدف للإطاحة بالشرعية ولإيقاف العملية السياسية السلمية، ثم بعد ذلك كل طرف سينصرف لمجابهة الآخر".

اجرى الحوار/ حسين البدوي

rكيف ترى الشرخ الذي حدث بين طرفي الانقلاب، وفي الوقت نفسه هناك حديث عن وساطة قبلية بقيادة الشيخ ناجي الشايف لاحتواء الخلافات بينهما؟

- الخلاف هو خلاف حقيقي وليس مفتعلًا، وكما يبدو الآن أنه يتفاقم يوماً عن آخر، وفي تقديري أن الصدام بين طرفي التحالف الانقلابي أصبح حتمياً، ولا يبدو أن هناك إمكانية لتفادي هذا الصدام، والسبب في هذا هو طبيعة المشاريع التي يحملها الطرفان، عبد الملك الحوثي يعتقد بحق إلهي في الحكم، وعلي عبد الله صالح لا يقول إنه حق إلهي ولكن يعتقد أن له حقاً مطلقاً بالحكم وقد أمضى 33 عاماً لم يكن بحاجة إلى أن يزعم أن الله انتدبه لهذه المهمة، ولكن فرض نفسه على البلد وتخلى عن السلطة في فبراير 2012 صورياً، ولكن ظل في الحقيقة ينهب الخزينة العامة وسلم دولة بدون مال، ولم يسلم الجيش، ولم يسلم الأجهزة الأمنية، وعندما جاءت حكومة الوفاق الوطني حاولت أن تدير الدولة ولكن لم يمكنها علي عبدالله صالح وافتعل في وجهها كل أنواع المشاكل من قطع الكهرباء إلى قطع الطرق إلى قطع أنابيب المياه، إلى منع تصدير النفط، لا توجد جريمة لم يقترفها علي عبد الله صالح من أجل أن يعطل عمل حكومة الوفاق الوطني، ولهذا أقول علي عبدالله صالح يمتلك مشروعاً فردياً عائلياً لا يتخيل أن يكون هناك شريك معه في الحكم، بل هو غدر بكل شركائه، وأنا هنا أقول إنه لديه سلوك الغدر الإجرامي وأدمن هذا السلوك، هو انقض على كل من تحالف معهم في الماضي والآن هو يخطط للانقضاض على الحوثيين، والحوثيون بالمثل لا يتصورون أنفسهم شركاء مع أحد ويزعمون هذا الحق، والتحالف الذي نشأ بينهما هو تحالف انتهازي كان يهدف للإطاحة بالشرعية ولإيقاف العملية السياسية السلمية، ثم بعد ذلك كل طرف سينصرف لمجابهة الآخر.

علي عبدالله صالح في إطار هذه المواجهة أراد أن يستعين بمشايخ القبائل وبالأصح هو استعان بكل الإرث التاريخي المتخلف في اليمن، هو حشد كل المشايخ الذين يجمعون بين الجهل والصلافة القبلية، أناس ليس لهم علاقة بالتعليم أو الثقافة أو السياسة السلمية، وحشد كل هذه القوى ليستعين بها تحت مسمى «الوساطة» ولكن لا يمكن أن يكون هؤلاء القوم حكماء، وطبعاً التقى صالح بهذا الركام وهو الآن يستقوي بهم، لكن الحوثيين من جانبهم أكدوا أنه لم يحدث أي اتفاق.

rما الذي فعله علي عبدالله صالح في اليمن على مدار ثلاثة عقود؟

- إذا أردت أن تأخذ خلفية عن هذا الرجل، هو لم يدخل المدرسة، ولم يحصل على دورة عسكرية، كل حظه من التعليم هو في كتاب القرية، والتحق بالجيش وعمره 16 سنة، وفي هذا السن كان مقرباً من أحد الضباط العسكريين الكبار اسمه «هادي عيسى»؛ وهذا من الذين كانوا يلقون بالناس أحياء داخل بئر، وتربى علي عبد الله صالح على يد هذا الأفاق، ووصل إلى الرئاسة بعد أن قتل الرئيس إبراهيم الحمدي بيده، فهو رجل غدار وهذا هو سلوكه، هو شخص لم يتلق في حياته أي نوع من القيم التي تجعله يرعى حقوق الآخرين وتجعله يحترم الحقوق، وعلى يديه اليمن استمر في تخلفه، وكان مهمته أن ينهب المساعدات التي يتلقاها اليمن، وينهب الثروات، وفي عهده ظهر النفط واستنزفه، كما استنزف الماء وأصبح اليمن بلداً مهدداً بالجفاف، وهذه نتائج سياسات علي عبد الله صالح الإجرامية.

rكانت هناك وقفة أمام مبنى البرلمان للمطالبة بصرف الرواتب المتوقفة، بسبب استيلاء الحوثي على أموال الدولة.. في رأيك هل سيكون هناك حراك شعبي في المناطق التي تحت سيطرة الانقلابيين؟

- من اللحظات الأولى للانقلاب كان هناك رد فعل جماهيري رافض للانقلاب، وخرجت مسيرات وأقيمت الوقفات الاحتجاجية في عدد كبير من المناطق، ولكن هذه الفعاليات واجهت القمع الشديد، حتى الوقفة أمام البرلمان تعرضت للقمع الشديد، والآن في ظل المعارك العسكرية الفعاليات السلمية قليلة لأنها تقمع بقوة، ويتعرض المعارضون لتهم خطيرة وتجري محاكمات غير عادلة، وأظن أن سير المعارك في المستقبل ربما يؤدي إلى ازدياد كبير في الحركة الاحتجاجية الشعبية، وسوء الظروف المعيشية والصحية وانهيار الخدمات كل هذه أسباب تدعو إلى الاحتجاج.

rهل ترى أنه يمكن قبول إيران كطرف في أزمة اليمن؟

- ليس من مصلحة الشعب اليمني أن تُجلب إيران ويعترف بها كطرف في الصراع، لأنه لا يوجد ما نبحثه مع إيران، هي الآن تقوم بتغذية الانقلاب بالسلاح، والمجتمع الدولي معني بالضغط عليها لإيقاف هذا السلوك وأن تترك الشعب اليمني وشأنه، فما هو الحق الذي يمكن من خلاله الإقرار بدور لإيران في اليمن؟ هل إيران هي مندوبة عن كل الشيعة في العالم؟ هذا طبعاً غير وارد خاصة أن المجموعة الحوثية الزيدية في اليمن على خلاف مع المذهب الحاكم في إيران، وهناك تيار في الزيدية اسمه الجارودية وهو تيار متشدد وقريب من المذهب الجعفري.

rوهل إيران تدخلت من أجل المذهب أم من أجل أطماع الهيمنة على المنطقة؟

- إيران لديها أطماع إقليمية والمذهب هو أداة من الأدوات التي تحقق لها مطامعها، لكن الدافع الأساسي هو أنها تريد أن تكون قوة إقليمية مهيمنة في الخليج العربي وتريد أن تستكمل الطوق حول السعودية من خلال السيطرة على باب المندب وبحر العرب وخليج عدن، وهذا هو ما يحرك إيران ولا يحركها أي شيء آخر. إيران تحاول أن تمد يدها بشكل أو بآخر، لكن حقيقةً قيام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية وضع حد لأحلام إيران بالهيمنة على اليمن، وإذا أرادت القيادة الإيرانية أن تفكر بعقلانية فعليها أن تدرك أنه لا مجال أن يتحول اليمن إلى موضع قدم لإيران.

rما رأيك في مقترح إسماعيل ولد الشيخ أحمد لضمان استمرار ميناء الحديدة، بوضع لجنة أممية للإشراف عليه؟

- مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن بوضع لجنة أممية تضمن وصول الإيرادات إلى البنك المركزي، وافقت عليها الحكومة، ووافقت حتى على أن يفتح مطار صنعاء، لكن شريطة أن تخرج الميليشيات من داخل المطار، وتسلم إدارته للأجهزة التي كانت تديره قبل الانقلاب، وأن تشرف الأمم المتحدة على هذه العملية، طبعاً هذه المسألة لها جانبان، الأول أن الكثير من الأسلحة التي ترسلها إيران للحوثيين تدخل إلى اليمن عن طريق ميناء الحديدة ومطار صنعاء، ومن ناحية أخرى يستحوذ الانقلابيون على موارد الميناء لتغذية حربهم.

rهل الانفصال سيؤدي إلى استقرار الجنوب؟

- أعرف أن هناك غضباً شديداً في الأوساط الشعبية في الجنوب بسبب السياسيات الخاطئة والإجرامية التي مارسها تحالف حرب 1994م بزعامة علي عبدالله صالح، واقترفت جرائم بشعة، ومورست ضد الناس سياسيات انتقامية تصفوية وحاولوا أن يقهروا الجنوبيين وأن يسحقوهم سحقاً، وهذا طبعاً أثار غضب كبير، ولكن هل يستطيع الجنوبيون أن ينفصلوا؟ أنا لا أعتقد أن المسألة ليست بهذه البساطة، رفع الشعار سهل، لكن تحقيق هذه الشعارات هو ما ينبغي فعلًا أن يكون محل دراسة، وعلينا أن نجرب الحلول الأخرى قبل أن نصل إلى هذا الحل، لماذا لا نجرب الدولة الاتحادية؟ فمن الممكن أن تحقق للجنوبيين ما يريدون تحقيقه من الانفصال.

rولكن ألا ترى أن الوضع الراهن يستوجب استعادة الدولة ثم الحديث عن الانفصال؟

- بالطبع، لا نزال الآن في مشكلة وهي مجابهة الانقلاب واستعادة الدولة من يدهم، وهذه المهمة يجب أن تتقدم على أي مهمة أخرى، ولكن أتحدث حتى في إطار أي فهم لحل القضية الجنوبية يجب أن يكون مفهوم أين تكمن مصلحة الجنوبيين، إذا ترك الجنوبيون العنان لعواطفهم سيختارون الانفصال، هم يقولون كفوا أيديكم عنا ولكن هل يستطيعون أن يصلوا إلى اتفاق ويواجهوا الجماعات الإرهابية؟ وهذه الجماعات ليس صحيحاً أنها مرسلة من الشمال، فهي موجودة في الجنوب وفي الشمال، وهذا فكر متخلف متشدد ولا نستطيع أن نقول إن هناك جنوباً يرفض الإرهاب وهناك شمال إرهابي بطبعه، الإرهاب ناجم عن فكرة متشددة مضاف إليها ظروف سياسية واجتماعية تؤدي إلى تحول التشدد إلى سلوك عنيف، والمأمول هو أن يبدأ الجنوبيون أولًا العمل على توحيد صفوفهم، فهل يمكن القبول بدولة تحكمها الفوضى؟ الحوار والتعقل والبحث عن حلول تدريجية هو الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى حل المشكلة.

rوكيف ترى أهمية التحالف العربي في هذه المرحلة؟

- التحالف العربي انعطافة جديدة في حياة المنطقة العربية عموماً، وتقريباً الآن التجمع الثاني في المنطقة بعد الجامعة العربية هو التحالف، وهذا التحالف أدى وظيفة مهمة بحماية بلد عربي من أن تنحرف به الأحداث وأن يوضع تحت نفوذ قوة غير عربية «إيران»، التحالف عمل تاريخي يحسب للملك سلمان بن عبد العزيز هذه الجرأة وهذه المبادرة القوية في التصدي للمخاطر التي واجهت اليمن، والتي كان السكوت عنها سيؤدي إلى أن تتسع دائرة هذا الخطر وتشمل دولاً عربية أخرى، والآن علينا أن نستكمل هذه المهمة باستعادة مؤسسات الدولة اليمنية، وأنا أعتقد أن هناك مسؤولية سياسية وأخلاقية نحو إنجاز هذه المهمة، اليمن بدأت تواجه مشاكلها عن طريق المبادرة الخليجية التي قبل بها اليمنيون حينها، وأعتقد أن الانقلاب جاء ليقطع الطريق على هذه العملية السياسية السلمية.

rأين يكمن الحل في اليمن؟

- أرى أن الحل يكمن في أن نسير بشكل متدرج، ميناء الحديدة يخرج من تحت سيطرة الانقلابيين، ثم الانتقال بعد ذلك لمعالجة مشكلة تعز ثم معالجة مشكلة مطار صنعاء، والاستمرار بعمل معالجات جزئية حتى تنضج الظروف لإجراء حل أمني وسياسي كامل، وهذه العملية ربما تطول بعض الشيء، ولكن أنا أقول إن استمرار الحرب أمر مأساوي وتترتب عليه مآسٍ إنسانية كبيرة، ومن الصعب غض الطرف عما يدور في مناطق الصراع من سفك الدماء، لهذا إذا كانت قد تعثرت الحلول الشاملة بسبب تعنت الانقلابيين، الآن لا بأس من أن نسلك طريقاً آخر، عن طريق الحلول لمشاكل جزئية وتراكم هذه الحلول هو طريق الحل الشامل.

قراءة 18443 مرات آخر تعديل على الخميس, 31 آب/أغسطس 2017 23:16

من أحدث