طباعة

عبد الرحمن غالب والتحول من الفكر القومي الي الفكر العلمي

الأربعاء, 11 تشرين1/أكتوير 2017 16:23 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في عام 1967بداء الجدل يدور في اوساط الحركات القوميه العربيه حول الخيارات الفكريه عن موضوعات التحرر والخيارات الوطنيه الاجتماعيه للحركه .

وكانت حركة القوميين العرب احدى هذه الحركات وكان اليمن اكثر الفروع جدلا وتداولا .

 قرر فرع الحركه عام 1967الانفصال عن المركز القومي في بيروت .

ثم تبعته التحولات الفكريه والسياسيه .

كان الرفيق عبد الرحمن غالب احد القيادات الرئيسيه التي نشطت وخاضت الحوارات التي ادت الي حسم الموقف الفكري باعتماد فكر الاشتراكيه العلميه بديلا عن الفكر القومي وتحديد الخيارات السياسيه بالتحالف مع المعسكر الاشتراكي وحركة التحرر الديمقراطي في العالم وتحديد الخيارات الوطنيه بالعمل من اجل العداله الاجتماعيه لصالح الفقراء والقوى المنتجه من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والطلاب .

حسم هذه الخيارات ادت الي عقد المؤتمر التاسيسي الاول للحزب الديمقراطي الثوري اليمني في يوليو 1968وانتخب عضوا في اللجنه المركزيه..وعضوالامانه العامه..

وكان في الصف الاول للحزب قيادة وثقافة وسياسه وتنظيم .

الفقيد/عبدالرحمن غالب مناضل صلب وقائد فذ هو احد فرسان الحركه الوطنيه الديمقراطيه اليمنيه من الاوائل المؤسسين.

لعب دورا محوريا مع رفاق الصف الاول في تٱسيس الحركه الوطنيه الديمقراطيه   اليمنيه .

نشاء نشاءة مدنيه لم يحمل في فكره وسلوكه عقد المجتمع الريفي بعصبياته المتعدده،ولم تنمو فيه عقد الانانيه وحب الذات وغرور البرجوازيين في المدينه التي ولد وتربى فيها .

خلال مشواره النضالي تطورت مداركه الثقافيه والسياسيه والتنظيميه والعمل مع الجماهير .

وكان من القلائل الذين يتمتعون بثقافه عاليه في الفكر والسياسه والتنظيم وقدره في العمل النقابي والعمل مع الجماهير.

فكثير من القيادات في الحركه الوطنيه الديمقراطيه تكون في مستوى من الثقافه والسياسه جيد لكن التنظيم ضعيف او في الفكر والتنظيم جيد وفي السياسه ضعيف .

اما الرفيق عبد الرحمن غالب كان مثالا رائعا في قيادة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.

 تتعادل كفته مع الرفيق سلطان احمد عمر في الفكر والسياسه والتنظيم مع تميزه في العمل مع الجماهير .

وللصفات التي كان يتصف بها كان يتمتع بقبول كل رفاقه ومحل اجماع منهم،كان يتعامل مع تعدد الاراء في الحزب والحركه الديمقراطيه بوعي ومسؤليه عاليه ،لاينكر عليه اجتهاده  احد من رفاقه، وكانت له قدرات مميزه في التحليل والتقييم والتصويب في اطار الحزب .

كان يرى ان الحركه الديمقراطيه الثوريه اليمنيه عليها ان تتبع كل اشكال النضال في المواجهه مع الاعداء،وان الشكل الرئيسي للنضال تحدده الظروف الموضوعيه والذاتيه وليس الامزجه والرغبات .

وعندما اشتدت المواجهه بين قوى الثوره والقوى المعاديه والمضاده في الساحه اليمنيه ،كانت ترى قيادات الجبهه القوميه والدوله في الجنوب ان على الحزب الديمقراطي ان ينخرط في العمل العسكري بكل تكويناته وان لاشكل للنضال غير العمل المسلح .

وكان الفقيد في مقدمة المعترضين على هذا التوجه وكان يرى ان العمل  العسكري يجب ان تمارسه منظمه محترفه ومؤهله وليس تنظيم حزبي مدني ، وان التنظيم الحزبي يجب ان يكون مفصولا عن التنظيم العسكري بقيادات عسكريه ومقاتلين عسكريين مؤهلين لهذا النوع من النضال .

وفي عام 1974م عندما قامت حركة 13يونيو في صنعاء عقدت اللجنه المركزيه للحزب الديمقراطي اجتماعا لمناقشة الوضع الجديد فافرز الاجتماع رأيين الاول يرى بضرورة التعاطي بايجابيه  والحوار مع قيادة حركة 13يونيو وكانو الاغلبيه ،والراى الاخر يرى بضرورة التريث ووقف موقف التشكيك من الحركه وقادتها واصطف الرفيق عبدالرحمن غالب مع الراى الثاني وكانوا الاقليه  ولكنهم التزموا بموقف الاغلبيه .

في آواخر عام 1977م اقرت قيادة الحزب تكليف الرفيق الفقيد بتحمل مسؤلية ماكان يسمى بالمثلث تعز/صنعاء/الحديده   لمنظمات الحزب ومتابعة سير النشاط التنظيمي للحزب  .

اتخذ من تعز مركزا لممارسة مهامه القياديه، وفي فترة تواجده على راس الهرم الحزبي في الشمال استطاع اصدار العديد من البيانات السياسيه للحزب وتوزيعها على مستوى محافظات الشمال مما اربك سلطات نظام صنعاء .

وفي  النصف الثاني من عام 1978م غادر عدن  الي صنعاء واتخاذها مركزا للقيادة باعتبارها عاصمة النظام، لاستكمال الترتيبات   والتحضير والاشراف لعقد مؤتمرت المنظمات الحزبيه للحزب الديمقراطي في اب وتعز والحديده  وانتخاب المندوبين للموتمر القادم للحزب.

تم اعتقاله مع رفيقين اخرين علي عبد الرحمن/سيف محسن   في اواخرنوفمبر 1978م، في معتقلات الامن الوطني تعرض الفقيد  لكل صنوف التعذيب الجسدي والنفسي ولكنه بقى شامخا كعادته كما هو خارج السجن .

في المعتقل بقى في السجن الانفرادي لعدة شهور، وعندما تم اخراجهم الي السجن المركزي  شك السجانون بالفقيد كان يتواصل مع قيادة الحزب خارج السجن، فتم اعادته الي  معتقلات الامن الوطني وظل في زنزانه انفراديه لمدة عامين حتى اطلاق سراحه في سبتمبر 1984م.

كان الفقيد  بكثف مايدور من خلافات وصراعات في داخل الحزب وقيادته في الجنوب ،لكنه كان يرفض الاصطفاف لغير الحزب ومشروعه الوطني وبروحه المدنيه بعيدا عن الاصطفافات المتخلفه والانانيه والمغلفه بالاسميه والوظيفه.

بعد قيام الوحده بعامين تقريبا تحدث عن ذلك وقال انه بعث باكثر من رساله الي شخصيات في الحزب يثق بها وحذرهم من العواقب الكارثيه التي قد تؤدي اليها حالة الاصطفاف والتكتل الخاطئ الذي يهدد مستقبل الحزب ووحدته ومستقبل النظام في الجنوب والقضيه الوطنيه بشكل عام.

بعد خروجه من السجن عام 1984 رفض النزوح الي عدن رغم العروض التي قدمت اليه، والضمانات بسلامة نزوحه من صنعاء الي عدن، وكان ايضا معه رفاق اخرون كان لهم نفس الموقف من قيادات الصف الاول .

وفضل هو ورفاق له البقاء في صنعاء رغم المضايقات  والرقابه الشديده عليه وعدم السماح له بالحركه،بقى في صنعاء رغم الحصار الذي كان مفروضا عليه من مخابرات النظام في صنعاء .

الا انه كان يتواصل مع قيادة الحزب في داخل الشمال وفي الجنوب .

وعند اتفاق 30نوفمبر 1989م غادر صنعاء  الي عدن وعودته الي اسرته.

وبعد اعلان الوحده عام 1992تم تعيينه مستشارا في وزارة العمل

والشئون الاجتماعيه .

عند حدوث الخلافات والصراعات بين شركاء الوحده كان موقفه يتسم بالوضوح ويرى ان الاغتيالات وافتعال الازمات هي من فعل الشريك بالوحده ويجب تحميله المسئوليه مباشرة دون مواربه او مساومه وتردد، وكان يرى ان تسجيل الاحداث ضد مجهول هو تردد وضعف من قيادة الحزب .

وكان يرى ان موقف قيادة الحزب الاشتراكي تجاه كوادر ومناضلي الحزب في الشمال وعدم حل مشاكلهم الوظيفيه والسياسيه ستؤدي الي اضعاف الحزب وجودا وفاعليه وستقلص قاعدته الجماهيريه .

في حرب صيف 1994 ضربت بيته  في المنصوره بقذيفة دبابه ونزح الي مدينة المعلاء مع من نزح وتضررت بيوتهم وووو…

بعد الحرب حضر اجتماعا للجنه المركزيه عقدت في سبتمبر 1994م بصنعاء وقدم الفقيد رؤيه تتضمن كيف يجب ان يكون اداء الحزب ونشاطه ولكن هذه الرؤيه لم تعمم وتم التحفظ عليها من قبل بعض النافذين حينها في قيادة الحزب .

ولم توجه اليه اي دعوه لحضور اجتماعات اللجنه المركزيه بعد ذلك .

وايضا لم يتم دعوته او استدعاؤه لحضور المؤتمر العام الرابع بدورتيه، مما اضطره ذلك للانزواء والانعزال والبقاء في منزله في عدن.

عبدالرحمن غالب(ظهير) اعطى كل حياته من جهد ووقت وحركه وعمل للقضيه التي أمن بها انغرس فيها وعاشها بكل تفاصيلها واعطاها كل وقته وجهده وفكره ووجدانه .

وفي الاخير تواضع وانزوى  في بيته  وتحمل الامراض والاصابات التي حدثت له حتى اتاه  القدر بعد عقود  وسنوات من جحود رفاقه له

لك الرحمه والغفران ، وستبقى احد نجوم هذا الحزب في سماء وطنك اليمن.

قراءة 3175 مرات