طباعة

العطاس: خيار الاقليمين يوفر الحل الامن للقضية الشائكة بين الشمال والجنوب المتمثلة بالوحدة والحرب التي أعقبتها

الإثنين, 03 شباط/فبراير 2014 19:48
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قال المهندس حيدر ابو بكر العطاس أن مؤتمر الحوار الوطني خرج بمخرجات بدا فيها بصيص من الامل في "وثيقة النوايا الحسنة"  كما اسميتها اعطت مداخل كثيرة للخروج بحل آمن للقضية الجنوبية يحفظ مصالح الشعبين في الشمال والجنوب ويؤسس لعلاقة جديدة بينهما شكلها يعتمد على المتفاوضين النديين الذين سيجتمعون لمناقشة هذه الوثيقة وكيفية تطبيقها.

وأضاف العطاس وهو أول رئيس وزراء للجمهورية اليمنية أن الوثيقة فيها من المؤشرات ما يقول ان الوحدة انتهت وبالتالي البناء الجديد.

وكشف العطاس في لقاء مع قناة العربية بثته مساء أمس السبت أن السيد جمال بن عمر إتصل به من نيويورك وتحدث معه عن كيف يمكن ان نوجد آلية تتعامل مع هذه الوثيقة أساس هذه الآلية شمال وجنوب، وأضاف: وللأسف فوجئ اليوم بصدور قرار جمهوري بتشكيل اللجنة - يقصد لجنة تحديد الاقاليم- التي ستتعامل مع هذه القضية وهو يسد المنافذ للخروج بحل آمن للقضية الجنوبية.

وأوضح العطاس في حديثه نحن نريد ان ننتزع هذا الشيء البسيط الذي جاء من الحوار اذا في جدية من قبل الاطراف المتحاورة في صنعاء وبالذات القوى المتنفذة والباسطة والمهيمنة على الجنوب وكل مقدراته وعلى الشمال ايضاً، وان نخرج بهذه الوثيقة الى آلية أخرى جديدة اساسها التفاوض الندي بين الشمال والجنوب وهو ما طلبناه من مجلس الامن في رسالتنا الاخيرة ان يصدر مبادرة خاصة تعالج القضية الجنوبية.

وأكد العطاس أن الانفصال مصطلح غير وارد بالنسبة للقضية الجنوبية الجنوب لم يكن جزء من كل حتى ينفصل الجنوب اتحد او اعلن الرغبة عن اتحاد في مايو 1990 بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وهذه الوحدة فشلت اذا الشعب يريد ان يناقش هذا الوضع هل يستمر في الوحدة او يخرج او ان هناك شكل جديد.

وقال "انا منفتح على كل الخيارات بالتأكيد ووجهة نظري او رأيي من خلال الممارسة انه الحل الامثل لليمن هي في العودة الى نظامين سياسيين في اطار علاقة شراكة جديدة الا اذا في احد ممكن يقنعنا بغير ذلك".

ونوه إلى أنه منذ ان انطلق الحراك الجنوبي السلمي المبارك في منتصف عام 2007 حاول النظام في صنعاء ايجاد بؤر للمشاكل في الجنوب ودفع بالكثير من قوى الارهاب واوجد مشاكل كثيرة في الجنوب ومن خلال هذا الحوار تفككت بعض الآراء لهذه القوى في فكرة الهدف منها ليس حل القضية اليمنية كلها وحل قضية الوحدة وانما ايجاد صراع جنوبي جنوبي وهي فكرة تقسيم الجنوب الى اقليمين، الهدف الحقيقي وراء ذلك هي اشغال الجنوبيين بهذا النوع من الخلاف وهذه الفكرة انا اعتقد تتبناها قوى النفوذ والهيمنة والمصالح في الشمال لأنها لا تتحدث عن الشمال ابدا ولا يمكن ان تتحدث عن الشمال وانما ترمي المشكلة الى الجنوب لإيجاد نوع من الخلافات والصراعات في الجنوب.

وقال: طلبت من الاخ الرئيس هادي أن لا يذهب الى تقسيم الجنوب الى اقليمين والحل الذي وضع في مؤتمر القاهرة في تقديري الشخصي وهو الحل الذي طرح من قبل الحزب الاشتراكي وبعض الأطراف الجنوبية في مؤتمر الحوار وهو اقامة دولة اتحادية فيدرالية من اقليمين شمال وجنوب لفترة زمنية بعدها يحدث استفتاء فيما اذا يرغب الجنوب في الاستمرار بالوحدة او يريد ان ينسحب منها.

وأضاف: انا مع خيار الاقليمين لأنه يوفر المخرج الامن والحل الامن للقضية الشائكة بين الشمال والجنوب المتمثلة في قضية الوحدة والحرب التي عقبت هذه الوحدة في 94م ولا ابالغ اذا قلت أن 90% من الجنوبيين مع هذا الخيار.

وحول الدعوات التي تدعو لفصل حضرموت عن باقي الجنوب قال العطاس بأن "حضرموت جزء من الجنوب والجنوب جزء من حضرموت ، وأنه في العام 93 بث النظام إشاعة بان الحضارم يريدون الانفصال وتكوين دولة، وكان لها مفعول سلبي في الصف الجنوبي ورديت عليها في 93م عندما كنت في صنعاء، واثناء الحرب استخدمت هذه الاشاعة من قبل الرئيس السابق المخلوع على عبدالله صالح ولعبت دور سلبي في هزيمة الجنوب في حرب 94م. ولا يزال يلعب على هذا الوتر اليوم.

وأوضح العطاس أن حضرموت تريد أن تكون لها كيانها وشخصيتها في إطار الإقليم الجنوبي الواحد، وان تتمتع بالصلاحية الكاملة في ادارة شؤونها وهذه رغبة جميع المحافظات والكلام عن انفصال حضرموت هو كلام من قريحة القوى المعادية للجنوب والقوى المعادية للوحدة والتي افشلت الوحدة أساساً.

وأكد العطاس أن المشكلة في القوى المتنفذة في صنعاء التي تمارس ضغوطها على الرئيس هادي فالرئيس لا يستطيع ان يتحرك ونحن نقدر الظرف في هذا الزمن بالذات وهو يواجه هذه الضغوط من قبل هذه القوى التي لا تريد أي شيء، مشيرا إلى أنها من اخر المؤتمر وعرقل المؤتمر ورفض ان تكون للقضية الجنوبية مكانتها الصحيحة في المؤتمر، والمصيبة ان القوى المتنفذة في صنعاء هي المهيمنة على مقاليد الامور في الشمال وفي الجنوب،

 

وقال عندما تقوم اي مشكلة هم يتصدوا لها هم ماسكين مفاصل الجيش مفاصل الامن الاقتصاد وكل المسائل ولازالوا حتى الان وهم الذين يعرقلوا هذه الامور كلها ويريدون ان تستمر الازمة حقيقة لان هذه القوى لا تريد ولا تفكر ان تترك هيمنتها على المناطق الاخرى سواء في الجنوب او في الشمال، تعودت من فترة زمنية قديمة وتعزز هذا لديها خلال فترة حكم صالح انه هي القوى المتنفذة هي القوى السائدة وهي يجب ان تمتلك السلطة والمال.

وفي اجابته عن سؤال ان بعض الجنوبيين يصفونه هو والقادة القدماء الذين خرجوا من اليمن بعد حرب 94 بالديناصورات وانهم لم يفعلوا شيء قال: ان هذه الجهود كلها جاءت بفضل حركة هذه الديناصورات التي تكلموا عنها سواء في الداخل او الخارج لكن هذه الصفات ليست من ابناء الجنوب ربما بعض ابناء الجنوب يرددونها، وهي من أعداء الجنوب التي تستهدف دائما إثارة الخلافات والشقاقات وتثير مشاكل الماضي.

وقال: ابناء الجنوب في يناير 2006 عملوا التصالح والتسامح وهو عمل سامي والذي الان مؤتمر الحوار لم يحققه عملوه وهم خارج السلطة وهم خارج النظام اما الان الممسكين بتقاليد السلطة يرفضوا هذا التصالح والتسامح لانه يمس مصالحهم الغير مشروعة التي اخذوها من الجنوب او غير الجنوب.

وحول من يتحمل مسئولية الوحدة الاندماجية مع الشمال، قال العطاس أن قيادة الحزب الاشتراكي وانأ منهم نتحمل مسئولية الوحدة الاندماجية لأنه كان رأي فردي وانا حاولت في الحقيقة منع الوحدة الاندماجية وحاولنا حتى ان نوجد صيغة بعد ان تمت هذه الوحدة الاندماجية من خلال فتح الدستور وعمل مكانة خاصة للجنوب في الدستور لان الوحدة الاندماجية معناه أن يتحول الجنوب الى اقلية، وهذا ما كنا نرفضه ونخشى منه.

وكشف العطاس أنه في 30 نوفمبر عندما اتى على صالح والحديث كان يدور حول مفهوم الوحدة وعقدنا اجتماع رسمي صبيحة ذلك اليوم بين الشمال والجنوب على صالح رأس وفد الشمال وانا رأست وفد الجنوب باعتباري رئيس مجلس الشعب الاعلى صالح تقدم بمشروع فيدرالية ونحن تقدمنا بمشروع كونفدرالية، هو تعصب لرأيه ونحن تمسكنا برأينا من وجهة نظرنا انه الذهاب الى الوحدة بشكل سريع غير مستحب وانما تكون تدريجية ورُفضت الكونفدرالية، وانتهى الاجتماع بدون نتيجة ثم ذهب علي صالح مع الاخ علي سالم البيض ودخلوا النفق وانتهت القصة الى ما نحن عليه الان.

وأضاف: انا لا احمل علي سالم البيض المسئولية ولكن المكتب السياسي للحزب الاشتراكي جميعا وأنا منهم نتحمل هذه المسئولية.

وأكد العطاس أن الجنوب فيه عدة اراء ووحدة هذه الآراء كلها ينبثق عنها الرأي الصحيح والصائب تجاه معالجة اي قضية من القضايا سواء قضية سياسية او اقتصادية او امنية او غيرها من القضايا.

وقال العطاس: اشدد على القبول بوحدة أبناء الجنوب بتنوع آرائهم، واحد يقول استقلال وتحرير وواحد يقول دولة فيدرالية مؤقته وواحد يقول تقرير المصير كل هذه الآراء يجب ان نقبلها مع بعض في بوتقة واحدة.

وحول ما إذا كان الجنوبيون سيصلون الى تجربة جنوب السودان قال: الجنوب كان دولة وعندما دخل الوحدة دخلها وهو دولة ذات سيادة، وعضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة عدم الانحياز، دولة مهابة لها احترامها ومكانتها من قبل العالم، أما جنوب السودان لم يكن فيه دولة، بل كان عباره عن محافظات ومناطق وهناك اختلاف كبير بين تجربة جنوب السودان وجمهورية اليمن الديمقراطية في الوحدة، جمهورية اليمن دخلت الوحدة مع دولة اخرى ذات سيادة وانتهت الوحدة بحرب 94م ونحن اقترحنا وبالذات في مؤتمر القاهرة ان الحل في اعادة صياغة الوحدة في دولة فيدرالية بإقليمين لفترة زمنية معينة ثم الاستفتاء.

قراءة 1491 مرات

من أحدث