طباعة

جار الله عمر القائد الذي لا يموت

الجمعة, 29 كانون1/ديسمبر 2017 18:33 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

عند الحديث عن هذا الرجُل المناضل.. الرجُل الفكري السياسي.. رجُلً عاش آلاماً ورسم احلاما لهذا الوطن.. رجُلً أتهمه البعض بالتفرقة والسعي وراء السلطة والمناصب ولكنُه ظل يلتمس لهم الف عذر.. رجُلً اجتمع فيه الفكر وحب الارض والعاطفة.. رجُلً لهُ اسهاماتً واسعه في مجال التنوير الثقافي والفكري في اليمن خاصه والوطن العربي عامه.. رجُلً دعا الي ترسيخ قيم الديمقراطية وحريه الصحافة والتعبير عن الرآى والرآى الآخر.. واحترام حقوق الانسان.. والتعامُل مع الأحداث السياسية آنذاك في اليمن بكُل موضوعيهً وعقلانية وتسامح.. رجُلً نبذ العُنف وحمل السلاح وانتشاره في المجتمع ودعا الي قيام مجتمعً مدني ودولهً حديثه اساسها (الوحدة).. إنه الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني الرفيق جار اللّه عمر لطالما شدد على اهمية التنوع في القراءة وفي شتى انواع الثقافة دون التعصب للون معين من الثقافة والفكر بالرغم من انتمائه للفكر الاشتراكي العلمي.. رجُلً دعته عفته الى نكران ذاته الى حد رُبما لا يُصدق، وبالرغُم من انهُ لم يكُن يميل للحياة العسكرية بصورة مباشره رغم ما قد وصفه كثيراً من خصومه في الشمال والجنوب بانُه رجُل العنف والدموية فقد ظل مقتصراً ومكتفياً بالعمل السياسي والحزبي.

حرص على منع اراقة الدماء لان الضحايا كُثر ولأنه كان يعتبر الحرص على حياة الناس شرفا للإنسان وليس عيباً يؤخذ عليه، وان الوطنية لا يُمكن ان تُقاس من خلال منطقهً معينه وان لغة التفرقة هي لغة الاقطاع والاستعمار لطالما ظل يدعو الي التعددية الحزبية والسياسية والفكرية.

كان الرفيق جار اللّه عمر يسمع الآراء من الجميع دون ان ينظر الى مصدر او مكانة صاحب الرأي العلمية والثقافية والاجتماعية.

كان الرفيق جار اللّه عمر (رحمه اللّه) ضمن توجه حزبه يدرك مدى اهمية اقتران تحقيق الوحدة بالديمقراطية والاقرار بالديمقراطية يعني في رأى جار اللّه عمر الاقرار بحقوق الانسان وحريه الاحزاب وحريه الآراء وتحقيق المواطنة ولذلك فقد كان جار اللّه عمر يحرص على ان يكون هناك تطابُقً تامً بين الشعار والفعل الملموس على ارض الواقع بحيث يُمكن المواطن من لمس التغير الحاصل على ارض الواقع.

وكان ابرز ما قد لفتني وشدني من كلمات القائد المؤسس والرفيق جار اللّه عمر هي مقوله قالها حين بدأت الحرب المأساوية وهي (عندما تسكُت المدافع يتكلم السياسيون فالذي بيده المدفع هو الذي يتكلم الآن وليس الساسة) نعم هذا هو الرفيق جار اللّه عمر السياسي والفكري والثقافي العقلاني والمتسامح ولكن حينها وقعت الفاجعة.

 انطلقت نحوه رصاصه غدر طائشة في  الساعة الحاديه عشر والنصف من صبيحه يوم السبت الموافق 28-12-2002 م بعد ان القى الرفيق جار اللّه عمر كلمه الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر حزبي للتجمع اليمني للإصلاح في الصالة الرياضية بمدينه صنعاء.

حينها رحل القائد رحمة الله عليه رحل الرفيق جار اللّه عمر عن الوجود ولكن  برحيله ولد الُف جار اللّه عمر رحل من هنا ولكنُه لم يرحل من اذهبننا.

ولن تُمسح كلماته مدى الدهر.. نعم قالها يوماً (التاريخ سيعيد نفسه) وها هو الآن يُعيد نفسه ايها الرفيق جار اللّه عمر.

قراءة 8015 مرات