طباعة

الرفيق "عواد".. فارس آخر يترجل. مميز

  • الاشتراكي نت/ كتيه - حمود الحبشي

الجمعة, 05 كانون2/يناير 2018 17:41
قيم الموضوع
(0 أصوات)
الرفيق عواد الرفيق عواد

الاشتراكي نت/ كتيه - حمود الحبشي

أشد أنواع المآسي في زمن الكوارث تلك التي تتجلى في سقوط القيم والأخلاق إلى المستوى الذي يفقدنا رابطة الأخوة والعلاقات الرفاقية

أكتب وأنا في قمة الذهول من هول الصدمة وتحت وقع الخبر الذي تناهى إلى مسامعي لا أقول بموت الرفيق المناضل قائد سعيد غلاب (عواد) ولكن رحيله عن عالمنا بحثاً عن عالم آخر تسود فيه قيم المحبة والاخاء والعدالة والعلاقات الرفاقية.

رحل بصمت وبدون سابق إنذار وهو الذي كان يملأ الكون ضجيجا مدافعاً عن أهداف الحزب وخطه السياسي منذ نعومة أظفاره مؤرقا مضاجع أعدائه وخصومه، رحل بدون وداع ومن غير أن يلتفت إلى رحيله أقرب الأقرباء إليه وأكثر الرفاق قرباً منه، لقد كان رحيله بصمت حرصا منه على أن لا يؤرق أجفاننا ويوقظنا من السبات الذي نعيشه .

ما أعظمك أيها الرفيق الراحل عواد في حياتك ومماتك، نكران للذات في الحياة والممات،

عرفتك في أكثر مراحل الحركة الوطنية حدة وانعطافا عندما غادرت أسرتك الفقيرة والكريمة في نفس الوقت القابعة في إحدى قرى الأكروف والتحقتَ جندياً متطوعا في صفوف الوحدات المركزية وأنت في ريعان شبابك يحذوك الأمل في خدمة الوطن بما تيسر لك من قدرة وإمكانيات .

(عواد) التقيته بمعسكر الوحدات المركزية العام/1972م كان أكثرنا حماساً وتعلقا بالسلك العسكري التحق بصفوف الحزب الديمقراطي الثوري اليمني في هذا المعسكر كما عرفت فيما بعد حيث تعلم أبجديات العمل الحزبي والسياسي على يد كوكبة من المناضلين أبرزهم الشهيد عبد الجبار عبد الحميد علوان ضابط صف المعسكر وأحد مسئولي منظمة الحزب الديمقراطي في مدينة تعز وعبدالله الحاج احد ضباط صف السرايا، استمر الراحل يتمرس دروس النضال في هذا المعسكر حتى لحظة اعتقال وإعدام الشهيد عبد الجبار عبد الحميد علوان وعدد من رفاقه بداية العام 1973م في لحظتها فقط تكشفت عظمة هذا الحزب وهذه الكوكبة من الرفاق فقد كان أغلب مجندي سرايا الوحدات المركزية الثلاث منظمين في خلايا الحزب الديمقراطي دون أن يعرف بعضهم بعضا، أطل الصباح والمعسكر فارغ فقد هجره أغلب مجنديه

تفرقت بنا السبل وذهب كلٌّ منا في طريق للتواري عن أعين الجلادين ومخبري الأمن الوطني هروبا من الاعتقال كانت مفاجأتي شديدة عندما كنت في مهمة في شعفه إحدى قرى الرمادة مع مجموعة من المناضلين منهم الشهيد محمد سرحان عبد الواسع والرفيق عبد الوهاب الفاتش والفقيد الدكتور إبراهيم عبده محمد جبل حبشي فوجئت بهبوط مجموعة من الرفاق ليلاً حيث كنا بانتظارهم كان أغلبهم زملائي في الوحدات المركزية ، منهم حسب ما أذكر الرفيق عواد والرفيق الفقيد سعيد أحمد فارع البصالي والشهيد محمد صالح الزبيدي أستشهد في جبل حبشي في عملية مداهمة قادها محمد عبد الباري حسان في بداية العام 1973 م

كانت فرحتنا شديدة ببعض . استمرينا معا حتى أتت الفرصة واختيار الحزب للرفيق عواد للدراسة في المدرسة الحزبية العليا في عدن وكذلك التحاقه في معهد أمين ناشر للحصول على دبلوم في الإسعافات الاولية .

التقيته في نهاية العام عندما أجبرت على الإنسحاب إلى عدن ملتحقاً بمدرسة الحزب.

عاد الرفيق عواد إلى المنطقة لأداء مهامه الحزبية والسياسية في المنطقة مؤديا دوره بكل نجاح فقد كان يمتلك من الصفات ما يؤهله لتربع مكانة الكادر القيادي المنظم والمثقف والقادر على رفع مستوى وعي الرفاق والمواطنين وتنظيمهم .

واكب في حياته مرحلة الدمج والتوحيد لفصائل اليسار في حزب الوحدة الشعبية وتأسيس الجبهة الوطنية الديمقراطية حيث فرض نفسه الرفيق الراحل وتبوأ موقعه القيادي في تلك الأحداث والتطورات . كان ( عواد ) مقداما لا يعرف للتردد سبيلاً عمل في أوساط الجماهير وتعبئتها باتجاه مواجهة المد العسكري والقمعي للنظام حيث قاد مع رفاقه أشرس المواجهات العسكرية في أكثر من موقع وأكثر من مكان وكان عاملاً في نجاح أي مهمة عسكرية أو تنظيمية أو سياسية أو جماهرية يشترك فيها فهو مثالاً للصبر ودقة الالتزام والمستوى العالي في الانضباط.

كلف بقيادة العمل التنظيمي والتثقيفي في مناطق علنية وسرية تاركاً بصماته الفذة في أغلب دوائر المنطقة .

اضطرته الظروف إلى المغادرة إلى عدن اواخر العام 1982 م بقى فيها لفترة ، ثم سافر في دورة حزبية عليا إلى موسكو

عاد إلى المنطقة بعد توقيع اتفاق نوفمبر العام 1989م ليسهم في إعادة بناء منظمات الحزب مقدماً الجهد في ذلك .

كان الرفيق الراحل شديداً في الالتزام بخط الحزب وتوجهاته الحرفية لا يقبل من المرونة أن تذهب بالحزب بعيداً عن خطه وصريحاً لا يستطيع إخفاء أفكاره وآراءه . كان يتصف بحدة النقد والمواجهة لذلك  مما أجبر الرفيق الراحل إلى الانكفاء وفرض التقاعد على نفسه عن أداء أي عمل تنظيمي أو سياسي خلال تلك السنوات لما بعد الوحدة وهو ماجعل حياته تتميز بالشقاء والانزواء وعدم الاستقرار وهو الذي قد تعود الحياة مبحراً فى صفوف الحزب مناضلاً تحت رايته .

التحق موظفا بوزارة الخدمة المدنية بعد الوحدة وفي وضع معيشي غير مستقر اضطر رفيقنا الى بيع وظيفته والتخلي عنها ضمن شروط صندوق الخدمة المدنية ليستفيد من المبلغ في تأسيس ورشة نجارة لأحد ابنائه .

اتصفت حياة الرفيق الراحل في السنوات الاخيرة بالانزواء ومقارعة ظروف العيش والقهر بمفرده  أو السؤال عنه حتى حان رحيله الأسبوع الماضي في صنعاء وحيداً بعيداً عن ضجيج الرفاق والخصوم الذي تعوده في حياته

رحل بصمت فى 25 ديسمبر الماضي في صنعاء  دون ان يكون الى جانبه أحد من رفاقه او احبائه، فى جنازة تكفلها فاعل خير.. رحم الله الرفيق وكل الرفاق الأحياء منهم تحديداً.

نقلا من صفحة الزميل نبيل الاسيدي على الفيسبوك

قراءة 2388 مرات

من أحدث