طباعة

دواوين الزعامة

الجمعة, 12 كانون2/يناير 2018 18:49 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

في المعارك المصيرية لا شيء أسوأ من التخلي عن الاستراتيجي واللهث وراء التكتيكي ، وفي مستواه من السوء يعد تلميع الأفراد لتنمية الاحساس بالحاجة إلى زعامة، من أي نوع كان، سلوك لا يستند إلى قواعد المواجهة الشاملة والواعية بجسامة ما تتعرض له البلاد من مخاطر. إن إعادة تلميع الأفراد على أي مستوى قد يخفي تخبطاً من ذلك النوع يفضي إلى الكوارث، وفي كثير من الأحيان يضيع فيه التكتيكي إلى جانب الاستراتيجي.

في اللحظة الراهنة، ومع التدهور الذي أصاب جبهة الانقلابيين، كانت الشرعية موفقة في فتح خط لتوافقات سياسية واسعة تقوم على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة للجميع، غير أن بعض الاطراف المعنية لم تكن موفقة في عدم التقاط هذه اللحظة التاريخية والتعاطي معها بمسئولية، كما أنها لَم تكترث لحقيقة أن مركز المواجهة، الذي لم تقرره الصدفة - ولكن قرار المقاومة منذ اليوم الأول، هو الشرعية وقيادتها.

إن ما نشهده من تخبط عند هذه الاطراف لا يجب أن يقود إلى موقف سريع منها، فلا بد من إبقاء الباب مفتوحاً والاستماع إليها، فلربما رأت من الموقع الذي كانت فيه ما يسلط الضوء على زوايا كانت محجوبة، كما أن سنوات التعبئة الطويلة تحتاج إلى تفكيك بنفس طويل.

غير أن الشيء الذي لا يجب ألتعاطي معه ورفضه هو نزعة إنتاج زعامات خارج الإطار الشرعي للدولة. ففي هذه اللحظات الحاسمة المطلوب هو الموقف.. وتبقى الزعامة قضية مؤجلة إلى حين تتوفر شروطها وتفتح دواوينها.

قراءة 3211 مرات آخر تعديل على الجمعة, 12 كانون2/يناير 2018 18:52

من أحدث د. ياسين سعيد نعمان