طباعة

اضاءات من حياة المناضل الفقيد عبده سيف راجح

الأربعاء, 17 كانون2/يناير 2018 21:31 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

اولا: السيرة الذاتية للفقيد

الميلاد وتاريخه: قرية الهوبات أكاحله /مديرية المقاطره/لحج عام 1942م.

النشأة :نشأ في القرية وتعلم بها ثم انتقل الي عدن نهاية الخمسينات ، ثم انتقل الي تعز بعد ثورة سبتمبر62م.

المستوى التعليمي: ما يعادل الثانوية العامة اهتم بالاطلاع علي الكتب والصحافة منذ تواجده في عدن اواخر الخمسينات مشاركا في نضال النقابات والاحزاب التي بدأت تمارس عملها منذ خمسينات القرن الماضي في عدن.

ثم حصل علي دبلوم فني في الكهرباء في معهد ذهبان في عام88م ..وكان قبلها قد أبتعث من اتحاد عام عمال اليمن في الشمال الي بلغاريا للدراسة في المعهد العالي للنقابات التابع للاتحاد الدولي لعمال العالم , وحصل علي دبلوم عام في الدراسات النقابية عام1979م وعاد الي تعز الى عملة في الكهرباء بموجب العفو العام للسياسيين.

الحالة الاجتماعية :

لدية(7ابناء 5ذكور و2اناث), توفى احد ابنائه المهندس عزالدين وهو يؤدي واجبة في العمل.

العمل : بدأ عملة في عدن وتعز في الاعمال الحرة وفي النقطة الرابعة/ مشروع الطرقات ثم فيما بعد التحق في شركة الكهرباء الأهلية واستمر في المؤسسة العامة في تعز في الاعمال الفنية وساهم في انشاء محطة عصيفرة في 74م ثم شغل عدة مواقع فنية وادارية في مؤسسة الكهرباء منها كلف بالاشراف علي مشروع تنفيذ المرحلة الاولى والثانية من توسيع شبكة الضغط العالي والمنخفض في الدائرة المغلقة ونظام المغذيات والمنفذ من قبل شركة (كندي كوندي ) ثم تم تعيينه مدير عاما لفرع المؤسسة بمدينة التربة ومهندس توزيع , وقام بتنفيذ مشروع الثاني في ذبحان والمناطق المجاورة للتربه والاشتراك في مشروع الربط للكهرباء بين الشطرين وكان له دور في توفير اراضي محطة تحويل جبل صبران ومحطة الزيلة لتغذية التربة والمواسط الي منطقة دبع بالكهرباء.

أحيل الي التقاعد عام 2004م ,براتب ضئيل (29) الف ريال لا يتناسب مع خدمته الطويلة في مؤسسة الكهرباء , ولم يحصل علي الاثر المالي لدرجته الاخير كمدير عام لفرع التربة كون ذلك الاجراء قد جاء بتأثير التعسف الوظيفي التي استخدمته السلطة في الماضي ضد المعارضين ومنهم الفقيد.

ثانيا: اهم المحطات التاريخية النضالية في مسيره حياة الفقيد :

1/شارك كمناضل في الحركة الوطنية وفي نضالات الحركة النقابية العمالية مع رفاقه في حركة القوميين العرب في عام63م، ثم عضوا قياديا في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني, الذي توحد مع فصائل اخري في الشمال بإسم حزب الوحدة الشعبية اليمني, ثم اندمج في اطار الحزب الاشتراكي في عموم اليمن عام79م، وهو حزب تقدمي في واقع متخلف والذي خرج من تنظيم حركة القوميين العرب وتأسس في يوليو68م .الي جانب الجبهة القومية لتحرير جنوب الوطن اليمني المحتل وحزب البعث العربي الي الطليعة الشعبية في71م واتحاد الشعب الديمقراطي وحزب العمل.

كان الفقيد من الذين تأثروا بألق المناضل السياسي والمثقف الكبير عبدالقادر سعيد طاهر الذي كان من ابرز المهمومين بمصير الثورة والوطن والوحدة والمساهم في عملية التحول القومي الي اليسار بعد نكسة حزيران 67م وكان ملهما لرفاقه والكثير من السياسيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية, بمن فيهم الفقيد عبدة سيف راجح، ورفاقه في الحركة النقابية العمالية علي سبيل المثال عبدالرحمن غالب المقطري, وعلي سيف مقبل ,وعبده سلام عبده الدبعي، وعبدالحليم عبدالله, وعبدالله محمد ثابت, ومحمد قاسم دماج, علي قاسم سيف, واحمد عبده غانم, يحي عبدالملك الاصبحي, حسن الجراش رئيس دائرة العلاقات الخارجية في اتحاد عمال اليمن الذي انتقل الي رحمة الله قبل امس 2018/1/14م في عدن واخرون.

2/شارك الفقيد في الدفاع عن الثورة والجمهورية من خلال موقعه في قيادة اتحاد النقابات وفي تأسيس المقاومة الشعبية في تعز ومشاركة العمال في دحر حصار السبعين يوم عن صنعاء وفي دعم الثورة المسلحة في الجنوب ضد الاستعمار، فقد كانت تعز همزة الوصل في نضال الثورتين في الشمال والجنوب ومعقلا للحركة الوطنية وللتنوير والافكار الحديثة في التحرر والتمدن والتقدم ، فقد ظل الفقيد ورفاقه في الحركة السياسية والعمالية يحذرون من الطائفية لانها لا تخدم اهداف الجمهورية، وكانوا مدركين ان مرحلة التطور في البلاد في مجتمع قبلي عشائري متخلف سيكون شاقا خاصة في ظل التجزئة التي تعيشها اليمن. ولذلك فقد تمتع الفقيد وكوكبة من رفاقه وعلي رأسهم الشهيد عبدالقادر سعيد بالود والنبل والاعتدال في علاقتهم في الحركة والحزب ومع الاخرين , ويتفق رفاقهم ومحبيهم انهم من النماذج الرائعة التي انتجتها الحركة الوطنية كمشروع وطني في الفكر الوطني والقومي والاشتراكي فقد كانوا ضد استخدام العنف والكفاح المسلح للاستلاء علي السلطة وكانت شهادة الشهيد جار الله عمر الذي اعلنها في مهرجانات جماهيرية في تعز في اول انتخابات محلية وفي مقابلات صحفية بعد أن توصل الي اهمية وضرورة ان يكون الحوار والنضال السلمي هو النهج السياسي الامثل وقال ان عبدالقادر سعيد ورفاقه كانوا الاكثر نضجا وتطورا منا جميعا، ولم يكونوا طرفا في الصراعات في عدن، وكانوا يتأثرون بما يجري كان تفكيرهم في انقاذ اليمن من الصراعات والتهور والرقى وحدويا وانسانيا في سبيل تكوين موقف سياسيي متين لمختلف القوى السياسية في الساحة، فلم يكن هذا التيار في الحزب ينتهج التطرف الثوري او التطرف الديني او العصبوي ، لقد اضافوا قيمة اخلاقية ووطنية في تاريخ الحركة الوطنية المعاصرة.

3/شارك الفقيد عبده سيف مع رفاقه في الحركة العمالية في انشاء لجنة نقابية في النقطة الرابعة مشروع الطرقات الامريكية وفي انشاء نقابة الكهرباء وفي النقابة العامة في تعز الي جانب النقابات الأخرين في المؤسسات والمرافق الحكومية والخاصة في تعز والحديدة وصنعاء وأب في الستينات والسبعينات والثمانينات من اجل حياة معيشية مستقرة وظروف عمل افضل للعمال ، وتعرض والمئات من رفاقه بسبب نشاطهم السياسي والنقابي والاجتماعي الي الاعتقالات المتكررة تلك الفترات من اجهزة القمع اللاوطنية والتي راح ضحيتها الالاف من الوطنيين ما بين شهيد ومفقود ومعذب ومطارد ومفصول عن العمل ومشرد بتهمة الحزبية. كما حرم المئات من النقابيين من حق العمل واضطر بعضهم الي الهجرة بسبب القانون سيئ الصيت الذي كان يمنع حق العمل الا بشهادة حسن السيرة والسلوك من جهاز الامن الوطني , و استمر حتي الوحده عام 90م، وفشلت السلطة في قمعها العسكري والامني في اخماد جذوة نضال العمال في المحافظات بعد ان حاولت تشكيل مجالس سلطوية من عناصر الاستخبارات في المؤسسات في حين كانت القيادات النقابية في السجون بدعوى خروجهم عن سياسية الدولة وهي محاولة لارهاب العمال وتخويفهم من النقابات ، وكان كلما يفرج عن تلك النقابيين من السجون او من بقوا خارجها يتم اعادة اللجان النقابية من جديد ففي عام 71م تم تجديد انتخاب العمال لقياداتهم النقابية في عموم النقابات في مصنع الغزل والنسيج في صنعاء ونقابة الكهرباء والخطوط البرية والطرق والسائقين وعمال المخا في النفط والميناء وعمال ميناء الحديدة والبنوك ونقابة مصنع اسمنت باجل ونقابة شركة المطهر ونقابة مصنع المعدن ونقابات الاعمال الحرة. وغيرها من النقابات، وبسبب الضغط الداخلي والخارجي علي السلطة تم اطلاق حرية العمل النقابي في 76م في تشكيل مكاتب عمالية وكانت بداية التجربة في الحديدة التي اظهرت الانتخابات فوز 75% لصالح الحركة النقابية الوطنية فتم الغائها من قبل السلطة ، وفي ديسمبر77م عقد اجتماع نقابي موسع للمجلس المركزي وممثلي النقابات في المدن الرئيسية تم انتخاب لجنة تنفيذية برئاسة النقابي الكبير علي سيف مقبل وتم اقرار وثائق الاتحاد وبرنامجه المطلبي وفي اطلاق الحريات النقابية وايقاف النفوذ الاجنبي في التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

4/عمل الفقيد عبده سيف ورفاقه في اتحاد العمال خطة العمل النقابي في الظرفين العلني والسري.، ففي الظرف العلني عملوا علي حماية العمل النقابي في المؤسسات التي لم تصل اليها اجهزة السلطة لابقاء شرعية ممارسة العمال لحقوقهم النقابية ، وفي الظرف السري تم تشكيل لجان نقابية في المرافق التي تعرضت قياداتها للاعتقالات وذلك في الحفاظ علي صلة الاتحاد بالعمال واعداد كوادر احتياطية بدلا عن من تم اعتقالهم، وتشكيل قيادات نقابية في المدن الرئيسة تعز ، الحديدة، صنعاء، اب لتوجيه العمل النقابي.

5/تحققت بعض المكاسب للعمال في نضالهم خلال تلك الفتر منها.

-تخفيض ساعات العمل من 10 ساعات في اليوم إلى 8ساعات.

-رفع الاجازة السنوية من 20يوم الي 30يوم في السنة .

-منح العمال لأول مره اجازات مرضية وطارئة بأجور كامله.

-اعطاء العامل راتب شهر كامل عن كل سنة عند ترك العمل.

-فتح فصول محو الامية وانشاء المكتبات في مقرات النقابات.

-اصدار صحيفة عمالية (العمال).

-انشاء الاندية الرياضية والثقافية.

وفي الثمانينات والتسعينات .

-اصدار قانون العمل وقانون التأمينات الاجتماعية والتي كان للحركة النقابية دور كبير بالمطالبة بإصدارهما.

-تم تمثيل النقابات في لجان شئون العاملين في المؤسسات والجهاز الاداري للدولة بحسب قانون الخدمة المدنية بعد الوحدة عام 90م.

6/بعد الوحدة عام 90م تم دمج القيادات النقابية العمالية في اعلى هيئاتها وبقي التشطير في النقابات من ادنى ، وظلت حتى حرب 94م، ولم يوجد فهم موحد تجاه الحركة النقابية حتي اليوم وقد انعكس ذلك في ضعف الرؤية الموحدة لتجربة الديمقراطية الناشئة وظهور الصراع من طرف المؤتمر والاصلاح ضد الحزب الاشتراكي، وبرزت وجهة نظر في الاصلاح ترى بالتعدد النقابي وحق كل حزب بتشكيل منظماته ، ووجهة نظر اخري بتوحيد النقابات والمنظمات وان يسمح لها بالتعدد السياسي الحزبي داخلها عبر تأثير الاعضاء ويكون الوصول الي قيادتها بالانتخابات وهذه وجهة نظر الاشتراكي.

7/لقد تم ضرب الجهود التي بذلت في توحيد الحركة النقابية وتم اقصاء الحركة النقابية بعد حرب صيف 94م وقلص الهامش الديمقراطي وتم نهب المؤسسات في المحافظات الجنوبية وخصخصتها وتسريح عشرات الألاف من العمال ، وجاء تأخير اصدار قانون النقابات رقم 35لعام2002م تحت تأثير ارباب العمل بعد حملات الرئيس السابق بعد الوحدة ضد النقابات وانها طاردة للإستثمار وهذا ما عبر عنه عندما وصف الديمقراطية بالباب المخلوع وان عدن منطقة حرة لاتحتاج الي نقابات ، وكان هذا مؤشر للدخول في مفاوضات مع الصندوق والبنك الدوليين للتنازل عن القطاع العام وخصخصته , بل ونهبة وحرمان العمال من الحصول علي اسهم في ملكية هذه المؤسسات التي بنيت بدمائهم وعرقهم.

7/بعد اعلان التعددية السياسي بوحدة مايو90م انتخب الفقيد سكرتير اول في منظمة الحزب الاشتراكي في مديرية الشمايتين وكان له ولرفاقه في المنظمة والرفيق محمد سعيد عبدالله محسن , دوراً كبيراً في انجاح مرشحي الحزب في الثلاث الدوائر لمجلس النواب في المديرية.

8/بعد حرب صيف 94م الظالمة ضد الحزب والجنوب تم اعتقالنا والفقيد عبده سيف والفقيد محمد حميد قاسم والتي طالت اعضاء في الحزب في عدة مديريات وكانت استمرار لنهج سياسة الحرب والفيد وغلفتها السلطة بالبحث عن السلاح الشخصي الذي كان مع حراس مقرات الحزب وهو لا يتعدى على سبع قطع ، وهو لا يمثل شيء مما تملكه اليوم اصغر مليشيا يمتلكها شيخ واحد.

9/اصيب الفقيد عبده سيف بنزيف دماغي في2007م ثم تعرض لجلطات دماغية في 2009م و2012م و2018م والتي علي اثرها انتقل الي رحمة الله في يوم الاثنين 2018/1/8م وقد واجه الفقيد واولاده العناء الكبير في علاجه ولم تقدم له الدولة شيئا يذكر ,وهو الذي افني حياته في واجبة الوطني ، وحزبه فقد كل امواله بعد حرب94م من جراء نهب عصابة حلفاء الحرب ولم يستطيع الوفاء بعلاج اعضاء الذين افنوا حياتهم لخدمة القضية الوطنية.

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وغفرانه والهم اسرته ابنائه وامهم الصبر والسلوان ان لله وانا الية راجعون.

 

الأسيف عبدالجليل عثمان الاكحلي.

عاشرة الفقيد/ 2018/1/16م

قراءة 4972 مرات

من أحدث عبدالجليل عثمان