طباعة

فبراير مشروع وطن يأبى الانكسار*

  • الاشتراكي نت/ صنعاء

الأحد, 11 شباط/فبراير 2018 16:24
قيم الموضوع
(0 أصوات)
الصورة غلاف العدد الصورة غلاف العدد

شكلت ثورة 11 فبراير السلمية بساحاتها التي امتدت في معظم ربوع البلاد مدرسة نضال جديدة في مسيرة كفاح الشعب اليمني ظل خلالها ينشد كرامته المهدورة ويقارع طغيان وجبروت الانظمة التي تعاقبت على حكمه وبددت كل فرصه بالعيش الكريم طيلة العقود التي سبقت ثورته السلمية.

كانت فبراير وما سبقها من مقدمات تجسدت بالفعل السياسي للقوى السياسية الوطنية والحراك الجماهيري السلمي في جنوب الوطن خلاصة تجربة هذا الشعب ونضجه السياسي، حيث اجترح بالفعل الثوري السلمي الذي اختطه في الحادي عشر من العام 2011 مأثر خالدة وفعل عبقري جبار اسقط به كل المشارع التي تختزل الوطن بالفرد والعائلة.

سنة كاملة من الزخم الثوري السلمي المتصاعد بوتيرة متوازنة ومنتظمة توج بالحدث الثوري الابرز في مسار الفعل الجماهيري الثوري واطلق عليه حينها "مسيرة الحياة"، التي انطلقت من مدينة تعز صوب العاصمة صنعاء مشيا على الاقدام.

صدحت الحناجر بشعار الثورة الرئيس "الشعب يريد اسقاط النظام" وضجت ازقة وشوارع المدن بهديرهم الصاخب الذي استطاع به ثوار التغيير زلزلة عروش الطغيان ليس في اليمن وحسب ولكن في ارجاء المنطقة العربية برمتها.

اسقط الثوار عرش الطاغية وتهاوى جبروته امام اقدامهم الحافية واجسادهم العارية رغم انه اوغل في العنف والقمع الوحشي بل وارتكب مجازر بشعة بحق شباب ثورة التغيير وهم يوجهونه بسلميتهم التي اذهلت العالم.

استعاد اليمنيون بفعل ثورة فبراير قيمتهم وذاتهم المسلوبة كشعب عظيم سطر الملاحم البطولية في كل مراحل تكونه وتشكله التاريخي وعبروا عن انفسهم بجلاء في ساحات الفعل الثوري اسقطوا صالح وهو بكل جبروته وغروره، لتنتقل ثورتهم بعدها من مسار الفعل والزخم الثوري بسياق متوازي الى المسار السياسي.

ذهب اليمنيون الى حوار وطني مفتوحة طاولته على كل قضاياهم رغم الارهاصات ونشاط الثورة المضادة المحموم بنزعة انتقامية استطاعوا ان ينجزوا وثيقة وطنية تضمنت مشروع ثورة التغيير السلمية في بناء الدولة اليمنية الحديثة.

وكان اليمنيون قاب قوسين من انجازها وتحقيقها واقعا في حياتهم الا ان قوى الثورة المضادة وبرجعيتها القديمة الجديدة استطاعت ان تحول دون ذلك واشعلت البلاد حربا مفتوحة حتى لا يتمكن الشعب من تثبيت استحقاقاته الوطنية في بناء دولتهم الضامنة للعدالة والكرامة والحرية.

وانقضت قوى الرجعية والانقلاب بتحالفها "صالح – الحوثي" على حلم اليمنيين ومشروعهم التاريخي الذي انجزوه محاولين فرض مشاريع فردية وطائفية مسنودين بدعم ايراني. غير ان فبراير وسع ساحاته مرة اخرى وحولها الى جبهات ومتارس تتصدى للمشروع الانقلابي وهب الشعب "ثوار فبراير" مسنودا بقوة التحالف العربي الذي تشكل بالضرورة وقادته المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة مدافعا عن ما انتجته ثورته من شرعية توافقية دستورية والتي تجسدت بالرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي متمسكا بمشروعها الذي تضمنته وثيقة الحوار الوطني الشامل، وما عززته واكدت عليه القرارات الاممية بشأن اليمن.

يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى السابعة لانطلاق الثورة اليمنية 11فبرير ولازال مشروعها الوطني يتجسد امامهم بكل مضامينه في ارساء مداميك اليمن الاتحادي ويقدمون في سبيل تحقيقه التضحيات الجسام على ان لا تؤول البلاد الى اصحاب المشاريع السلالية.

 

*افتتاحية صحيفة 11فبراير عدد خاص بمناسبة الذكرى السابعة للثورة

قراءة 2014 مرات

من أحدث