طباعة

التقرير النهائي للخبراء المعنيين باليمن إلى مجلس الأمن..

الإثنين, 19 شباط/فبراير 2018 15:41 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

نشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الإجتماعي، نسخة من التقرير النهائي الذي وزعه الخبراء المعنيين باليمن للدول الاعضاء في مجلس الأمن، وقد جاء هذا التقرير بعد انتهاء فترة التمديد لولاية الفريق، دسما مليئا بالمعلومات المهمة، شارحا لبعض التفاصيل، التي ظهر اثرها بعد الفترة التي شملها التقرير والممتدة الى نهاية ديسمبر 2017م، يتكون التقرير من مقدمة وعشرة فصول بما فيها التوصيات.

هذا التقرير الموضوعي والمحايد إلى حد كبير، من وجهة نظري، تطرق لجوانب مختلفة من احوال اليمن في السنة المنقضية، ابتداء من الشأن السياسي مرورا بالأوضاع الامنية وانتهاكات حقوق الانسان والجانب الاقتصادي الى الألغام البحرية وغيرها من القضايا، مما جعله شيقا ومترامي الأطراف وكل عبارة فيه تدفعك للانتقال الى العبارة التي تليها، المهم في الأمر كيف يمكن استيعاب التقرير والتعامل مع الرسائل التي حملها؟!، كما اعتقد ان اهم تلك الرسائل على الإطلاق هي رسالة التقرير التي بينت إلى حد كبير تهلهل حالة علاقة التحالف والشرعية نتيجة ما صنعوه بأنفسهم من اوضاع وليس بسبب تفوق الحوثي او قوته فالمشكلات التي تواجهها الشرعية كمؤسسة رئاسة وكحكومة وعلاقتها غير الطبيعية بالتحالف، جعل كفة الميزان في خلل دائم، ما بين القرارات والمواقف السيادية المستقلة وما بين ضغوط التابعية التي تم فرضها على الشرعية او القوى الاخرى من خارج الشرعية والمرتبطة بالتحالف، وبين امرين لا ثالث لهما مرر التقرير مسألة العلاقة المشوهة هذه ظاهرا او ضمنيا مع اشارات علنية لأهمية اعادة ترتيب وضع تلك العلاقة.

المسالة الثانية ذات الأهمية في التقرير كما اتصور، هي في الأسماء التي تناولها التقرير، مؤطراً كل أسم من تلك الاسماء ومن خلال السياق في الوضع الذي ترأى له فيه صاحب الاسم، مما يدل أن المستقبل القريب سيحمل موقفا امميا تجاه تلك الأسماء بالسلب او بالإيجاب، مبنيا على الفرشة التي وضعها التقرير.

المسألة الثالثة ذات الأهمية والتي لا تقل عن المسائل السابقة هي مسألة الانتهاكات الجسيمة التي طالت حقوق الإنسان، بما يخالف القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والتي قد يرقى بعضها الى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

هناك كذلك المسائل الاقتصادية والمالية الغاية في الدقة والحساسية والخطورة، سواء الاثراء من خلال الحرب او الاقتصاد الخفي الذي نتج عن الحرب وتحوله الى دور اللاعب الأساسي في حياة الناس المعيشية، او غيره من القضايا المرتبطة به والتي تتفاقم مضاعفاتها الخطرة يوما بعد يوم وتتوغل تبعاتها المستعصية على العلاج في داخل جسم المجتمع والدولة المتلاشية بشراسة وهمة قل نظيرهما.

اما المسالة الخامسة فهي تناول التقرير لأدوار دول التحالف واهدافها الخاصة بها بما في ذلك إعاقة حركة السفن وتعطيلها من وإلى الموانئ اليمنية وليس فقط مسألة الحصار المفروض على الإنقلابيين.

هناك قضايا اخرى تناولها التقرير لكن على الاقل هذا ما فهمته وما وددت الإشارة إليه ، من خلال السياق الذي اطلعت عليه ووجدته، اي التقرير، جديرا بالإهتمام والقراءة المتأنية واستيعاب ابعاده وأثرها اللاحق على اليمن بكل ما تحمله الكلمة من معنى للقلق الشديد بالدور الدولي القادم والأصابع التي ستمتد لتخلق مزيدا من العبث والفوضى ما لم نكن الاكثر سرعة وحرصا على هذا البلد ومواطنيه.

قراءة 3478 مرات

من أحدث وضاح اليمن الحريري