طباعة

طربوش..أحد فرسان الحركة الوطنية اليمنية

الجمعة, 16 آذار/مارس 2018 19:10 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)


تعرفتُ على المُناضلِ مُحمَّد طربوش في النصفِ الثاني من عام 78م في الشيخ عثمان بمعيةِ الفقيدِ عثمان المعمري، ثم التقيته في قيادةِ قواتِ الشعبِ الثوريةِ المُسلحةِ، وكنتُ قد سمعتُ عن أدوارِه البارزةِ في قيادةِ النضالِ اليوميّ في الحزبِ والجبهةِ الوطنيةِ في الشّمال ، وكان هدفُ النظامِ الرجعيّ في الشمالِ اعتقاله أو اغتياله أكثرَ من مرةٍ وفشل بذلك.

كُلفتُ من قواتِ الشعبِ بمرافقةِ المُناضلِ طربوش في مهمتِه إلى شبوةَ ومأرب بدايةَ عام87م وبقيتُ معه حوالي عاماً وثلاثةَ أشهرٍ في حراسته في كلِّ تحركاتِه بينَ شبوةَ ومأرب حيثُ كان يقودُ منظمةَ الحزبِ والجبهةَ الوطنيةَ في محافظةِ مأرب ، ويلتقي العديدَ منَ المشائخِ والوجهاتِ القبليةِ هناك وإلى جانبة الرفيقُ عبدالعزيز ثابت الذى جاء مُكلفاً بالعملِ التنظيميّ ، وكنا نتواجدُ في مديريةِ بيحان على الحدودِ مع مأرب. ومن هناك يتمّ متابعةُ نشاطِ الحزبِ والجبهةِ في مأرب، والدخول إليها بينَ وقتٍ وآخرَ حسبَ طبيعةِ المهامِّ والتواصلِ والمُستجداتِ للقاءِ قيادةِ المُنظمةِ والحوار مع الواجهات في الجبهة الوطنيةِ في صرواح ومُراد وبني جلال وغيرها.

في مُنتصفِ عام87م تمّ احباطُ مُحاولةِ اغتيالِ القائدِ طربوش في منطقةِ العين في بيحان بتحريكِ السيارةِ الصالون فوقَ جسدِه وهو نائمٌ أمامَها في الصحراء ليلاً، وتم القاءُ القبضِ على الشخصِ المُكلفِ وهو من قبيلةِ عبيدة.

والثانية كانتْ محاولةَ اختطافه بعد ثلاثةِ أشهرَ تقريباً من المحاولةِ الأولى عند ما جاء ثلاثة أفرادٍ مسلحينَ من مأرب، أحدُهم من قبيلةِ بني جلال يريدون  القائدَ مُحمّد طربوش برسالةٍ منَ المشائخِ المؤيدينَ للجبهةِ وطلبوا  دخوله إليهم للقاءِ به.

فقام القائدُ مُحمّد طربوش برباطة جأشٍ كما عهدناه بتلبيةِ النداء، وتحركتُ معه للدخولِ الى أراضي مأرب رغمَ المخاطر التي تكتنفُ المُهمةَ، خاصةً بعدَ أن تسربتْ معلوماتٌ عن تحركاتِ استخباراتِ سُلطةِ صنعاء لمغازلةِ بعضِ المشائخِ الذينَ على علاقةٍ بالجبهةِ الوطنيةِ واثارتهم بالتذمرِ والسُّخطِ على الرفيق طربوش بتخفيضِ المخصّصات الماليةِ الخاصةِ بهم.

وكان الاثنانِ مُسلحينِ وحذرينِ وطلبنا من الثلاثةِ الرُّسل التحركَ معنا مباشرةً ووضعنا واحداً في المقدمةِ واثنينِ في المقعدِ الثاني وأنا في الخلف.

وصلنا الى منطقةِ الحجلا في مأرب وهي قريبةٌ منَ المعسكراتِ الجنوبيةِ فتمّ لقاؤهم بجلسةٍ طويلةٍ إلى قربِ الصباح،وحضر اللقاءَ مجموعةٌ من المناضلينَ الحزبين المثقفين من صرواح ، وقد نجح القائدُ طربوش في اقناعِ الحاضرين بمناقشةِ طلباتهم مع قيادةِ الحزبِ حسبَ الامكانياتِ المُتاحة، وبذلك أُحبطتْ مُحاولة البعضِ في الاختطافِ لمُمارسةِ الابتزاز التي كان  المُخطط لها على صلةٍ بالسلطةِ بالشمال.

وقد توليتُ الحراسةَ في بوابةِ الديوان، وبعدَ انتهاءِ اللقاءِ عدنا مباشرةً إلى بيحان.

وظللتُ على اتصالٍ دائمٍ بالقائدِ المُناضلِ مُحمّد طربوش بعدَ عودتنا إلى عدن حتى السنواتِ الأخيرة ، لقد عرفته عن قرب فارساً يمتازُ بحنكةٍ سياسيةٍ وشجاعةٍ نادرةٍ ورباطةِ جأشٍ وفطنةٍ وكان انساناً بمعنى الكلمة ، وعرف عنه بأنه رجلُ المهماتِ الصعبة، ذو الموقفِ المبدئي والمدافعِ الأمين عن قناعاته المبدئيةِ وعن الشعبُ وحقوقة السياسيةِ والاجتماعية.

لقد فقد الحزبُ قائداً فذاً ومكافحاً صُلباً.

المجدُ والخلودُ للفقيدِ ولمناضلي الحركةِ الوطنيةِ اليمنية

له الرحمةُ والمغفرةُ ولأسرته الفخرُ والاعتزازُ به ..

 

*الحارسُ المُرافقُ للفقيدِ المُناضلِ مُحمَّد

قراءة 1636 مرات