طباعة

في مفهوم المبادرات

الجمعة, 27 حزيران/يونيو 2014 18:01
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

تأتي المبادرات حين يستشعر عدد من الأفراد ممن ينتمون كأعضاء إلى حزب سياسي أو غيره من مكونات

المجتمع أن حزبهم أو مكونهم لم يعد يعمل بالشكل المطلوب. ولم يعد يقوم بالدور المرجو منه. أي أن جمودا قد أصاب هيئاته فأصبحت مشلولة، أو أن ما تقدمه لم يعد يلبي أو يشبع رغبات المنتمين إليه، وربما وصل هذا الشعور إلى أن حزبهم مهدد في وجوده اذا ما استمر هذا الجمود وهذا العجز، وبالتالي يبادرون إلى عمل شيء لانقاذ ما يمكن إنقاذه، فأول شيء يقومون به هو الوقوف أمام ما يجري. ويتداعون فيما بينهم لأجل ذلك، فيتدارسون وضع ما وصل إليه حزبهم والحالة التي أل إليها، والأسباب التي أدت إلى ذلك. ويخلصون إلى جملة من مقترحات الحلول، والمعالجات، والأنشطة والفعاليات التي يستطيعون القيام بها إسهاما منهم في تحريك الركود وكسر حالة الجحود الراهنة، وتهيئة الأجواء المناسبة. وتوفير البيئة الملائمة.

ومن هنا تكون المبادرة تلبية لحاجات موضوعية وضرورات ماسة، يطلقها من استشعروا درجات الخطر، وتفهموا طبيعة المشكلة.

فالمبادرة تعني فيما تعنيه: المبادأة والمسارعة، أي الاسراع للبدء في عمل شيء ما، والمبادرة في اللغة من بادر يبادر، وهو الشخص الذي بدر عنه شيء ما أو بدرت عنه فكرة، فسارع لتنفيذها وفقا للهدف الذي ارتسم داخل وفي إطار الفكرة التي حددتها وبالتالي حددت الخطوات الجلية لتحقيق ذلك الهدف. فالمبادرة حالة ايجابية، وفعل مرحب ومرغوب فيه، إذا ما انطلقت لأجل إصلاح وضع معطوب ومعالجة اختلالات، وكسر جمود هيئات.

وتنجح المبادرات عندما تتوفر شروط وعوامل نجاحها. ومن عوامل وشروط النجاح. أن يكون لدى المبادرين الاستعداد التام لتنفيذ مبادرتهم، وتفسيرها، وشرحها وتقبل الأراء والملاحظات حولها .

ومن شروط المبادرات أن تكون واضحة ومفهومة، ومحددة لأهدافها وخطواتها العملية. وقادرة على اجتذاب المؤيدين لها، وأن تحدث التفافا واسعا من حولها .

والأهم من ذلك أن لا تكون المبادرات متعالية على ما هو قائم، إنما تتوخى النهوض به، والاسهام على الانتقال به إلى وضع وأداء أفضل، وعلى أسس من التعاون والتكافل.

ومن طبيعة المبادرات، أن لا تكون صدامية وأن لا تحدث شقاقا أو فرقة.

إن الحال الذي وصل إليه مجتمعنا، من الضعف والوهن بحيث يتطلب بذل المزيد من الجهود في سبيل الانتقال إلى وضع أفضل، وكما هو حال المجتمع الذي أضعفته نخبه، وأوصلته إلى ما وصل إليه.

كذلك هو حال الأحزاب السياسية في بلادنا فهي من الضعف بحيث أصبحت غير قادرة على الاضطلاع بالدور المطلوب والمأمول، ولم تعد تلبي حاجات ورغبات أعضائها ناهيك عن تلبية أمال جماهيرها العريضة التي أضحت يائسة ومحبطة، وفاقدة للثقة في قدرتها على إحداث التغيير الذي تتطلع إليه.

فنحن أحوج ما نكون إلى المزيد من المبادرات داخل الأحزاب وخارجها. وفي مختلف المجالات والأنشطة. كم نحن بحاجة إلى المبادرات الثقافية، والمعرفية والفكرية، والتنظيمية، والسياسية، مبادرات تجمع الشتات. وتحشد الطاقات.

قراءة 1973 مرات

من أحدث