طباعة

بطولات جيفارا ورحيل أبي ذر

الخميس, 19 نيسان/أبريل 2018 22:35 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)


رحل المناضل الوطني الجسور محمد ناجي محمد الدحم بصمت وبعيدا عن كل المظاهر وبيانات النعي ورسائل التعازي ومهرجانات ومراسيم التشييع التي تروج لها وسائل الاعلام المختلفة للكثيرين.

رحل المناضل والمقاوم والمدافع عن قضايا ومظالم البسطاء في مديرية النادرة محافظة إب جبال عمار عن عمر يناهز المائة عام قضاء معظمها في خدمة الوطن ومكافحاَ لنصرة قضايا الفقراء والمستضعفين أينما وجدت.

ظل في حياته مجاهداَ ومقاوماَ ومناضلاَ لا تلين له عزيمة في مقارعة الظلم والاستبداد بكافة أشكاله وصوره.

عند قيام ثورة ٢٦ سبتمبر١٩٦٢م كان من ضمن طلائع الثوار الذين هبوا للدفاع عن الثورة الفتيةوحين حدث الانقلاب عليها في٥نوفمبر١٩٦٧م وعادت فلول الملكية للسيطرة على الدولة والالتفاف على مبادئ الجمهورية.

كان من طلائع الثوار الذين دافعوا عنهاوكان على تواصل مستمر مع زملائه الضباط الذين تم مطاردتهم من صنعاءوعادوا الى مناطقهم لتشكيل المقاومة الشعبية للدفاع عن الثورة والجمهورية وقد شكل رأس حربة في جبال عمار لمهاجمة وكر فلول الملكيين في مركز النادرة وإشعال فتيل المقاومة منها حيث كان على تواصل مع الكثيرين من زملائه المناضلين في المنطقة منهم الفقيد اللواء صالح قائد الكهالي، عبداللطيف الهمزه، علي عباد الحصيني، الشهيد البطل طاهر ناجي الظاهري، الشهيد البطل صالح احمد مسعد الظاهري والمناضل حميد الحيدري.  واستمرت المقاومة حتى تشكيل منظمة المقاومين الثوريين في ٢٥ يناير١٩٧١م في مديرية دمت وكان عضواَ قيادياَ بارزاَ فيها ومشرفاً على المركز الاول في مديرية النادرة الذي كان يتولى القيادة حينها الشهيد البطل احمد عبده الصعدي.

وقد شكل هذا المركز رأس حربة مشتعلة لمهاجمة القوى الرجعية والكهنوتية المتواجدة في مركز مديرية النادرة ومخلاف عمار وكان الى جانبه عدد قليل من المناضلين الأحرار من قريته والقرى المجاورة مثل قرية حبان بيت البهال وفي مقدمتهم المناضل البطل ثابت سعد البهال والشهيد البطل سعد محمد مصلح البهال

حيث استطاعوا ان يقاوموا جحافل الظلم والاستبداد ولصمودهم الأسطوري لأشهر كاملة قل ان تجد لها نظيراً في وقتنا الحالي

استطاعوا ان ينفذوا عمليات نوعية وبطولية نادره وأصبحت مديرية النادرة ومنطقة عمار نتيجة بطولاتهم مثلا لباقي المناطق الاخرىفي الصمود والبسالة واتساع رقعة المقاومة

وظل الفقيد مثلا للمناضل الفذ وبالفطرة الانسانية للظلم حتى تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطيةوأصبح عضوا قيادياَ فيها الى جانب الشهيد المؤسس شهيد الديمقراطية والتسامح الشهيد جارالله عمر

لقد ظل الفقيد طوال حياته مطارداَ ومشرداَ بسبب مواقفه وآرائه  التي كان يحملها حيث نزح مع أسرته الى مديرية دمت عام ١٩٧١م بعد خراب بيتة في مديرية النادرة ثم بعد ذلك رحل أسرته ضمن مجموعة اسر زملائه المناضلين من عمار والحبشية الذين ارغمتهم الظروف للنزوح الى جنوب الوطن محافظة الضالعواستقر في جنوب الوطن مع جماعة من زملائه المناضلين

من نشاطاته القومية وحبه  للحرية توجه هو وجماعة من رفاقه أعضاء منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين لنصرة الجبهة الشعبية لتحرير عمان بسلطنة عمانومكث هناك اكثر من سته أشهر ثم عاد الى منطقته مره اخرى لمواصلة النضال مع بقية رفاقه

لقد رحل هذا المناضل الوطني بصمت دون ان يجمع حوله اي من المتزلفينرحل دون ان يجمع اي ثروة ليخلفها لمن بعده رحل وهو يعيش حياة الكفاف وشظف العيش بين جماهيره وأقاربه من الفقراء والمستضعفين كما رحل الصحابي الجليل أبي ذر الذي رحل دون ان يجد الكفن الذي يواري فيه الثرى.

    رحمة الله تغشاك يا أبا حميد 

قراءة 4576 مرات