طباعة

من الاخر..*

الثلاثاء, 16 تشرين1/أكتوير 2018 17:36 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)


في ذكرى تأسيسه الاربعين ،ليعلم الجميع، وبخاصة جيل الشاب ،بأن الحزب الاشتراكي اليمني نشاء حزبا وطنيا وحدويا، ومن اجل تحقيق الوحدة ناضل نضالا دؤوبا ، وضحى بالكثير في سبيلها ، وفي ذات الوقت مثل رافعه سياسية واجتماعية للجنوبين الى صنع الوحدة، الأمر الذي ترتب عليه جملة التزامات سياسية واجتماعية واخلاقية تجاه الجنوب ، ورغم هذا المعطى فان أول ما قام به نظام صنعاء بعيد الوحدة هو استهداف وضرب هذا الحامل السياسي والاجتماعي اعتقادا بقدرته على ايجاد وارساء وحدة على مقاسه تخدم مصالحه ومراكزه وأجهزته ، فذهب للبحث عن وحدة مع بيوت واسر جنوبية في صور شراكات خاصة ريعية وتجارية، وفي المحصلة النهائية وحدته الريعية لم تفلح ولن تفلح ، فمن ترك العام وبحث عن الخاص خاسر لامحالة، مثله مثل زارع الأشواك يحصد الجراح.

بالمقابل ونتيجة للحالة التي خلفتها حرب 1994م انتاب الجنوبيين حالة من عدم الثقة بوطن موحد ،فيما تعرض الاشتراكي لحالة من الكره تحت حجة انه من ساقهم الى الوحدة، وبقدر موضوعية القضية الجنوبية وضرورة حلها، فقد حدث ارتكاس كبير وخطير في الوعي الوحدوي عندهم، وذهب الكثيرون منهم للاحتماء بمفاهيم ضيقة ومتخلفة لاتجدي نفعا في حل قضية كـ القضية الجنوبية.

ورغم أن الجنوبيين ومعهم القوى الوطنية الحية بما في ذلك الاشتراكي قد خاضوا نضالا متواصلا لازالت آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وحل القضية الجنوبية في إطار الوحدة الا أن السلطة ماطلت وسوفت ،وبقدر مماطلتها من مواجهة الاستحقاقات بقدر ارتفاع سقف المطالب الجنوبية حتى وصل الأمر إلى المطالبة بحق تقرير المصير واستعادة الدولة على حدود العام ١٩٩٠م ، لكنهم لم ينجحوا في ذلك حتى اليوم.

الخلاصة :

بناء على معطيات الواقع الموضوعية والذاتية فإن التجربة أثبتت عدم قدرة ذوي النزعة الوحدوية على بناء وحدة يمنية صالحة بدون الحزب الاشتراكي اليمني و في ذات الوقت لم يتمكن ذوي النزعة الانفصالية من ايجاد دولة مستقلة بالانفصال دون الحزب الاشتراكي اليمني ..بمعنى آخر لا جنوب بدون الاشتراكي ولا وحدة بدون الاشتراكي والشاطر من يفهمها.

 

* المقصود بالاشتراكي المشار إليه في ثنايا المنشور هو الحزب الاشتراكي اليمني قاطبة بأعضائه وقياداته جنوبيين وشماليين.

قراءة 6578 مرات

من أحدث ناجي الحنيشي