طباعة

وحدهم الاوفياء

السبت, 20 تشرين1/أكتوير 2018 18:57 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)


الاوفياء للوطن وقضاياه هم انقيائه الذين ما برحوا يقدمون التضحيات في سبيل عزته وكرامته في كل زمان ومكان ، بجهودهم وعرقهم ودمائهم يصنعون مستقبل اوطانهم وشعوبهم دون منة او خيلاء ، يرحلون هكذا فجاءة دون وداع او مراسيم وكأنهم يحرصون ان لا يتعبوا احدا في رحيلهم كما في حياتهم ..انهم كثر ولا يتسع المجال لذكرهم جميعا، لكننا اليوم سنخص احدهم كما عرفناه ، كأقل ما يمكن تجاه قائد مثل الشهيد عميد / علي هزاع الصيادي ، ذلكم القائد الذي يعتبر من موسسي الجيش الوطني واحد ابرز قادته الميامين ،الذين قادوا ببسالة واقدام وحداتهم العسكرية وهي تواجه قوات ومليشيا الانقلابيين منذ البدايات الاولى لدخول الجيش الوطني في المعارك ، في اكتوبر ٢٠١٥م .

انه قائد عركته مراحل النضال الوطني منذ السنوات الاولى لشبابه، فبعد ان تخرج من الكلية العسكرية بصلاح الدين (اليمن الديمقراطي) شارك في الدفاع عن الوطن من اعدائه سواء كان العدو داخلي ام خارجي، هكذا بقي مخلصا للقسم العسكري ولم يفرط في شرف الجندية رغم حرمانه من حقوقه المادية والمعنوية بعد الوحدة مع غيره من القادة الشرفاء، عقابا لمواقفهم الوطنية. لكنه حين حل البلاء الحوثي العفاشي مجددا على البلد، امتشق سلاحه دون ان يعبئ بما لحقه ورفاقه، فتوجه الى العبر حيث تتشكل النواة الاولى للجيش الوطني ،وهناك استقبل المقاتلين ودربهم وجهزهم مع غيره من القادة ، ومن ثم توجه الى مارب كقائد لكتيبة عسكرية، مشاركا ووحدته العسكرية بفعالية في معارك البلق والجفينة والفاو ومن ثم مفرق الجوف فالفرضة فنهم واخيرا ميدي.

تعرفت على القائد/ علي هزاع الصيادي هنا في مارب، بعد فترة قصيرة من وصوله ، وبقينا على تواصل كلما سنحت الفرصة ، عرفته انسانا مميزا بصفاته ومثله ، يتمتع بأخلاق عالية جعلته محل تقدير عال وموضع ثقة لا تتزعزع عند رفاق السلاح...

على الرغم من ازدواجية معايير التعامل مع القادة، فضل الشهيد علي هزاع التحمل والصبر على سوء المعاملة، واجه هذا النوع من التعامل بالبقاء في الصفوف الامامية، مركزا اهتمامه على مواجهة الخصم، دون اعطائه اي فرصة لتحقيق اهدافه..

اليوم ها هو يرحل شهيدا ،بعد ان ابلي بلاء حسنا، مقتفي اثر رفاقه من القادة الابرار : اللواء/ احمد يحي الابارة والعميد/ علي عبده مراد والعميد/ احمد سيف الدودحي والعميد/ عبده احمد الصيادي والعميد / عبدالله عايض الرشيدي والعميد / علي محسن العزاني/ والعميد / سيف البحري /والعميد / محمد علي عبدالله مصلح /والعقيد/ سعيد محمد القردعي والعقيد / سعد العشتون والعقيد / مهدي ناجي العواضي / والعقيد / عبدالعزيز حسن الجلة والرئد/ امين عبدالواسع السلفي /والرائد /عدنان الجرادي /والرائد/ منصور غالب العداري والنقيب/ البخيتي صالح الكحلي ،وغيرهم العشرات من القادة الاشتراكيين الذين لا تحضرني اسمائهم الان ، لكنهم في وجداننا ووجدان كل وطني شريف ،نذكرهم بكل فخر واعتزاز، كقادة قادوا وحداتهم وقاتلوا ببسالة وحين تطلب منهم الامر جادوا بأرواحهم في سبيل قضية وطنية سامية، متجاوزين كل تعقيدات ومساوئ اللحظة الراهنة..

رحم الله الشهيد العميد / علي هزاع الصيادي اركان اللواء اول قوات خاصة، ورفاقه الشهداء جميعا ولا يسعنا في هذا المقام الحزين الا ان نتقدم بالتعازي الحارة لأولاده واقاربه وجميع الرفاق .. سائلين المولى جل وعلا ان يتغمد روحه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان..

قراءة 4060 مرات

من أحدث ناجي الحنيشي