طباعة

فريق الاشتراكي في الحوار كنتم اكثر صدقا وتحملا للمسؤولية التاريخية

الثلاثاء, 04 شباط/فبراير 2014 22:48
قيم الموضوع
(0 أصوات)
افتقدت وثيقة ضمانات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني للحس الفني والاستراتيجي و بغض النظر عن النظام الداخلي للمؤتمر الذي تم تجاوزه في كثير من الحالات التي لا يتسع المقام لذكرها وبعيدا عن الصفقات التي عقدت لتمرير مصالح سياسيه ونفوذيه على مستوى الاشخاص والاحزاب والدول فلو تمعنا في وثيقة الضمانات التي قبلها الناس على مضض سنجد فيها الكثير من المأخذ التي ستخلق مشاكل مستقبليه كنا سنتجاوزها بقليل من الترتيب لتلك المصفوفة، فالحديث عن انجاز سجل انتخابي جديد واستفتاء على الدستور دون حل مشاكل الناس وخاصة في الجنوب يعد نوع من الاستهتار وعدم الفهم.
 
فمن المؤسف ان تتحدث الوثيقة عن تنفيذ النقاط العشرين والاحدى عشر بعد الاستفتاء على الدستور، كما ان الحديث عن اتخاذ خطوات ترمي الى تحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية واصدار قانون العدالة الانتقالية وتشكيل اللجنة الخاصة بالتحقيق حول انتهاكات 2011 يعد شيء هستيري فكيف سنحقق العدالة الانتقالية قبل التحقيق مع المجرمين.
والغريب ايضا ان يأتي البند الذي يتحدث عن اطلاق سراح المعتقلين من شباب ثورة التغير والحراك السلمي بعد ما سبق من خطوات ترمي لتحقيق العدالة الانتقالية، وفي مرحلة تأسيس الدولة جرى الحديث عن مهام تشريعية مثل اصدار قانون السلطة القضائية وتشكيل المحكمة الدستورية واصدار قوانين الاقاليم وتشريعات الاقاليم وقانون الانتخابات وفق الدستور الجديد دون الحديث عن المؤسسة التشريعية التي ستنجز كل تلك القوانين والتشريعات الهامه . فمن غير المعقول ان يتولى تلك المهام مجلس النواب وهو بهذه الحالة من عدم الشراكة الوطنية بين الشمال والجنوب. ام سيتولى ذلك مجلس الشورى بعد توسيعه وايجاد التوازن المطلوب كما جرى الاتفاق عليه وهل يحق له التشريع. ام ستتولى ذلك الهيئة الوطنية المزمع انشائها والتي حددت مهامها بالإشراف والمتابعة للمخرجات الحوار ولجنة صياغة الدستور.
فيما يخص تقسيم الاقاليم فبعد ان مررت مسرحية التفويض لهادي بتشكيل لجنة تدرس اي الخيارات الانسب للتقسيم يجري التسويق و الحديث من قبل الرئيس هادي عن خيار السته الاقليم قبل ان يشكل اللجنة المذكورة الامر الذي يستدعي كثير من الشكوك التي تحوم حول وجود اجندة خارجية واقليمية تسعى لتقسيم اليمن وفق مصالح دول وشركات ولوبيهات متعددة.
كل تلك المنغصات وغيرها ما كان لها ان تحدث لو وجد الضمير الوطني النزيه لدى كثير من قيادة العمل السياسي في مؤتمر الحوار وخارجه فقد مثل غياب الدكتور ياسين في ايام الحوار الاخيرة خساره كبيرة وبدى ذلك واضحا في مسرحية جلسة التفويض ثما تلى ذلك الانقلاب على وثيقة الضمانات التي توافق عليها الجميع.
انجز الدكتور ياسين كل المهام بكل حنكة واقتدار وعندما اشتد المرض على قلبه الكبير الممتلئ بحب اليمن اضطر الى مغادرة البلاد للعلاج كي يعود لمواصلة السير صوب الهدف الذي رسمه هو ورفاقه من قيادات وقواعد الحزب فقد كان لفريق الحزب في مؤتمر الحوار دور عظيم في رسم معالم اليمن الجديد استطاع هذا الفريق المتناغم ان يقدم صورة مشرفه لحزب يأبى الا ان يكون كبيرا وعظيما بعظمة مناضليه وتاريخه العريق فقد كان الحزب وفريقه في الحوار اكثر صدقا وتحملا للمسؤولية التاريخية في حمل كل القضايا الوطنية ومناقشتها بكل موضوعية بعيدا عن المصالح الانانية.
تحمل فريق الحزب في الحوار الكثير من الاعباء ومشاكل الجلسات والاعداد والتوفيق والابتكار للحلول لكثير من نقاط الخلاف داخل الفرق المختلفة التي كانت تطرأ في كثير من الجلسات والنقاشات وبهذا الانحياز لقضايا وطموحات الشعب كسب الحزب وخسرت الكثير من القوى التي بدأت مرهونة لمصالح ضيقه.
ومع ان مؤتمر الحوار انتج مسوغات وافكار ومخرجات لا يستهان بها والواجب اليوم على كل فئات الشعب اليمني وفي طليعته قوى المدنية والتحديث العمل الجاد من خلال تشكيل جبهه وطنيه قادرة على الضغط من اجل تجاوز الكثير من العثرات التي حدثت من بداية الثورة وحتى انتهاء مؤتمر الحوار من اجل انجاز كافة اهداف الثورة وعدم السماح للقوى الانتهازية ان تمرر مشاريعها الانانية على حسب تطلعات الشعب اليمني في بناء دولته المدنية وفاء لكل التضحيات التي قدمها الشهداء والمناضلين في مختلف مراحل الثورة اليمنية.
قراءة 2094 مرات