طباعة

ممنوع من النشر

الثلاثاء, 04 شباط/فبراير 2014 23:57
قيم الموضوع
(2 أصوات)

لا أعلم كم من الألم يعتري قلب الفنان الذي ينهى رسم لوحة فتمنع جهة أو شخص عرضها تحت مبرر أنها تخدش الحياء بينما قد نراها غاية في الجمال.

لا أعلم كم من الألم يعتري قلب الفنان عندما ينهى فيلماً فتقابله القنوات اليمنية بالرفض لأن قصته رومنسية تخدش الحياء.

فيلم و لوحة يمنعان من العرض؛ كتاب وأغنية يمنعان من النشر .. كتاب "الجمهورية اليمنية" للبردوني يتحدث عن الوحدة وينتقد سلبيات الحكومة الانتقالية آنذاك، أيضا كتاب "المؤسسات الثقافية في اليمن،" وكتاب "الجديد والمجدد في الأدب اليمني" كلها كتب للبردوني منعت من النشر ولا نملك سوى أسمائها، لأن هناك جهات صادرتها بعد موته مباشرة.

أما رواية وجدي الأهدل، "قوارب جبلية" فأدت إلى إغلاق دار النشر وهدر دم الروائي الذي غادر بلده هرباً من الموت.

والسبب مرة أخرى خدش الحياء العام. "أمينة السجينة" فيلم لخديجة السلامي عن فتاة يلغي الرئيس إعدامها قبل التنفيذ بساعات لأنها قاصر. تمنع وزارة الثقافة عرض الفيلم لأنه يسيء لسمعة اليمن.

"مصحف أحمر" رواية تمنع من دخول اليمن لسبب مجهول. أسئلة أوجهها لوزارة الثقافة: ما معنى تخدش الحياء العام؟ ما معنى تسيء لسمعة اليمن؟ هل تعلم الوزارة أنها تقدم بهذه الجمل المطاطة والنسبية مبرراً لهدر دم كاتب أو حظر أعمال فنان؟ هل يقصد بخدش الحياء العام سرد قصص حب هي موجودة في الواقع أصلاً؟ وهل تجاهلنا لهذه القصص سيجعل من المجتمع اليمني مجتمعاً فاضلاً؟ أما سمعة اليمن، فعن أي سمعة نتحدث؟ الإرهاب، القتل، الطائفية، الاضطهاد، الفساد، المحسوبية، الفقر، الجهل، القات، زواج القاصرات .. هل هذه هي السمعة التي تخشى الوزارة من تشويهها؟ الأمر خاضع لمزاج أشخاص هم قوى النفوذ لا أكثر.

وفي الأخير يتلخص وضع الفنان ووضع اليمن بسطر واحد: لا أسباب لحظر السارق والقاتل بينما يحظر الانتاج الفني لأسباب ... إنها ملهاة ومأساة.

 

قراءة 4628 مرات

من أحدث