طباعة

في وداع الحبيب علي اسماعيل

الإثنين, 04 شباط/فبراير 2019 17:32 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

بالامس فقط ذهبت الى مركز القلب القومي في القاهرة الذي تقرر فيه اجراء عملية قلب مفتوح للرفيق علي اسماعيل الكودحي الذي أفنى عمره في خدمة الوطن وبحكم عمله في وزارة الزرعة اشتغل في المسوح الارضية للحقول والغيول والعيون والآبار، وكان على اطلاع تام بكل شبر في ارض الوطن..

تداعيات الذاكرة تعمل بخفة تحدثني عن المسارات الوطنية التي خبرها علي اسماعيل.. تلفعه الغزير بالارض والانسان..

كل مدينة يمنية له فيها أصدقاء وأحبة وكل قرية له فيها أحباب وأقارب طلبت من الحارس ان يسمح لي بالزيارة فاخبرني ان دخول الزائرين سيكون في الواحدة بقيت ثلاث ساعات أدور حول معهد القلب وكلما لمحت شكل المبنى المغطى بشباك حديدي تلمست قلبي الواهن..

وحين سمحوا لي بالدخول بعد طابور طويل لان الزحام كان على اشدة.. كل شخص لدية قصة مع قلبه..

ذهبت الى الطابق الثاني..  كانت صورة علي اسماعيل عالقة في مخيلتي وصوته يتردد في حجرات قلبي الذي تهدر في حجراته أصداء المخاوف..

وكلما صعدت الدرجات سمعته يحدثني ويضحك كالعادة.. قبل البارحة ليلا دخل صديقي المعهد كان قبلها قد طلب مني ان اكتب على صفحة الفيس بوك انه وحيد.. فأردت ان عطيه دفعه من الشجاعة حين رددت عليه بأنه ليس وحيدا وأننا معه..

طلبت من الاصدقاء التواصل فاتصلت به الصحفية القديرة سامية الأغبري وبحسها الإنساني عرفت أنه يحتاج للاهتمام.. وتواصل معه كذلك الأخ الأديب الكبير علوان الجيلاني...

طلبت منه كثيرا التواصل مع الأهل في اليمن.. ان يطلب منهم الالتحاق به... ولكن للأسف لم يكن أحدا ليتجاوب معه.. بذل جهدا كبيرا لاقناع السفارة اليمنية بأنه يحتاج لمنحته الطبية ولكنهم ما طلوا كثيرا حتى تبرع فاعل خير.. تبرع بمبلغ 50 الف جنيها على ان يتم استردادها بعد ذلك حسب حديثه....

وعلى الرغم من كل ذلك كان لديه أمل كبير بأنه سيخرج من غرفة العمليات ويعود الى اليمن كان كل حديثه ينصب عن ذكرياته مع اسرته.. ابن شقيقته الدكتور محمد عبدالواحد وطفلته الرسامة وأبناءه الغائبين في سوريا ذكريات اخرى مع الاصدقاء: جازم سيف؛ الذي اشترى له جاكت من الباعة السورين وعبدالرقيب العبسي وعبدالحليم هزاع وأمين أحمد ثابت....في قسم العمليات قالوا لي لن تتمكن من زيارته واردفوا.. لقد اخذنا رقم ابن اخيه وحين يكون جاهزا للزيارة سنخبره.. اتصلت لابن اخيه فقال لي ان زيارته غير مسموح بها مالم تمر اربع ايام ..اتصلت اليوم لأسأل قال لي لقد مات ودفناه.. خبر لم استطع تصديقه اكتب هذه الكلمات الناعية والثقل يغزوا كل مفاصلي والدموع تأبى أن تغادر محاجرها.

قراءة 1597 مرات آخر تعديل على الإثنين, 04 شباط/فبراير 2019 17:39

من أحدث محمد عبد الوكيل جازم